المبادرات التي افشلتها قوى السلطة


إذا ما قدر للأزمة اللبنانية أن تدخل موسوعة غينيس فمن باب مدتها وعدد المبادرات المجهضة على عتبات الحل فيها...

فسلسلة المبادرات الداخلية والسعودية والعربية والفرنسية للحل باءت بالفشل بسبب القصف المركز من قبل الأكثرية ومواقفها المتقلبة.

ألسنة إلتهمت على مدى ستة أشهر المبادرات السالفة الذكر، ولفظتها عظما بلا لحم.

وبالعودة إلى السياق الزمني لهذه المبادرات، نبدأ مع مبادرة يكن التي إنطلقت على أساس أفكار مشتركة مع الرئيس عمر كرامي تم نقلها للرئيس فؤاد السنيورة الذي أبدى في البدء إستعداده للتفاهم عليها لكنه وبعد أن أطلقت فرق الشتم الشباطية على المنابر تراجع متذرعاً بعدم جدواها.

ولم تكد أبواب السراي تقفل وراء الداعية يكن، حتى أطل المستشار السوداني مصطفى عثمان اسماعيل حاملاً مجموعة من الأفكار جال بها على أصحاب الحل والربط ليقابل الرجل بسلسلة من التصريحات أبرزها لرئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع الذي إعتبر ان المبادرة غير واضحة وأنها لا تتلاقى مع مطالب قوى الرابع عشر من شباط.

الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وحد جهوده وجهود المبعوث السوداني حيث أجريا سبعة عشرة لقاءاً خلال ثلاثة ايام ماراتونية لكن دون الوصول الى مرحلة التفاؤل، يومها أطلق موسى كلمته الشهيرة "التشاؤل"، وإذ حاول موسى تكثيف جهوده للوصول إلى النتيجة المرجوة، سقطت المساعي في الربع الساعة الأخيرة بسبب إنقلاب فريق السلطة على بعض التعهدات التي كانت كفيلة بإخراج لبنان من المتاهة التي يدور فيها.

بالموازاة كان السعوديون يجهدون للوصول إلى أرضيات مشتركة عبر سفيرهم في لبنان عبد العزيز خوجه، الذي إستمر بالعمل بالتنسيق مع الرياض.

الرئيس سليم الحص ومنبر الوحدة الوطنية قدم مبادرته للحل أيضاً، وكانت مرتكزة على اعتبار الحكومة مستقيلة من قبل رئيس الجمهورية تنحصر مهمتها في تصريف الأعمال في مقابل ان تكف المعارضة عن المطالبة بحكومة وحدة وطنية وتترفع عن المشاركة في الحكم.

في هذا الوقت كانت جولات عمرو موسى ومساعده هشام يوسف والمستشار السوداني مصطفى عثمان إسماعيل مستمرة دون نتيجة تذكر في ظل التخريب الذي كانت تمارسه قوى الموالاة لاي إتفاق مفترض.

لم يطل الأمر حتى لاحت في الأفق بارقة أمل تمثلت في اللقاءات الإيرانية السعودية، وبدا أن الدولتين المؤثرتين بقوة في الساحة اللبنانية تحاولان رتق الأفتاق، إلا أن تدخل الولايات المتحدة عبر سفيرها في لبنان والتصويب الممنهج من قبل قوى السلطة ذهب بما كان يحضر.

صمتت جبهة المبادرات بعدما علا صوت السلاح، وأقرت المحكمة الدولية في مجلس الأمن...بدا أن الأكثرية حققت هدفاً من أهدافها، تقدمت فرنسا "ساركوزي" بمبادرة قادها الدبلوماسي المخضرم جان كلود كوسران.

اول الكلام كان حديث عن مؤتمر يجمع القيادات اللبنانية أو من ينوب عنها في مقر وزارة الخارجية الفرنسية للوصول إلى حل.. الا ان دعوة الرئيس الفرنسي ساركوزي، للسنيورة لزيارة باريس اواخر الجاري جعلت من موعد لقاء باريس مؤجلا حتى إشعار اخر على ما يبدو..

تعليقات: