الى الأب الكبير الحاج عبد الحسين فارس عواضة

صاحب القلب الكبير المرحوم الحاج عبد الحسين فارس عواضة
صاحب القلب الكبير المرحوم الحاج عبد الحسين فارس عواضة


سمعتك تهمس عند ضريح صاحبك، قلت له آنذاك: "كيف أعيش في دنيا وأنت لست فيها؟

لقد تعودت عليك، فإذا ما عدت إليها، إنتظرني فأنا قادم إليك..

كانت يداك ترتجفان، وعيناك دامعتان، رأيتك... فقد كنت هناك، إقتربت منك، وشممت رائحتك العطرة، وكنت أحتاج إليك، فأنت صاحبه، كنت كظله... وكان كظلك!

وها أنت بعد سنوات، ترحل إليه بجسدك وروحك، وها أنا أعيش الحزن من جديد، فللمرة الثانية يموت والدي، نعم... مات والدي مرتين!

لست ابالغ فمذ أن كنت يافعا، أتذكّر الحكاية، أتصورها كشريط سينمائي، حكاية أناس جمعتهم القرابة والظروف، فرحوا معا... حزنوا معا... في كل المراحل ظلوا معا!

الحكاية هي والدي وأصدقائه، كانوا كلهم مميزون، ولكن الحاج أبو علي، كان الأكثر تميزا، تميّز بكرمه، بأخلاقه، وبهمته العالية، تميّز بحبه للآخرين، وبصوته عندما يصرخ ويقول:

"وين رحتوا"

معذرة يا إخوتي، فالمصاب آلمني، فقد عرفته مثلكم وأحببته مثلكم، أيام بيروت تشهد ، أيام الخيام تشهد، كل الأيام الماضية تشهد!

حكاية والدي شارفت على نهايتها، فجلّهم ماتوا، ومن بقي منهم ينتظر... أدعوك ربي أن تطيل في أعمارهم، حتى أرى فيهم والدي!

أنقرهنا لولوج سجل التعازي بالمرحوم

تعليقات: