
في أجواءٍ مفعمةٍ بالشعر والأدب، وبحضورٍ حاشدٍ من شخصياتٍ ثقافيةٍ وسياسيةٍ وأدبيةٍ وروحيةٍ، أُقيم على مسرح الكلّية الشرقيّة في زحلة احتفالٌ تكريميٌّ مهيب للشاعر الكبير رياض المعلوف.
استُهلّ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، ثمّ قدّمت الدكتورة ريتا عطالله كلمة ترحيب بالحضور، عرّفت خلالها بالمتحدثين، مثنيةً على مبادرة الدكتورين بديع الحاج شاهين ومارون مخّول لإقامة هذا التكريم، ومؤكّدةً أنّ رياض المعلوف كان أحد أعمدة الأدب اللبناني وبصمته ستبقى حيّة في الوجدان.
ثم ألقى الأب الدكتور شربل كلمةً أشار فيها إلى أنّ المعلوف كان جسراً بين الشرق والغرب، وشاعراً وطنياً تغنّت قيثارته بروح لبنان، معلناً أنّ عامي 2025 – 2026 سيُخصّصان لتلامذة الكلية الشرقيّة بعنوان «سنتا الشاعر رياض المعلوف».
تلا ذلك عرضٌ مرئيٌّ قدّمه الإعلامي جوزيف شاهين تضمّن نبذةً عن سيرة المعلوف ومسيرته الشعرية والإنسانية، قبل أن يتحدث الدكتور مارون مخّول عن شاعرٍ رأى في القصيدة ملاذاً وحصناً، فجمع بين كلاسيكية الإبداع وحداثة الحسّ الإنساني، مستلهماً روح نيرودا وجرأة بودلير وعمق إليوت.
وقدّمت السيّدة إلهام المعلوف، ابنة الشاعر الراحل، نشيد المغترب بمرافقة الدكتور مخّول عزفاً، ثمّ قرأت مجموعة من قصائد والدها، تخلّلتها شهادات مسجّلة لأصدقاء ومعارف تحدّثوا عن ذكرياتهم معه.
وفي كلمته، قال الدكتور بديع الحاج شاهين إنّ المعلوف "أتحفنا بشعره وتاريخه المشرّف، وكان يرى في الكتابة هواءً يتنفّسه"، فيما اختتمت السيّدة إلهام المعلوف الحفل بكلمة شكر للمكرّمين، مؤكدةً أنّ "من يكرّم العظماء إنسانٌ عظيم"، قبل أن تتسلّم درع التكريم تقديراً لإبداعها واستمرارها في حمل إرث العائلة الشعري.
اختُتم اللقاء بحفل كوكتيل، وسط أجواءٍ استعاد فيها الحضور عبق الماضي الجميل، حيث خيّم صوت رياض المعلوف وشعره على الأمسية، نابضاً بالعاطفة، وراسخاً في ذاكرة لبنان الثقافية.

الخيام | khiyam.com
تعليقات: