الطب البديل: عشوائية غير مسبوقة في عالم الطب

مريم نور: طعامنا ملوث بال «كوكايين
مريم نور: طعامنا ملوث بال «كوكايين


المستهلك الضحية الأولى... فمن يتحمّل المسؤولية؟

هل أصبح الاتجار بحياة الناس تجارة مشروعة في هذا الزمن؟ هل تحوّل اللبناني فأر تجارب لمجرد أنّه يريد الشفاء من داء ما؟ لماذا أصبح الطب البديل وطب الأعشاب تحديدا عمل من لا عمل له؟ على من تقع المسؤولية؟ وأين الدولة من كل هذا؟

الطب البديل، وكما تدل تسميته، يعتبر بديلا من الطب التقليدي. فهذا النوع من الطب بخلطاته واعشابه وعلومه ووسائله وأدواته يحلّ محل الجراحة والأشعة والعلاج الكيميائي والأدوية المصنعة التي يوصي بها الطب التقليدي. ومن أكثر فروع الطب البديل استخداما وانتشارا: طب الأعشاب الذي ازدهر خلال الأعوام العشرة المنصرمة بشكل لافت. فالأعشاب، أو جوهر الطبيعة كما شاء البعض ان يسميها، تجتذب البشر منذ الأزل، باعتبارها أكثر أمانا من الحبوب المصنعة والمواد الكيميائية. وقد كان الأطباء العرب القدماء يؤمنون بأنّه لا يوجد مرض لا يمكن علاجه بالنباتات، لذا تعامل أجدادنا مع الأعشاب كمصدر طبيعي وفعّال لعلاج الأمراض، ولا سيما المستعصية منها. واللافت حاليا، أنّ الوصفات الطبية المصنوعة من خلطات نباتية عشبية تلاقي رواجا واسعا في أوساط العامة، وأصبح الاقبال على شرائها يزداد يوما بعد يوم.

في رأي بعضهم انه لا يمكن لنا الآن أن نضرب بالانجازات التي حققها الطب الحديث بوسائله العلمية المتطورة عرض الحائط. لكننا في حاجة ماسة وملحّة للعودة الى الطبيعة لتطهير أبداننا من كل داء ومعالجة الأمراض التي تزداد بفعل بعدنا عن الطبيعة. لا شكّ في أنّها وجهة نظر مقنعة، لكن الرأي الآخر يبدو على نفس الدرجة من الاقناع؛ فشريحة أخرى من الناس ترى أنّه لا يمكن انكار النتائج والنجاحات التي حققها الطب البديل عموما وطب الأعشاب خصوصا في ابتكار علامات كثيرة للأمراض المستعصية والمزمنة. ولكن في الوقت عينه، لا يمكن غض الطرف عن النتائج السلبية والأعراض الجانبية الخطيرة التي لحقت بعدد كبير من مستخدمي هذه المنتوجات العشبية وأودت بحياة بعضهم أحيانا كثيرة. وذلك كلّه يعود الى العشوائية التي مورس وفقها الطب البديل. ما يعني أنّ المشكلة الحقيقية تكمن في أن إعداد الخلطات والوصفات العشبية وبيعها للمستهلك لا يخضعان لمعايير وزارة الصحة ومؤسسات الغذاء والدواء كسائر الأدوية المتوافرة في السوق اللبنانية. وما يزيد الأمر تعقيدا أنّ هذه المنتوجات لا تخضع للتجارب أو الدراسة السريرية على الحيوانات أولا، ثم على البشر.

وهنا المفارقة الكبرى، فالطب العربي القديم والطب البديل لم يكونا يوما بهذه العشوائية التي نشهدها اليوم.

في الواقع خبراء أعشاب كثر باتت شهرتهم توازي شهرة أهل الفن والاعلام والسياسة. وقد غدوا محوطين بهالة من المرافقين والمسؤولين الاعلاميين ومديري الأعمال... حتى أن لقاء هؤلاء الخبراء لسبب أو لآخر كاجراء لقاء صحفي أو الاستفسار عن او ما يتطلب جهدا جبّارا، وقد يكون هذا اللقاء في أكثر الاحيان أقرب الى المستحيل. هذا ويعود الفضل الأكبر في شهرة خبراء الاعشاب هؤلاء الى الاعلام الذي ساهم الى حد كبير في تسليط الأضواء عليهم وجعلهم من أبرز وجوه مجتمعنا اللبناني، فضلا عن مساهمته في انتشار وصفاتهم وعقاقيرهم وأعشابهم في أقطار العالم العربي المختلفة. لذا نحن نراهم بشكل يومي وعلى مدار الساعة يتنقّلون من محطة تلفزيونية الى آخرى، ومن اذاعة راديو الى آخرى يحكون عن خلطاتهم القادرة على "تركيع العلم والطب الحديث وايجاد الحلول المثلى والشفاء الأكيد لأمراض استعصت على الطب الحديث بكل امكاناته العلمية المتقدمة كلها.

حكايات وعبر

نيكول ا. طفلة لم تتجاوز السابعة من عمرها ولا زالت صغيرة على الالم والمرض كما تقول أمّها. لكن المرض لا يعرف الرحمة قط فما كان منه الا ان اقتحم جسدها مبعثرا طفولتها ورقّتها، فانتشرت في غرفتها الادوية والعقاقير بدل ان تتزيّن بالألعاب، وأصبحت تمضي معظم وقتها في المستشفى بدل أن تمضيه في اللهو واللعب كبقية الأطفال. لفترة طويلة عانت نيكول تورما في الامعاء، الذي يعتبر خطوة أولى نحو السرطان، وكانت حالتها تسوء يوما بعد يوم الى أن تدهورت حالتها كليا وغدت هذه الطفلة أمام ثلاثة خيارات: اما الموت أو السرطان أو اللجوء الى الطب البديل. ووقع الخيار على الاختيار الثالث، ولجأت نيكول الى "بيت السلام" لصاحبته مريم نور بحثا عن علاج يريحها من الألم الذي ما عادت قادرة على تحمله. هناك أجرت والدة الطفلة دورات تدريبية عدة تعلمت خلالها كيفية اختيار الأطعمة المناسبة لابنتها والطريقة الصحية لطهو الطعام... أي أنّها تعرفت على طريقة حياة مكّنت نيكول من عبور منطقة الخطر واستعادة عافيتها بعدما عجز الطب الحديث عن شفائها.

لعلّ قصة هذه الطفلة تحسب كنقطة ايجابية في سجل الطب البديل، لكن هذا لا يلغي وجود قصص أخرى كثيرة، مع الأسف، لم تكن نهاياتها سعيدة الى حد ما كحكاية تلك الطفلة.

النحافة.. انها هوس السيدات في كل زمان ومكان، وما بالنا بنساء لبنان! فهنّ على استعداد لانفاق أموال طائلة للحصول على أجسام رشيقة ونحيفة يحلمن بها. فما كان من خبراء الطب البديل والأعشاب إلّا استغلال الوضع وممارسة "الصيد" السهل والثمين، وغرقت الأسواق والمتاجر وحتى الدكاكين بالخلطات العشبية السحرية التي تذيب الدهون والشحوم وتضع حدا للسمنة وتمنح كل سيدة الرشاقة والنحافة والخصر النحيل..

وماذا بعد؟ هل المسألة بهذه البساطة؟ لو كان الوضع كذلك لما سمعنا عن الأعراض الجانبية الخطيرة التي أصابت عددا من "ضحايا" هذه الخلطات المنحّفة. فالناس يعتقدون أنهم بتناولهم بعض الأعشاب المعلّبة على أساس أنها طبيعية صرف، يستطيعون أن ينعموا بأجسام مثالية، لكن القصة غالبا ما تتخذ مسارا آخر غير متوقع. ومع مرور الوقت تظهر الأعراض الجانبية كارتفاع معدل السكري، وانخفاض المعادن، وارتفاع ضغط الدم...

ماذا عن مريم نور؟

ﺇنها مريم نور، بلا ألقاب وهي بجرأتها المعتادة وثقافتها الواسعة أجابت عن أسئلتنا متناولة معظم النقاط المتعلقة بموضوع الطب البديل وعالم الأعشاب.

استهلت مريم نور حديثها بالقول "ما من شيء اسمه طب بديل، بل هو الطب الأصيل، طب الطبيعة وكل الأنبياء والأولياء والعلماء. وبالتالي تسمية هذا الطب بالبديل هو خطأ كبير وغير جائز". وتابعت "ﺇنّ الركيزة الأساسية التي يعتمد عليها هذا النوع من الطب هو الغذاء، فالغذاء السليم هو الطريق الأوحد ﺇلى سلامة أجسادنا، وبالمقابل الطعام الخاطئ يعتبر السبب الأساسي والوحيد للمرض، فغذاؤكم دواؤكم ودواؤكم غذاؤكم. وعندما نعي أجسادنا جيدا نعرف أنّها في حاجة ﺇلى قليل من اللحم وﺇلى حنطة كاملة، ولا ننسى أنّ نزع القشور خطوة ﺇلى القبور. مما يعني أن الطب البديل يعتمد على طريقة حياة معينة لمعالجتنا من كل الأمراض، وهذه الطريقة تتمحور حول الغذاء السليم، والرياضة، والتأمل...".

اضافت "كلنا مرضى وتلاميذ في هذه الجامعة الكونية، لذا أنا في "بيت السلام" أبحث عن صديق لأشفيه لا عن مريض، واذا قصدني شخص ما، أولا أنظر ﺇليه وأتكلّم معه، وﺇذا كان يريد أن يشفى من مرضه أطلب منه المغادرة والذهاب ﺇلى المستشفى، حيث لا مشفى، ولكن ﺇذا كان يودّ أن يعرف سبب مرضه ومن هو ﻜﺈنسان وماذا هناك قبل الموت وبعده... أرحّب به في عالمي وأضع تحت تصرفه مكتبة فريدة وغنية بالكتب والمراجع، ونبدأ معا رحلة التعرّف على الجسد وحاجاته وكيفية طهو الطعام بشكل صحي وﺇنتقاء الأطعمة بوعي وعلم، وهذا هو بالضبط جوهر الطب البديل".

من روّاد الطب البديل

"لا يوجد مرض في العالم يمكن الطب البديل علاجه". هذا ما استهل به طبيب الأعشاب فايز زغيّر حديثه. على مدى 22 عاما مارس زغيّر، أو" أبو علاء" كما يناديه كل من عرفه، الطب البديل مما أكسبه خبرة كبيرة في هذا المجال وحاليا هو صاحب شركة الأدوية "بوترفي" ومقرها الأساسي جنيف. وقد حصلت شركته هذه على تنويه من المسؤول عن شركات الأدوية الأوروبية كأفضل شركة، كما أنّ زغيّر يستعد لافتتاح فروع لشركته في الشرق الأوسط.

ورداً على سؤال عن الأسس التي انطلق منها لمزاولة الطب البديل واعداد الوصفات الطبية لعلاج الأمراض، أجاب قائلا "لقد جمعت كلّ الكتب القديمة الخاصة بالطب البديل والأعشاب على اختلافها، ثم توصلت الى معرفة درجات الحرارة والبرودة في النباتات كلها، فضلا عن ذلك لدي اطلاع واسع على موضوع تشريح الجسم البشري. كذلك بعد سنوات عدة من العمل كطبيب أعشاب يمكنني القول أنّ اعتمادي على خبرتي الواسعة في هذا المجال يأتي بالدرجة الأولى. لقد أجريت عددا من الاختبارات والتجارب والدراسات وكنت اعّد الوصفات تماما كما وردت في كتب الطب البديل، أي كنت أجري التجارب عليّ شخصيا لمعرفة آثارها وكيفية عملها". أضاف زغيّر "لتشخيص المرض أعتمد على نبضات القلب التي أقوى من خلالها على اكتشاف الأمراض والتمييز بينها. على سبيل المثال، في حين أنّ معظم الاطباء يجمعون على ان السرطان هو التهاب حار، انا اقول انه التهاب بارد مثله مثل الحصبة والزكام... كذلك ان التهاب الطحال هو من الالتهابات الباردة، فوظيفة هذا العضو هي استيعاب كريات الدم البيضاء وافرازها، ويحصل السرطان عندما يعجز الطحال عن إتمام هذه المهمة".

بين الدراسة والعشوائية

وفي ما يتعلّق بالأعشاب وظاهرة خبراء الأعشاب وخلطاتهم ومنتوجاتهم التي اقتحمت أسواقنا وﺇعلامنا، تتولى مريم نور: "نحن لسنا ماعزا لنتناول الأعشاب والنباتات من هنا وهناك كما يحلو لنا، بل نحن ناس نحتاج ﺇلى طعام وحنطة وبعض اللحوم. هذا لا يعني أن الأعشاب مضرّة، بالعكس يمكن أن نأكل الأعشاب فمضغها مفيد جدا لنا، ولكن بعد دراستنا لها ومن دون أن نعلّبها ونصنّعها وندخلها في خلطات وكيمائيات... وكل هؤلاء الجهّال الذين يدّعون أنهم خبراء أعشاب لا ثقة لي بهم على الاطلاق وكل الأعشاب والنباتات التي يستوردونها من الخارج ملوّثة تماما كما الأطعمة التي نستوردها بشكل يومي، وبالتالي أنصح لجميع الناس أن يتحلوا بالوعي وان يدركوا أنّ كل ما يرونه في الاعلانات هو كذب ونفاق. من ناحية أخرى، استغلال الناس بهذه الطريقة لا يقتصر فقط على طب الأعشاب، بل يمتد ليشمل فروع الطب البديل المختلفة كعلم الطاقة، ووخز الابر... وهذه التجارة الدنيئة التي تمارس تحت اسم الطب البديل يجب وضع حد لها فورا".

وانهت مريم نور حديثنا بالجملة الآتية: كن طبيب نفسك، أملك جسدك، أنت مسؤول، جسدك لا يكذب.

وقد وافقها زغيّر الرأي قائلا "ان الطب البديل هو عالم واسع لا يمارس بعشوائية، بل بالعكس فهو يتطلب درجة كبيرة من الدقة والاكتراث والدراسة. إلّا أنّ المسؤولية في ذلك تقع على عاتق الدولة، التي من واجباتها الاساسية حماية المواطنين من هكذا ممارسات طبية اعتباطية عبر ايجاد مراكز خاصة بالطب البديل وتكليف لجنة أطباء مختصّة اجراء فحوص واختبارات على كل الأدوية العشبية المنتشرة في السوق اللبنانية، وبالتالي منح ترخيص لمن يستحق".

وجهة نظر الطب الحديث

ماذا يقول روّاد الطب الحديث في الطب البديل عموما وطب الأعشاب، وخصوصا انهم درسوا لسنوات الطب الحديث؟ المدير العام لوزارة الصحة الدكتور وليد عمّار يقول "كأطباء وكوزارة صحة لسنا ضد الطب البديل ولا مانع عندنا من انتشار الأعشاب في الأسواق اللبنانية، ولكن من دون العمل على اجتذاب الناس وﺇقناعهم باستخدامها عبر الاعلانات والدعايات التلفزيونية والاذاعية. وذلك بسبب عدم وجود الدراسات العلمية التي تحدد الكميات الواجب تناولها من هذه الأعشاب، أو حتى الأمراض التي تستطيع أن تعالجها. مما يعني أن توافر الأعشاب في الأسواق أمر قانوني مئة بالمئة، لكن الادعاء بأنّ هذه الخلطات العشبية لديها صفة علاجية هو خطأ غير جائز".

هل يمكن للطب البديل أن يحلّ محل الطب الحديث؟

يجيب عمار "أنا كطبيب وبعدما درست الطب الحديث في جامعات تستند الى الأبحاث العلمية، لا أعتقد أن الطب البديل قادر على أن يحل محل الطب الحديث المرتكز على أسس علمية بحتة، أو حتى أن يضعف مكانته. مع الأخذ في الاعتبار أن الأعشاب قد تكون نافعة في حالات مرضية بسيطة لكنها غير شافية من الأمراض. وما على اللبنانيين إلّا التحلي بالوعي والدراية والتعقل لحماية أنفسهم من كل استغلال وتلاعب ونفاق".

من المسؤول؟

الحالات المرضية المنتشرة قي المستشفيات وخارجها التي تراوح بين تقرحات معوية، وسكري، وارتفاع ضغط الدم، وسوء التغذية... نتيجة عشوائية الطب البديل تشير الى أننا أمام واقع خطير يتطلب حلا سريعا ونهائيا. ويبقى السؤال على عاتق من تقع المسؤولية؟ ومن يتحمّل نتائج هذه الفوضى الطبية؟

قد يكون المستهلك أول المذنبين، فاللبناني شديد الانبهار بكل ما تسوّقه الاعلانات التجارية، لا يلبث أن يقع في "الفخ" ويسرع ﺇلى شراء المنتوجات العشبية على أساس أنها طبيعية مئة في المئة، ﻓﺈذا لم تفده على الأقل لن تضرّه، لكن النتيجة في معظم الأحيان تأتي معاكسة لاقتناعه هذا ومع الأسف يدرك في النهاية، وربما بعد فوات الأوان، أنه سقط ضحية جهله وانبهاره وﺇعلامه الكاذب...

في ﺇطار آخر، قسم من المسؤولية يلقى على وسائل الاعلام التي تسوّق كل المنتجات والأفكار والأنماط الحياتية على تنوعها، سواء كانت سلبية أو ﺇيجابية، نافعة أو مضرّة... لا فرق؛ فالاهتمام الأكبر ينصب على الكسب المادي، وبنظر بعض المعنيين فان صحة الناس وأرواحهم و آلامهم هي أمور تافهة ﺇذا ما قورنت بالملايين!

ﺇلقاء المسؤولية على عاتق المستهلك والاعلام لا يعني وضع الدولة خارج قفص الاتهام، ولا يبرئها من التهمة الموجّهة ﺇليها. فالدولة هي المعنيّ الأول بحماية المواطنين من هكذا استغلال ووضع حد لكل من شرّع لنفسه الاتجار بحياة الناس من طريق الطب البديل بفروعه المختلفة. وعلى الدولة بأجهزتها ووزاراتها المعنية أن تلاحق هكذا "تجّار" وتنزل بهم أقسى العقوبات. وكان لمدير عام وزارة الصحة وليد عمار رأي في هذا الموضوع، فردّ على كل من يتهم وزارة الصحة والدولة بالتقصير قائلا: "لا بدّ للمواطن اللبناني أن يحمي نفسه بنفسه لا أن ينتظر الدولة أو وزارة الصحة لتحميه من هكذا ممارسات طبية لا أسس علمية لها. فالتدخين على سبيل المثال يعتبر مضرّا بالصحة الى أقصى الدرجات، ولكن الدولة لا تستطيع أن تمنع الدخان من الأسواق لتحمي المواطن من مضاره، بل على الانسان أن يقلع عن التدخين بمفرده لحماية نفسه من الأمراض وتفادي أي داء محتمل. من ناحية أخرى، ان الدولة توصي كل لبناني بوضع حزام الأمان أثناء القيادة لتجنب حادث سير قد يودي بحياته وبالتالي على المواطن أن يلتزم ذلك ليحمي نفسه لا أن ينتظر رجال الشرطة كي يضعوا الحزام له. هذان المثلان يؤكدان فكرة أساسية مفادها ان على الانسان التفكير جيدا قبل الانجرار وراء الاعلانات التي تهدف الى استغلاله اقتصاديا، وكسب ما أمكن من الأموال".

في المضمار ذاته ناشد عمّار كل متضرر ليلجأ الى وزارة الصحة والقضاء المختص اللذين يقومان بالاجراءات والتحقيقات اللازمة للوصول الى المذنب ومعاقبته. علما أن وزارة الصحة لم تتلق قط هكذا تبليغ أو شكوى من أي مواطن متضرر أو طبيب معالج؛ كما أوضح لنا الدكتور عمّار.

نخلص ﺇلى أن الطب البديل بفروعه كلها سواء طب الأعشاب أو علم الطاقة أو وخز الابر... ﺇلخ يعني استخدام معارف الأجداد في هذه المجالات ووضعها في قوالب علمية حديثة. بحيث نجنّب أنفسنا آثارا جانبية خطيرة ونتفادى كوارث صحية نحن بغنى عنها... ولندرك أن الطب البديل ما وجد ليكون عشوائيا، والانسان ما وجد في هذا العالم ليتحوّل فأر تجارب!

تعليقات: