راشد خضر كمال شاتيلا: نحن الشباب، نعتبر أنفسنا جيل امتداد الرسالة
في هذه الذكرى الوطنية والإنسانية، نستحضر شخصية الإمام المغيّب السيد موسى الصدر ، الذي شكّل علامة فارقة في مسيرة لبنان. لم يكن الإمام مجرد قائد ديني أو سياسي فقط ، بل كان رمزاً جامعاً حمل هموم الناس ودافع عن كرامتهم، فبقي حاضراً في الوجدان كصوت للعدالة الاجتماعية والعيش المشترك.
لقد آمن الإمام الصدر بأن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، يقوم على الوحدة الوطنية ويستمد قوته من تنوعه. فكان دائماً رجل الحوار والتلاقي، يدعو إلى تجاوز الانقسامات، ويرى أن التنوع مصدر غنى لا سبباً للتباعد، وأن حماية الإنسان هي حجر الأساس في حماية الوطن.
جعل الإمام من قضية المحرومين محور رسالته، فكان صوت الفقراء والمظلومين ، وداعياً إلى العدالة والمساواة. وقد جسّد من خلال عمله أن خدمة الإنسان هي أسمى أشكال القيم الأخلاقية ، فارتقى برسالته إلى مستوى الرسالة الجامعة التي تجمع بين البُعد الوطني والبعد الإنساني.
أما نحن الشباب، فنجد في فكر الإمام مصدر إلهام متجدد، ونعتبر أنفسنا جيل امتداد الرسالة. إن قيمه تشكّل لنا منارة أمل ودافعاً لنكون قوة التغيير الإيجابي في مجتمع يحتاج إلى طاقات أبنائه، كي نبني مستقبلاً يليق بما حلم به الإمام.
وفي هذا السياق، نتوجه بتحية تقدير ووفاء إلى دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري، الذي حمل أمانة الإمام، وسعى للحفاظ على النهج . فقد شكّل حضوره ركناً أساسياً في تثبيت الوحدة الوطنية وصون المسؤولية الوطنية، وحماية العيش المشترك في أحلك المراحل.
إن استذكار الإمام المغييب السيد موسى الصدر هو التزام دائم بالقيم التي دعا إليها: العدالة الاجتماعية، الوحدة الوطنية، التضامن الإنساني، والكرامة الإنسانية. إن استذكار الإمام المغييب السيد موسى الصدر لا يكون بالكلام وحده، بل بترجمة مبادئه إلى أفعال، كي تبقى رسالته منارة تهدي الأجيال وتفتح أمام لبنان أفقاً أكثر إشراقاً.
راشد شاتيلا
تعليقات: