المعارضة في البقاع الغربي تقتحم معاقل المستقبل

عبد الرحيم مراد
عبد الرحيم مراد


نجحت المعارضة المحلية في البقاع الغربي وراشيا في اقتحام معاقل الموالاة في المنطقة. فالتوتر الذي يسيطر على أداء الفريق الموالي نتيجة صراعاته الداخلية على تقاسم النفوذ و«الأموال» وانعكاس الأمر على قواعده الشعبية التي تشهد حالات من التململ والامتعاض بدأت تخرج إلى العلن، أحسنت المعارضة المحلية استغلاله والاستفادة منه والتقدم خطوة بدخولها العلني إلى بلدات وقرى كانت منذ نحو ثلاثة أعوام محرّمة على قادتها حتى لتقديم واجب العزاء. فاللقاء السياسي ـــ الاجتماعي الذي عقد في بلدة المرج، معقل تيار المستقبل ونائبه جمال الجراح، وحضره عبد الرحيم مراد وفيصل الداوود وإيلي الفرزلي وعاصم قانصوه ومسؤول العلاقات السياسية لحزب الله في البقاع الغربي أحمد قمر وأكثر من 150 من البلدة، أعطى إشارات إلى مدى نجاح المعارضة في هزّ العصي للفريق الموالي في عقر داره.

ويقول متابعون للقاء السياسي الاجتماعي المعارض في بلدة المرج إنه «خطوة أولى بدأتها المعارضة في المنطقة بهدف كسر حاجز الخوف السياسي والدخول إلى معاقل تيار المستقبل والاجتماع مع مناصريها، فلا توجد قرية أو بلدة بعد الآن محرّم على القوى والشخصيات المعارضة في البقاع الغربي وراشيا الدخول إليها وممارسة نشاطها السياسي والاجتماعي».

ويضيفون أن «عمليات الترهيب بالرصاص وافتعال الاضطرابات مع زيارة كل معارض إلى هذه البلدة أو تلك، لن تمنع الشخصيات المحلية المعارضة من الاجتماع مع مناصريها والحوار مع الأهالي الذين يقفون على الحياد أو أنهم سياسياً في الوسط، ومنطقة البقاع الغربي وراشيا ليست لفئة سياسية دون أخرى، فنحن هنا في المنطقة قبل أن يولد بعض من يتولّون زمام قيادة هذا الحزب أو ذاك، وبالتالي لن نقبل بعد اليوم أن نمنع من القيام بنشاطات سياسية واجتماعية وإنمائية، ولقاء المرج لن يكون الأول والأخير، فهناك سلسلة من الأنشطة واللقاءات تستعدّ المعارضة المحلية لإطلاقها تحضيراً للانتخابات».

نجاح المعارضة في البقاع الغربي وراشيا في اقتحام معاقل تيار المستقبل وبعض حلفائه، وصفه موالون بأنه «زوبعة في فنجان، ولا يقدّم أو يؤخر في موقف الأهالي الداعمين لخيارنا السياسي»، لكن مراقبين محايدين نسبياً وجدوا أن على تيار المستقبل أن «يكون أكثر واقعية ويحسن قراءة المتغيرات في الشارع المحلي، لا أن يكتفي بالتهكم والنوم على حرير».

ويقول أحد رؤساء بلديات البقاع الغربي الأساسية إن اجتماع المرج وما سبقه من زيارة وفد شعبي كبير من مناصري المستقبل سابقاً إلى زعيم معارض «شكّلا صدمة كبيرة لبعض الشخصيات الموالية التي بدأت تفقد سيطرتها على الشارع المحلي نتيجة تراكم أخطائها وخطابها السياسي الذي لم يعط الناس خبزاً هنا». ويستدرك فيضيف أن التحسن الذي طرأ أخيراً لمصلحة المعارضة لا يجوز النوم على غاره بل يجب أن تضع المعارضة مخططاً أكثر عقلانية وجرأة وتكون أكثر اقتحاماً حيال الكتل الناخبة المترددة أو الذين يقفون في الوسط، إذ يجب الاستماع إلى وجهات نظر هذه الفئة التي تكبر يوماً بعد يوم، وعلى المعارضة المحلية أن تكون مستمعة جيدة إلى ملاحظات هؤلاء، لا بل عليها أن تشركهم في اتخاذ القرار الانتخابي «لمواجهة قوة مالية هائلة».

وكان الوزير السابق عبد الرحيم مراد، وعلى هامش لقاء المرج، قد أمل أن «لا تكون الشائعات صحيحة حول المال الانتخابي المعدّ لشراء الذمم، وأكد أنه من الصعب على التدخلات الخارجية والمال التأثير على آراء الناخبين «لأن الوعي السياسي والضمير الحرّ وحدهما سيتحكّمان في الانتخابات لا القرار الدولي ولا المال».

تعليقات: