معمل جفت الزيتون ينقذ الأشجار


الضنية ـ

«الحاجة أم الاختراع» بحيث لم يعد صعباً التخلص من «مادة الجفت» البقايا التي تستخرج من الزيتون، بل باتت تستعمل هذه المواد لإعداد أنواع من الحطب والفحم على السواء. وهذا التحول في تدوير البقايا من الملوثات يساهم من دون شك في المحافظة على الثروة الحرجية من خلال الحد من قطع الأشجار في جرود الضنية مؤخراً.

فقد تمكن المواطن الياس بيطار ابن بلدة كفرحبو الضنية من إعداد آلة صناعية تعمل بواسطة الضغط، لتخرج المواد الجفتية على شكل حطب سريع الاشتعال يستخدم في المواقد للتدفئة.

ويؤكد بيطار أنه عكف على تركيب «المصنع» منذ فترة طويلة وبدأ في عملية الانتاج عبر تحويل الجفت الى حطب يستعمل للتدفئة في المواقد، وكذلك يستخرج منه الفحم. ويعمل على بيعه والترويج له في الأسواق المحلية. وهذا يخفف من عملية قطع الأشجار، كما يوفر على المستهلك على اعتبار ان كلفته اقل من قيمة الحطب أو حتى أسعار المحروقات ولا سيما المازوت.

وقال: بدأنا العمل في عام 1998 بشكل متواضع وأخذ يتطور شيئاً فشيئاً. حتى بتنا نستعمل ألفي طن من الجفت سنوياً، وبإمكاننا ان نزيد الانتاج اكثر، لأن بقايا الجفت تقدر بأكثر من خمسة آلاف طن سنوياً، وكميات كبيرة يتم تصديرها الى الخارج.

ويوضح بيطار أن هذا النوع من الحطب أصبح سلعة مطلوبة بعد ارتفاع أسعار المحروقات، ويبقى سعرها أقل ثلاث مرات من تكاليف المازوت والحطب.

وهذه المادة التي لاقت استحساناً عند المواطنين وبخاصة الذين جربوها بحاجة الى عناية من المعنيين لتطويرها أكثر وتعميمها حماية للطبيعة من أجل أن تعود خضراء زاهية، وكذلك حماية لجيوب الناس.

ويقول العامل في المصنع فادي بيطار إن هناك إقبالاً على هذا النوع من الحطب، لأنه سريع الاشتعال في الموقد أكثر من الحطب، ويعمل على تدفئة المكان بشكل أفضل.

ويشير جورج مرعب الى أن هذا النوع من الحطب الصناعي سد حاجات البلدات والقرى في المناطق الباردة في الضنية، وبدأ يشق طريقه بشكل أوسع باتجاه سائر الأقضية الشمالية. ويوضح أن العملية تأخذ حوالي ثلاثة أشهر بعد ضغط المادة، للتجفيف وبعدها تخرج للمستهلك.


تعليقات: