التدفئة بالحطب خيار أبناء حاصبيا والعرقوب

التدفئة بالحطب و الخيار
التدفئة بالحطب و الخيار


العرقوب ـ

تعيش منطقتا حاصبيا والعرقوب، في الصيف وفي الخريف، هاجس التحضير للشتاء القادم في منطقة يبدأ ارتفاعها من 800 متر وصولاً الى 1500 متر، حيث يكون الشتاء بارداً وقارساً، ما يدعو القاطنين فيها تقليدياً، الى التمون وتحضير كل المستلزمات وفي مقدمها وسائل التدفئة. لذلك، فكل عائلة تجهد لتأمين سبل التدفئة الأوفر في وقت ترتفع أسعار المحروقات وكذلك حطب المواقد الذي تتنوع مصادره من الأحراج البرية وما يتم تشحيله، إضافة الى حطب الليمون وغيره الذي يتم نقله من الساحل.

ويبقى الحطب اساسيا في منطقة تكثر فيها أحراج وغابات السنديان والملول و«الأرامي» (أي جذور الأشجار اليابسة). إضافة الى البساتين التي بات بعض أنواعها عبئاً على أصحابها بسبب انخفاض أسعارها. ورغم ذلك، فإن سعر نقلة الحطب لا يستهان به في حال شرائه، وأي عائلة تحتاج الى ما لا يقل عن ثلاثة ملايين ليرة لشتاء دافئ.

فالشيخ جميل سنان من بلدة عين قنيا في حاصبيا، يقوم على مدار الصيف بنقل الحطب بسيارته «البيك أب» من الساحل ويقول: شهرياً أنقل أكثر من 15 نقلة حطب. واليوم سعر النقلة 500 الف ليرة وما فوق، ما أدى الى تراجع نسبة الشراء واعتماد غالبية الناس على ما يمكن تأمينه من أرضهم.

أما التدفئة المركزية فدونها عقبات، اهمها ان الكهرباء ليست مضمونة دائما في ظل انقطاع التيار الذي يزداد شتاء. ناهيك عن الكلفة العالية لاستهلاك الكهرباء. ويقول جمال عبد العال من بلدة حلتا: لا قدرة لدينا على تحمّل اعباء الكهرباء حتى ولو كانت منتظمة ولا تنقطع. لذا، نبدأ منذ بداية فصل الصيف بتجميع الحطب من أرضنا التي نقوم باستصلاحها.

أما المشتقات النفطية كالمازوت والكاز فإنها تبقى دون المستطاع لدى الكثير من تلك العائلات. أبو أحمد (75 سنة) من شبعا، وزوجته، وليس لديهما من مدخول سوى معاشه التقاعدي، يقول: منذ انتهاء حرب تموز، تأتينا مساعدات من المازوت، لكنها لا تكفي، لذا نستعملها لإشعال الموقد فقط وفي بعض الحالات. نحن معتادون على الحطب من أيام أهلنا وأيضاً لأنه لا يضر.

ويقول أبو علي يحيى (80 عاماً): ليس بمقدورنا تحمل تكاليف المازوت، لذلك نلجأ الى الحطب. ونستخدم أيضاً «الجفت» أي بقايا قشور الزيتون. اما سامر سليقا من الفرديس، فينطلق يومياً بعد أن يأتي من عمله الى أرضه لجمع ما تيسر من الحطب. وفي ابل السقي، تقول أم جورج انها جمعت حاجتها من الحطب من الأغصان اليابسة وما كانت تشحله من أرضها إضافة الى «الجفت».

اما مشكلة الأهالي حاليا فتتمثل في قرار وزارة الزراعة القاضي بمنع قطع الأشجار، حتى في الملكيات الخاصة، إلا بإذن منها. ورحب رئيس بلدية شبعا (1500 متر عن سطح البحر) عمر الزهيري بالقرار. وقال، وظفنا ثلاثة نواطير على نفقة البلدية لمراقبة الأحراج والأملاك الخاصة، ونفرض ضريبة على كل من يخالف قرار منع قطع الاشجار من غير إذن مسبق.

ويؤكد رئيس بلدية حاصبيا كامل أبو غيدا أن البلدية وضعت ناطور أحراج، وان الحصول على إذن مسبق من وزارة الزراعة امر ضروري لتنظيم طرق ووسائل قطع الأشجار.

وذكر مصدر مسؤول في الوزارة أن الهدف من القرار تنظيم عملية قطع الأشجار بشكل لا يؤدي الى القضاء على الثروة الحرجية، وليس التضييق على الناس الذين نعرف معاناتهم في سبيل تأمين التدفئة. ويضيف أن لبنان خسر الكثير من تلك الثروة بسبب الحرائق. وأكد ان الأملاك الخاصة تدخل ضمن قرار المنع، مشيرا الى انه يسمح بقطع اشجارها فقط لمن يريد استصلاح أرضه وليس لشيء آخر.

وذكر أن التراخيص لهذا العام وصلت الى المئة، وتسمح بتشحيل الأشجار واستصلاح الأراضي الزراعية، مشيراً الى أن هناك نحو 52 مخالفاً تم تحويلهم الى النيابة العامة البيئية. ولفت الى أن التعديات على الاحراج تحصل خارج أوقات الدوام وفي ايام العطل.

تجفيف جفت الزيتون
تجفيف جفت الزيتون


تعليقات: