إنتخابات ديمقراطية أم سوق عكاظ؟

مراقبان أوروبيان في قلم اقتراع في انتخابات الـ 2005
مراقبان أوروبيان في قلم اقتراع في انتخابات الـ 2005


منذ فترة ليست ببعيدة ونحن نسمع بالتحضير للأنتخابات النيابية وتشكيل اللوائح وإستنفار الماكينات وإستدعاء المفاتيح والإيعاز لمن يلزم لإعداد اللوائح الخاصة باللبنانيين داخل الوطن.. كذلك والأهم المغتربين خارج الوطن (علماً أن من في الداخل والخارج جميعهم مغتربون عن هذا الوطن) وإستنفار الأطقم اللوجستيه للقيام بالعمل الللازم على مستوى المعمورة للتواصل معهم في بلاد الأغتراب بغرض تقديم العروض المغريه لأستقدامهم الى الوطن ليخوضوا بهم معركة أم المعارك على أمل ان يغيروا من النتيجة الحتمية شيئاً على الأرض!

فعلاً أنه لسلوكُ معيب بحق الأنسان وأنسانيته..

إلى هذا الحد وصلت الأمور بهذا الفريق للقيام بالدوّس على كرامات الناس مستغلاً حاجتهم وفقرهم للأستحواذ على ضمائرهم مقابل حفنة من البترودولار منتهكاً بذلك كل القيم الأنسانية والأخلاقية والمواطنية هذا داخل الوطن ..

أما بالنسبة للمغتربين، كان بأمكان هذا الفريق أن لا يكلف نفسه كل أربعة سنوات ويجهد نفسه بقرع طبول هذه المعركة المفصلية بنظره والمعارك الأخرى كمعارك النقابات الموسمية وانفاق كل هذا المال الغير نظيف طبعاً .. كان الأجدى بهذا الفريق الخائب أن ينهض بالوطن خلال إمساكه بمفاصل مقدراته منذ زمن بعيد وخلق فرص العمل لهؤلاء المغتربين موفرين على أنفسهم كل هذا المال السياسي وهذا الأستنفار وتلك المشقة ولكانوا وجدوهم أمامهم في هذا الموسم الأنتخابي ليردوا لهم بعض الجميل على اتاحة فرص العمل لهم بوطنهم بدل أن يكفروا بوطنهم ومواطنيتهم نتيجة فساد هذا الفريق وافساد مؤسسات الدولة غير عابئين بمتطلبات الحد الأدنى للعيش مما اضطرهم الى الأبتعاد عن ذويهم وعائلاتهم وأحبائهم.

وهؤلاء لم يحملوا معهم من هذا الوطن سوى شنطة سفرهم والذكريات. وهناك كانت تنتظرهم مشقة الأغتراب ومعاناتها النفسية والصحية والأجتماعية باحثين عن لقمة العيش الشريفة والحياة الكريمة لهم ولذويهم.

والآن وبكل استخفاف بعقول هؤلاء المغتربين يأتي هذا الفريق بكل وقاحة ليساوم على ضمائرهم وذممهم عارضاً ما لديه من مغريات لكسب صوت هنا وصوت هناك وكأنه يتاجر في سوق عكاظ !

من هنا اقول لهم ما هكذا تبنى المواطنية ويبنى الوطن باستغلال حاجة المواطن لشراء ضميره وذمته ..

تباً لهكذا سياسة وسياسيين دمروا اقتصاد الوطن وجوّعوا المواطنين بسياستهم وسلوك سياسييهم ..

تباً لكم كفاكم قهراً وجوراً بهذا الشعب.

كفى نفاقاً وفجوراً، تباً لكم ولمالكم المستورد انزلوا من العربة بأختياركم قبل أن ينزلكم الشعب من خلال الصناديق!

نعم كفاكم قيادة لهذه العربة لقد باتت مخلخلة ومهشمة من جراء قيادتكم القاصرة والمتهورة واصبحنا نخشى عليها من التحطم!

لقد حان الآن وقت الأصلاح والتغيير إبتداءً من الأنسان وانتهاءً بهيكلية العربة لتقاد بسلام وامان وحفظ ركابها وحقوقهم المشروعة وبدون منة من احد!

نعم هكذا تبنى الأوطان وهكذا يعيش الأنسان بوطنه حراً عزيزاً كريماً، له من الحقوق ما له على الدولة وعليه حقوق ما عليه الى الدولة عندها وعندها فقط نستطيع أن نقول وبكل فخر أنه فعلاً لدينا وطن ونحن مواطنون بوطن أسمه وبكل فخر لبنان .

تعليقات: