صيدا تحيي «اللي صبّاطو بيّض وجهنا ووجه العرب»

الصحافي العراقي منتظر الزيدي
الصحافي العراقي منتظر الزيدي


صيدا ـ

قصة الرئيس الأميركي جورج بوش مع الأحذية ليست جديدة، وكثيراً ما تعرضت صوره للدوس بالأرجل والنعال في كل تظاهرة فلسطينية أو لبنانية للتنديد بالمشروع الأميركي ــ الإسرائيلي في «طواف إلزامي» عليها للمتظاهرين قبل أن تنتهي بالحرق إلى جانب العلمين الإسرائيلي والأميركي.

في الأسواق المكتظة في صيدا لا يخفي كثيرون من المواطنين العاديين سرورهم بما قام به الصحافي العراقي منتظر الزيدي (الذي ينتمي إلى فرع منشق عن الحزب الشيوعي العراقي الرسمي المشارك في السلطة) من رشق الرئيس الأميركي جورج بوش بفردتَي حذائه الواحدة بعد الأخرى. عمل يصنّفه البعض في خانة «البطولي»، ويباركه حسن جرادي معتبراً أن «منتظر (الصحافي) انتظر فرصته وكان محظوظاً فعبّر عمّا يخالج عرباً كثيرين لم تسنح الفرصة لهم في الوقوف وجهاً لوجه أمام بوش، ولو حدث ذلك لفعلوا ما فعله الزيدي لو استطاعوا إلى بوش سبيلاً» يقول جرادي.

ابتهاج حدا بالعديدين من أبناء المدينة إلى تبادل صور «الواقعة» عبر هواتفهم النقالة مع عبارات تبجّل ما قام به الزيدي، الذي وصف تارة بـ«البطل» وطورا بـ«اللي صباطو بيض وجه العرب». أما صاحب أحد استديوهات التصوير في المدينة «أبو حبيب» وهو يميل إلى المعارضة كما هو واضح، فقد احتفى بالحدث على طريقته. إذ وضع صورة كبيرة للزيدي لتنضم إلى مجموعة صور القادة الثوريين العزيزين على قلبه. وها هي صورة الزيدي جنباً إلى جنب مع صور لينين وعبد الناصر وغيفارا والسيد حسن نصر الله والرئيس الإيراني أحمد نجاد والشهيد أحمد ياسين، وحكيم الثورة جورج حبش ومعروف سعد وآخرين من هذه القماشة الثورية، إضافةً إلى صور قادة المعارضة اللبنانية. يعلق صاحب الاستديو على ما قام به من تعليق لصورة الصحفي العراقي بالقول «بورك هذا الوفي في زمن قل فيه الأوفياء، عمل مقاوم بامتياز»، لكن نجل صاحب الاستديو يلفت نظر والده ضاحكاً إلى أنه «على الأرجح فإن الحذاء الذي ضرب به بوش صاح وهو متجه إلى رأسه: بأي ذنب أضرب»؟.

وعلى طريقة النائب وليد جنبلاط عندما دعا المقاومة العراقية التي أخطأت في النيل من الرجل المخطط لغزو العراق بول وولفوفيتز يوم أطلقت صواريخها باتجاه الفندق المقيم بداخله، في أن يكون حظها في الثانية أكثر دقة وتوفيقاً (قبل أن يعتذر جنبلاط لاحقاً من الرجل)، فإن العامل الصناعي محمد المصري تمنى «لو أن الحذاء قد أصاب رأس الأفعى بوش»، وراح كمن يهتف في مباراة لكرة القدم يقول «الله حي والثاني جاي والشوط ما زال في بدايته وثمة أحذية كثيرة ورؤوس أكثر منها يجب أن تداس بالصرامي». المصري مقتنع بكل كلمة يقولها لذلك يجزم بأنه لن يعتذر يوماً عمّا يقوله اليوم، ولن أتراجع كما فعل جنبلاط.

تعليقات: