المزارع الخيامي شهم ولكن... مشحّر

تعملان على جني شتول الزعتر البرّي من أراضي الخيام الخصبة
تعملان على جني شتول الزعتر البرّي من أراضي الخيام الخصبة


أي مصطلح أو أي وصف ونعت آخرين غير كلمة (مشحّر) من المستحيل ان تعبر أو ان تختزل أو أن تكتنز أو ان تفي وتبلغ مداها وتصيب في عمقها الأصطلاحي وتنفذ وتلج بمقاصيدها الى واقع وحقيقة معاناة المزارع الخيامي غير هذه الكلمة مع كل محبة وإحترام من الجميع.

إذا كانت كلمة (مشحّر) تعني التمرُغ بسواد الدخان ،فإن المزارع الخيامي تمرغ بتراب وأرض الخيام وهذا شرف لنا جميعا ان نتمرغ بتراب الخيام ،لكن المزارع الخيامي مرٌغ بسواد الأهمال،حيث ترك وحيدايواجه مصيره ويواجه شتى انواع العذابات، والحرمان، وشظف العيش وضيقه، وغربة مستمرة في سواد الليل ينازل أهواله ووحشته ويشارك في تأوهاته وحشرجة صدره نقيق الضفادع وفحيح الأفاعي، وفي بعض أيامه يفترث الأرض ويلتحف السماء كي يستطيع ان يأتي بقلة من الماء ليروي ارضه ،حيث اصبح ماء الرطوبة والندى في اكثر الأوقات هما العاملان لري المزروعات.للأسف والأنهر ذات الشمال وذات اليمين، نتحدث عن المزارع الخيامي بأعتباره نموذج وحالة تنسحب على جميع المزارعين في منطقة الخيام وجوارها من القرى والبلدات لقد عايشت هذا الواقع للمزارع الخيامي عن قرب جداً وبأدق التفاصيل اليومية وذلك اثناء تواجدي هذا الصيف في الخيام وكان ذلك بحكم مجاورتي لسهل الخيام والمزارعين، الذين أصبح حلمهم وجل حديثهم عن الجررات الزراعية ،وطلمبات المياه ،والحبوب،والمبيدات الحشرية ووسائل النقل وترويج المنتجات الزراعية، حلم رائع من احلام اليقظة لعل وعسى ينفس عنهم كربتهم ويطفأ ضمأ مشقتهم ويأد مشاعر حزنهم. حقاً ان المزارع الخيامي وكل مزارع يخوض صراعا من اجل البقاء،دون رأفة من اي جهة،يا اخوان الزراعة تعني الكثير هي ليست (خيار وفقوس )الزراعة هي علاقة أزليةوتفاعل حي بين الانسان والأرض، الزراعة هي من اهم ابواب الرزق والأعتياش، الزراعة هي تحسين وتحصين البيئة وحميتها من التلوث والتصحر، واهم من كل ذلك هناك معطيات ميدانيةوواقع جغرافي يجعل من الأرض عامل مهم جدا ومميز لأنها خط تماس مع العدو الصهيوني فلتقوية العلاقة معها لا بد من زراعتها لإيجاد استمرارية تأسس لظاهرة مهمة أدواتها وإطارها الصمود والتصدي والمقاومة، كل ذلك لم يشفع الى اولئك الذين نذروا انفسهم وشمروا عن سواعدهم السمراء وحملوا معاولهم ومجارفهم على عواتقهم إلا انهم حرموا من أبسط الدعم والإمكانيات حتى أصبح زرعهم يموت يبساً لعدم توفر الإمكانيات لجر الماء، قال تعالى:(وجعلنا من الماء كلّ شيء حي) ...

ورُب قائل يقول إنٌ الدولة هي المسؤولة، قد تكون صرخة حق مراد بها الهروب من بذل الجهد في إيجاد الحل ،بل نقول بأن هناك قوى فاعلة وفاعلة جداً وجمعيات محلية ودولية بأمكانها ان تقدم يد العون والمساعدة الى المزارع الخيامي وغيره من المزارعين.

أنقر هنا لقراءة مقالة عن:

أحمد نبيه عبدالله الذي فضّل أن يكون مزارعاً في الخيام على أن يصبح محامياً

تعليقات: