بين السياسة والدين كيف يتأثر دروز لبنان وسوريا؟

الأحداث الأخيرة في السويداء (أ ف ب).
الأحداث الأخيرة في السويداء (أ ف ب).


هناك اختلافات في طريقة تعاون وجهاء مشايخ الدروز في سوريا تاريخياً مع السياسيين

تأثير السياسة حاضر في الأوضاع الدينية الخاصة بالطائفة الدرزية في لبنان وسوريا، فيما لا أنماط تنظيمية أو تراتبية بين مشايخ العقل والمرجعيات الدينية في سوريا، ما يحول دون انتخاب شيخ عقل رسميّ واحد. وقد جرى التوصل إلى قانون تنظيمي في لبنان وضع شروطاً لانتخاب شيخ العقل، وهو ما حدّ من الفوضى في السنوات الأخيرة، رغم أنه لم ينهِ الانقسامات المجتمعية.

بالعودة إلى التاريخ، يقول الباحث عبدالله سعيد لـ"النهار" إنّ "تعدّد مشايخ العقل في سوريا يرجع إلى مجموعة من الدعاة الذين توزّعوا على مناطق داخل سوريا، وكلّ منهم لديه طريقته الدينية، هناك مرجعيات متنوعة نتيجة بعد المسافات بين القرى. وكان الحكم السابق في سوريا منذ أيام رئاسة حافظ الأسد قد أدى إلى تصدع داخل الطائفة الدرزية مع الارتباط بعشائر وقبائل مختلفة، وسط ثلاث بيئات من تجمعات كبيرة تشمل خصوصاً عائلات الحناوي وجربوع والهجري التي تتبع أسلوباً وراثيّاً على مستوى المرجعيات الدينية في أغلب الأحيان". ويوضح أنّ "هناك اختلافات في طريقة تعاون وجهاء مشايخ الدروز في سوريا تاريخياً مع السياسيين، ما أثّر في أتباعهم من المتديّنين، كما كانت التدخلات السياسية تحدّد المرجعيات الدينية سابقا في لبنان، لأن للزعيم السياسي تأثيره في رجال الدين الدروز منذ مرحلة الشيخ بشير جنبلاط".

ويفسّر سعيد أن "تعيين شيخ العقل كان مرتبطاً بالهرمية السياسية في لبنان، ونادراً ما لم يرتبط بأوضاع السياسة، إلا عندما تكون الهرمية السياسية ضعيفة أو يكون شيخ العقل قد تجذّر في منصبه واتخذ دوراً سياسياً في تأمين مصالح الطائفة الدرزية. هذا ما كان يحصل في سوريا أيضاً على امتداد المراحل التاريخية".

ماذا يحصل في سوريا ولبنان حالياً في ما يخصّ مشيخة العقل؟ يقول سعيد إن "الشيخ حكمت الهجري ربط مصيره بشيخ عقل الدروز في إسرائيل موفق طريف وطلب حمايته، في مقابل تعاون شيخ العقل يوسف الجربوع وانفتاحه على الدولة السورية برئاسة أحمد الشرع، ثم التوصل إلى اتفاق وقف النار في السويداء".

ليس هناك شيخ عقل متقدّم على سواه دينياً في سوريا بحسب تفسير خبيرة متضلعة من البحث التاريخيّ، تقول لـ"النهار" إن "الأمور في سوريا تقاس على النسق اللبنانيّ حيث الانقسامات في لبنان سياسية، إنما هناك قانون تنظيمي، فيما التباينات في سوريا حالياً بين توجه إسرائيلي وآخر عروبي، ولكن لا قانون في سوريا ينظم انتخاب مشايخ العقل"، معتبرة أن "لا شيء يمنع أن يضاف مشايخ عقل إضافيون في سوريا إذا حبّذت التيارات السياسية ذلك. أيّ شيخ لديه قدرة على استقطاب الحشود ولديه تأثير أيديولوجي في سوريا يمكنه أن يصبح شيخ عقل".

تعليقات: