بابا نمّ قرير العين.. ساكون الابنة الوفية لأحلامك وآمالك


آه منه، كم هو قاس و مؤلم، يرمي القلب ويحرق الدمع، يثكل الامهات، يرمل الزوجات و ييتّم الابناء.

إنه الموت الذي انقضّ علينا فضعضع حياة أسرتناوقلبها رأساً على عقب.

فبالله كيف اختار عامود البيت، ربّ الاسرة، الذي كان يملا البيت بانفاسه العطرة التي توزع علينا الحب والحنان و العطف والرعاية.

بفقده فقدنا الزوج الرفيق، والاب المحب...

لا ازال اذكر كلماته، كنت طفلته المدلّلة وحيدته، لي ثلاثة اشقاء ورغم ذلك كنت اشعر اني محور تفكيره. كثيرا ما كان يهمس في اذني مرددا كلمات العطف والمحبة، لم اكن اطلب شيئا الا و كان يلبي طلبي بسرعة مذهلة، ظننت الحياة نعيماً.

الآن، وبعد رحيله، صرت اشعر بغربة، ابحث عنه في ارجاء المنزل فلا اجده، اناديه فلا يسمع، يأتيني في المنام فاهب مذعورة ابحث عنه، فاصدم بغيابه.

قاسية هي الحياة بعيداً عنه، مريرة ومؤلمة، أحاول ان اتماسك، فوصيته الثبات والصبر والوصول الى ما كان يامل ويرجو، الا انني كلما ذكرته فاضت الدموع من عيني واسودت الدنيا في نظري، و نقمت على الحياة و قساوتها.

لن يستطع أحدٌ ان يحلّ محله، حتى الأم التي تحاول جاهدة ان تملأ وحدتنا وتخفف معاناتنا ولو على حساب ذاتها. هي لن تكن الاب الذي فُقد. فلمن ساقول بعد الان يا "بابا"؟؟!!

لا، لا، لا، ليس من احد يستطيع ان يملأ مكانه. فمن سيفرح بفرحي يوم يعلن فيه نجاحي؟و من سيزفني في ليلة عرسي ويقودني الى حياتي الجديدة؟ومن... ومن... ومن...؟؟

"بابا" افتقدتك كثيراً، لن تستطيع الكلمات ان تعبر عن مدى حاجتي وشوقي لك، كل ما بوسعي قوله: نم قرير العين، مرتاح البال، فلن اكون الا الابنة الوفية لأحلامك وآمالك.

ابنتك زهرة

تعليقات: