٤٥٠ ألف دولار ثمناً للرقم الخلوي ٧٠٧٠٧٠٧٠

المطرقة .. والمزايدون (عباس سلمان)
المطرقة .. والمزايدون (عباس سلمان)


مليون دولار مردود المزاد العلني لبيع ٣٣ خطاً هاتفياً..

٤٥٠ الف دولار، أو ما يساوي ٦٧٥ مليون ليرة، هي، مثلا، مجموع رواتب ١٣٥٠ شهرا، أو ١١٢ سنة عمل كاملة، لموظف أو عامل يتقاضى الحد الأدنى للأجور في لبنان. أو ربما هو مجموع كامل الأقساط الجامعية لما لا يقل عن عشرين طالباً في احدى الجامعات الخاصة. لكن هذا الرقم هو ايضا سعر خط خلوي واحد، تم بيعه أمس في لبنان!

ولمزيد من التوضيح:

اشترى احد المواطنين امس خطاً هاتفياً خلوياً ثابتاً بـ٤٥٠ الف دولار، يحمل الرقم ،٧٠٧٠٧٠٧٠ خلال المزاد العلني الأول من نوعه لبيع ارقام خلوية تابعة لشركة »أم.تي.سي. تاتش«، مصنفة ضمن مجموعة »بلاتينوم«.

أما لائحة الاسعار في المراتب التالية فتدرجت من ٤٠٠ الف دولار لكل من الرقمين ٧٠٧٠٠٠٠٠ و٧٠٧٧٧٧٧٧ (تردد ان الرقم الاخير اشترته لبنانية مقيمة في الخليج)، ثم نزولا الى ٢٢٥ الفا و١٧٠ ألف دولار. غير ان الاسعار التالية لا تقل »غرابة« عن الواردة اعلاه، حيث تراوح معظمها بين ٣٠ و٥٠ الف دولار لكل رقم هاتفي. أما السعر الادنى فبلغ ٩ آلاف دولار للرقم .٧٠٦٨٨٨٨٦

المزاد الذي نظمته الشركة في فندق »موفينبك« في بيروت، برعاية وحضور وزير الاتصالات جبران باسيل، سجل حضور ١١٠ مشتركين، لشراء ٣٠ خطاً هاتفياً من مجموعة »بلاتينوم«، قبل ان يعلن باسيل في ختام المزاد اضافة ثلاثة ارقام جديدة »هدية« للمشاركين. هذه الاخيرة بيعت وحدها بأكثر من ١٣٠ الف دولار.

والنتيجة: ٢ مليون و٥١٦ الف دولار هو مجموع اسعار الخطوط الـ،٣٣ من بينها أكثر من نصف مليون دولار دفعها مشترٍ واحد لتسع خطوط خلوية (وهو بلال بندقجي). هذا المبلغ الاجمالي الذي يصر باسيل على انه سيعود بكامله الى الخزينة اللبنانية، في خطوة يصفها بالاسلوب المبتكر والانجاز غير المسبوق، يعكس من جهة مختلفة الهوة التي تزداد اتساعا بين شرائح المجتمع اللبناني.

اذا، مليونان ونصف المليون دفعها حوالى ١٥ مشتر، في صالة جمعت نموذجاً مصغراً عن شرائح المجتمع، من الوزير والسياسي والمدير الى رجال وسيدات الاعمال وصولا الى العامل الصغير في الفندق.

المرتبة الثالثة عالمياً!

الخبر »الجيد« ان هذا المبلغ رفع من ترتيب لبنان الى المرتبة الثالثة عالمياً، بعد قطر، حيث سجل فيها الرقم الأغلى في العالم على الاطلاق، بسعر ٢,٧ مليون دولار، علماً ان السعر سجل خلال مزاد خيري علني. أما المرتبة الثانية فتعود لرقم خلوي تم بيعه في... الصين، أي حيث يعيش حوالى مليار ونصف مليار شخص في اكبر اقتصاد عالمي من حيث معدل النمو المسجل سنوياً.

المهم، ان باسيل وعد اللبنانيين خلال افتتاحه المزاد، بحضور رئيس الهيئة الناظمة للاتصالات كمال شحادة ورئيس هيئة المالكين في قطاع الخلوي جيلبير نجار، والمدير التجاري في »أم.تي.سي. تاتش« نديم خاطر، وعد بأن يصرف مردود المزاد لصالح تحسين خدمات الشبكة التي تعد الأسوأ من حيث الأداء في مقابل الكلفة الاعلى في المنطقة، ان لم يكن في العالم.

ويضيف باسيل لـ»السفير« ان نجاح المزاد بهذه الصورة غير المتوقعة يشجع الوزارة على تنفيذ خطوات مماثلة مستقبلاً، سواء في ما يتعلق بالمزاد الالكتروني المتوقع إطلاقه في الثامن من الجاري، أو بالنسبة لمزادات مماثلة للخطوط التابعة لشركتي »أم.تي.سي« و»ألفا«، مشيراً الى ان آلية جديدة تدرس لإطلاق ارقام مميزة ضمن مجموعات ذهبية وفضية وبرونزية.

آلية المزايدة

بعد اكتمال نصاب المشاركين المسجلين مسبقاً عند الشركة، بعد ان دفعوا مبلغ ٢٠٠ دولار بدل رسم التسجيل في الفترة القانونية التي حددتها الشركة في وقت سابق من الشهر الماضي، ألقى كل من نجار وباسيل كلمتين مختصرتين، قبل ان يفتتح مدير الجلسة ايلي ابو نصار الجلسة، معلناً أن المزايدة ستتم على الطريقة الاميركية التصاعدية. وبدأ المزاد على الرقم ٧٠٨٨٨٨٨٨ الذي تم بيعه بـ١٧٠ الف دولار. وأوضح نجار ان على الفائز تسديد ما نسبته ٢٥ في المئة من سعر الخط الهاتفي مباشرة، على ان يستكمل المبلغ خلال اسبوع كحد اقصى.

تعليقات: