هدى صادق: طوفان النجوم

الشاعرة هدى صادق
الشاعرة هدى صادق


كانت ولا زالت الخيام عاصمة الشهداء

فكلما ارتقى الى الأعلى شهيد

هطلت على تراب الجنوب كرامات من السماء

وتلا الورد المنتظر لزغاريد العزة الفاتحة على نعوش السعداء

هنا كان صدى الواقع مميتا وبقيت كاميرا الشهيد عصام عبدالله تنقل الخبر عبر شاشة ودماء

هنا حلقت فرح عمر عبر ميكروفونها لتُكمل الخبر في العلياء

وهناك بالقرب منها

كان البث قد توقف مع نبض ربيع المعماري

لتتلاشي مسافة الصفر ما بينه وبين الحياة والهواء

على أرضى طوفان من نجوم المقاومة التى زينت المرج

وأقامت على كل شتلة ريحان عزاء

على أرضى تُنسج أكفان المقاومين من دموع العنب

وشهقة الأقحوان وشموخ الأرز في العراء

هناك حيث الحدث يصنع التاريخ ويكتب بالدم مجد الأقوياء

في الخيام كل حجر فيها صامد

لا ترعبه مسيرة تتسلل عاليا لتقنص مدنيا في الأجواء

كل خطوة للنازحين منها لازالت متمددة على عتبات البيوت ثقة بالرجوع والبقاء

ومن بقي فيها بقي كى يضيء أملا في سراج النصر

حين يعود أهلها ويجتمع في ساحتها ما تناثر من أجزاء

في الخيام مدينة المجد والفداء

الشجر يقاوم والنوافذ المشتاقة لسكانها تقاوم

وكل فرن ومئذنة ولعبة غاب عنها طفل تقاوم

وكل عكازة لمُسن وقصة لجدة غفت فوق وسادة تقاوم

وكل شارع ومطحنة ووردة على قبر شهيد تقاوم


بقلمي / هدى صادق


تعليقات: