جديد الهواتف: تطبيقات فائقة الذكاء وشاشة ثلاثية الأبعاد

ستوفر الأجهزة الجديدة تجربة مشاهدة أكثر واقعية وتتيح أشكالاً جديدة من التفاعل (Getty)
ستوفر الأجهزة الجديدة تجربة مشاهدة أكثر واقعية وتتيح أشكالاً جديدة من التفاعل (Getty)


أصبحت الهواتف الذكية أدوات أساسية في حياتنا اليومية، وهي تتطور باستمرار بفضل التقدم التكنولوجي وتغير تفضيلات المستهلكين. وقد شهدت السنوات السابقة تطوراً كبيراً في هذا المجال، فيما يتنافس المصنّعون على الريادة. لكن تبرز توجهات جديدة في العام المقبل ستؤثر على مستقبل العمل والمشهد التكنولوجي ككل. ومن المتوقع أن يرتفع متوسط ​​سعر بيع الهواتف الذكية بنسبة 6.9 في المئة بسبب ارتفاع كلفة رقائق الذاكرة، التي تُستخدم في أجزاء رئيسة من مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، حيث يشهد الطلب عليها ازدهاراً كبيراً.

تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي

يتعمق العام المقبل بدمج الذكاء الاصطناعي بالهواتف الذكية، وهذا ما أعلنت عنه معظم الشركات العملاقة ما يتيح تجارب استخدام أكثر ذكاءً ووظائف أجهزة أكثر فعالية. وسيحسّن الذكاء الاصطناعي كل شيء بدءاً من إمكانات الكاميرا والمساعدين الصوتيين وصولاً إلى إدارة البطارية التنبؤية. في الوقت نفسه، سيتم ترسيخ تقنية الجيل الخامس (5G) على نطاقٍ واسع، ومن المتوقع بدء الاختبارات الأولية لتقنية الجيل السادس (6G)، ما يبشّر بسرعاتٍ غير مسبوقة وزمن استجابة منخفض لمستخدمي الهواتف المحمولة.

إلى ذلك سنشهد بدء استخدام المعالجات والمنصات الجديدة، بما فيها "سناب دراغون 8 الجيل الخامس" من "كوالكوم "، و"تينسور جي 5" من "غوغل"، ​​التي تشغّل الخوارزميات مباشرةً على الجهاز، بدلاً من كونها مجرد محطات للوصول إلى الذكاء الاصطناعي في السحابة. بالنسبة لنا، سيعني هذا استجابات أسرع، وأماناً محسّناً، وذكاءً اصطناعياً مدمجاً بسلاسة في الميزات والتطبيقات التي نستخدمها يومياً.

تكنولوجيا الكاميرات والشاشات ثلاثية الأبعاد

تحتوي كاميرات الهواتف الذكية اليوم على تقنيات متطورة للغاية حتى للتصوير الاحترافي، ومن المرجح أن تكون التغييرات في العام الجديد مرتبطة بمزيد من الابتكارات في مجال ميزات الذكاء الاصطناعي، مثل تحسين تثبيت الصورة لتسجيل فيديو أفضل، وعدسات تلسكوبية محسّنة، وتحديثات برمجية تتيح تحرير فيديو أفضل في الوقت الفعلي، وتحديثات في الأجهزة مثل مستشعرات أكبر لالتقاط صور أفضل في الإضاءة المنخفضة.

لكن الخطوة الثورية ستكون تقنية "الشاشات ثلاثية الأبعاد الهولوغرافية"، حيث عرضت شركتا "سامسونغ" و"سوني" لوحات ثلاثية الأبعاد نهاية هذا العام، بينما بدأت شركات ناشئة مثل "ليا" الأميركية بإنتاج شاشات ثلاثية الأبعاد بدون نظارات.

وللتوضيح تُعرف شاشات العرض الهولوغرافية أيضاً بشاشات مجال الضوء، لأنها تنشئ مجالاً ضوئياً يحاكي عمق ومنظور المشهد ثلاثي الأبعاد. وعلى عكس شاشات العرض ثنائية الأبعاد التقليدية التي تصدر الضوء في جميع الاتجاهات، تصدر شاشات العرض الهولوغرافية حزماً ضوئية متوازية ومعدّلة لإنشاء صور مختلفة بزوايا رؤية مختلفة. بهذه الطريقة، يمكن للمشاهد رؤية صورة ثلاثية الأبعاد تتغير وفقاً لموقعه وحركة عينيه.

وتتمتع الهواتف الذكية ثلاثية الأبعاد بالعديد من المزايا مقارنةً بشاشات العرض ثنائية الأبعاد التقليدية، إذ توفر تجربة مشاهدة أكثر واقعية وغامرة للصور والفيديوهات والألعاب، وتتيح أشكالاً جديدة من التفاعل والتواصل مثل التحكم بالإيماءات وتتبع حركة العين والتعرف على الوجه، وتسمح للمستخدمين بمشاهدة محتويات متعددة في وقت واحد من زوايا مختلفة دون الحاجة إلى تبديل الشاشات أو التطبيقات، وبالتالي فهي تقلل من إجهاد العين والتعب عن طريق القضاء على التباين بين التركيز والتقارب، والذي يحدث مع شاشات العرض ثلاثية الأبعاد المجسمة.

الاتصال عبر الأقمار الاصطناعية

إذا كان الهاتف مزوداً بتقنية الاتصال بالأقمار الاصطناعية، فيمكنه الاتصال بأحد الأقمار الاصطناعية حتى في حال عدم توفر إشارة خلوية. وظهرت هذه الميزة لأول مرة في هاتف "آيفون 14" من شركة "آبل" الأميركية عام 2022، ومنذ ذلك الحين أصبحت جزءاً من هواتف "آيفون" اللاحقة، إضافة إلى بعض هواتف "أندرويد" مثل "غوغل بيكسل 9" و"سامسونغ غالاكسي إس 25". وتتمتع بعض الهواتف بتقنية الاتصال بالأقمار الاصطناعية بشركات اتصالات عدة لفترة محددة (مثل هواتف آيفون الحديثة وبيكسل 9)، بينما تتطلب هواتف أخرى شركة اتصالات محددة نظراً للشراكات وتوافق الأجهزة (مثل هواتف غالاكسي إس 25 على شبكة فيريزون).

المذهل حقاً في عام 2026 هو ما ستكشف عنه شركة "آبل" الأميركية حيث تعمل على ابتكارات لتصميم هوائيات مصغرة وموفرة للطاقة، ما يتيح دمجها حتى في الأجهزة النحيفة. كما تعمل الشركة إياها على خوارزميات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتحسين توجيه الإشارة واستقرار الاتصال، خصوصاً في البيئات الصعبة، وهذا سيؤثر بدوره على إدارة الأصول الرقمية لناحية كيفية دمج الاتصال عبر الأقمار الاصطناعية والتقنيات الأخرى في الأجهزة الحديثة.

صعود التطبيقات الفائقة الذكاء

في العام المقبل سنشهد صعود تطبيقات شبيهة بتطبيق "وي تشات" الصيني، لكنها ستكون مزودة بتقنية الذكاء الاصطناعي التي لا تكتفي بالتحدث إلينا وتزويدنا بالمعلومات وحسب، بل باتخاذ إجراءات نيابةً عنا. وبفضل قدرتها على الوصول إلى تقاويمنا وأنظمة الدفع وجهات الاتصال وتفضيلاتنا ومواقعنا، ستتولى هذه التطبيقات أدق تفاصيل حياتنا اليومية، من التسوق إلى ترتيبات السفر، وإدارة حياتنا الاجتماعية ودفع الفواتير تلقائياً.

وللشرح بطريقةٍ مقتضبة، تعتبر التطبيقات الفائقة الذكاء عبارة عن منصة مركزية تجمع الوظائف الأساسية وتوفر الوصول إلى مجموعة واسعة من التطبيقات أو الخدمات المصغرة المتكاملة، دون الحاجة إلى تثبيت كل منها على حدة.

وتمثل التطبيقات هذه نقلة نوعية في تكنولوجيا الهواتف المحمولة، إذ يفضل المستخدمون منصة واحدة للخدمات بدلاً من التنقل بين عشرات التطبيقات. في عام 2026، يتوقع الخبراء أن تنتشر التطبيقات الشاملة خارج آسيا، حيث ستتبناها الولايات المتحدة وأوروبا وكندا نتيجةً لإرهاق المستهلكين، وأنظمة الهوية الموحدة، والتخصيص المدعوم بالذكاء الاصطناعي.

هواتف ذكية أكثر استدامة

على الرغم من أن الاستدامة كانت عاملاً مهماً في الامتثال لمتطلبات السوق وطلبات المستهلكين لبعض الوقت، إلا أنها بحلول العام الجديد ستشكّل محركاً أساساً لواقع الأعمال. وتسهم خطوات مثل قواعد التصميم البيئي للاتحاد الأوروبي، إضافة إلى التزامات الشركات العالمية المصنعة كاشتراط التحديثات الأمنية المستمرة وزيادة استخدام المواد المعاد تدويرها، في إحراز تقدم حقيقي نحو تبني نماذج الاقتصاد الدائري والحد من الأثر البيئي لتصنيع الهواتف الذكية.

استبدال الهواتف بالنظارات الذكية

تستعد شركة "غوغل" الأميركية بالتعاون مع شركة "سامسونغ" الكورية الجنوبية لإطلاق الجيل الأول من نظاراتها الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي في عام 2026، في خطوة من شأنها إعادة تشكيل الحوسبة القابلة للارتداء من خلال دمج الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز والنظارات اليومية، لتستبدل لاحقاً الهواتف الذكية.

ستتوفر النظارات الجديدة بنسختين. تركز إحداهما على تجربة استخدام "بدون شاشة"، أي صوتية في المقام الأول، مع كاميرات وميكروفونات ومكبرات صوت مدمجة تتيح للمستخدم التفاعل مع مساعد "غوغل" الذكي "جيميني" دون استخدام اليدين. أما النسخة الأخرى، فستتضمن شاشة مدمجة في العدسة، ما يتيح للمستخدمين الوصول بسهولة إلى إرشادات الملاحة، وترجمة النصوص، والإشعارات السياقية، وغيرها، دون الحاجة إلى استخدام الهاتف.

يقول الخبراء إن توقيت طرح هذه النظارات استراتيجي، فسوق نظارات الذكاء الاصطناعي يشهد نمواً متزايداً، وتشير التقديرات إلى تزايد الاهتمام بالنظارات الذكية القابلة للارتداء، حيث يبحث المستهلكون عن بدائل لاستخدام هواتفهم الذكية باستمرار.

إذا نجحت نظارات "غوغل" الذكية، فقد تسرّع التحول من استخدام الشاشات باليد إلى الحصول على المعلومات بصرياً، ما يجعل التنقل، والترجمة الفورية، والمساعدة الدائمة، وحتى التصوير، أموراً طبيعية كرمشة العين.

تعليقات: