مقتل حفيد مؤسس الكلية الدرزية الإسرائيلية

أرشيف
أرشيف


لم يجد الرقيب الأول في الجيش الإسرائيلي، لطفي وجيه نصر الدين (38 عاماً)، من يسعفه بعد إصابته أول من أمس بصاروخ «غراد» أطلقته المقاومة الفلسطينية في غزة على مستوطنة «نحال عوز». وبناءً على أقوال المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي، كان الجندي الدرزي من دالية الكرمل في قاعدة عسكرية بجانب الحدود، حيث أصاب صاروخ المكان، فقُتل.

خبر حظي باهتمام واسع داخل إسرائيل، ليس فقط لأنه أول جندي يُقتَل في عملية «الرصاص المصهور»، بل لكونه حفيد عضو الكنيست السابق عن حزب «الليكود» أمل نصر الدين، الذي يشغل حالياً منصب رئيس مؤسسة «بيت الشهيد الدرزي»، ورئيس مجلس إدارة الكلية الأكاديمية الدرزية الأولى التي تهدف إلى تحضير الشباب الدروز للخدمة الإلزامية في الجيش الإسرائيلي.

ويصنّف نصر الدين بأنه أكثر من اهتم بتأريخ العلاقات الدرزية الإسرائيلية وفق وجهة نظر الدولة، حيث أصدر أول نشرة محلية في الستينيات، أطلق عليها اسم «جريدة الكرمل»، تركز على العلاقة المتينة بين الدروز والدولة الإسرائيلية. وأدى دوراً شريكاً في اتخاذ القرارات الاستراتيجية، بالنسبة إلى الطائفة الدرزية، من خلال إقناعه الزعامة الروحية بقيادة الشيخ أمين طريف بصوابية قرار وزارة الدفاع الإسرائيلية فرض التجنيد الإجباري على الدروز.

وخلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، تدخل تدخلاً سافراً في الصراعات الطائفية، وخصوصاً بين الدروز والموارنة، متنقلاً بين مختلف المرجعيات للترويج لاتفاق 17 أيار، وتصويره بأن الجيش الإسرائيلي معني بحماية الدروز في لبنان.

وإلى جانب رئاسته «بيت الشهيد الدرزي» الذي تخصص له الحكومة الإسرائيلية مبالغ ضخمة من الموازنة لرعاية عائلات الجنود الدروز القتلى في الجيش الإسرائيلي، نجح نصر الدين في أيلول الماضي بتحقيق «حلمه» بإنشاء أكاديمية عسكرية، غايتها تحضير الشباب الدروز للخدمة الإلزامية في الجيش الإسرائيلي، وسعى إلى إقناع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بانخراط الدروز في صفوف وحدات سلاح الجو والبحرية الممنوعة عليهم.

كذلك نجح نصر الدين في إقناع الثري اليهودي سامي عوفر، بالتبرع بمبلغ 353 ألف دولار لمؤسسة «بيت الشهيد الدرزي»، ليتبنى عوفر في ما بعد تجهيز المتحف الدرزي المزمعة إقامته في البيت.

وسبق أن بعث رئيس الوزراء إيهود أولمرت برسالة تقدير للجهود التي يبذلها نصر الدين لدمج الدروز في المرافق العسكرية والأمنية والمدنية، مبدياً إعجابه بالكتاب الذي أصدره تحت عنوان: «الدروز ودولة إسرائيل ــ ستون سنة على استقلالها 1948ــ 2008».

تعليقات: