البقاع الغربي: انتعاش الأسواق وغلاء الحشائش واللحوم

مخللات رمضانية
مخللات رمضانية


البقاع الغربي:

استنهضت مناسبة شهر رمضان المبارك الحركة التجارية في منطقتي راشيا والبقاع الغربي، حيث شهدت المحال التجارية والتعاونيات الاستهلاكية ومحال الحلويات والأسواق الشعبية نشاطاً ملحوظاً، على الرغم من تسجيل بعض المتغيرات في الأسعار، لا سيما الحشائش والخضروات والفواكه واللحوم.

وقد أدّت هذه الحركة الى إنعاش السوق، بعدما لفه الركود لفترة طويلة نتيجة الأزمات الاقتصادية المتلاحقة التي تلم بالبلد.

وقد وصف إبراهيم نصر، وهو صاحب تعاونية استهلاكية، الحركة التجارية مع بداية شهر الصوم بالناشطة، متمنياً استمرارها، خصوصاً أن نسبة المبيع كانت مقبولة خلال اليومين الماضيين، إذ تركزت المبيعات في معظمها على اللحوم وبعض الحاجيات الأخرى، لافتاً الى أن بورصة الأسعار ظلت على حالها باستثناء اللحومات التي شهدت زيادة عادية، فارتفع مثلاً سعر كيلو الدجاج من ٤٥٠٠ ليرة إلى ٦٠٠٠ ليرة، فيما تراوح ارتفاع سعر كيلو الجوانح ما بين ١٠٠٠ و١٥٠٠ ليرة، أما كيلو لحم البقر فارتفع من ١٢٠٠٠ إلى ١٥٠٠٠ ليرة، والماعز من ١٥٠٠٠ ليرة إلى ١٧٥٠٠ ليرة. ويقول نصر: »نعيش جموداً اقتصادياً منذ فترة، ونتمنى إيجاد الحلول السريعة للأزمات التي يتخبط فيها البلد حتى يتمكن المواطن من متابعة حياته بشكل طبيعي، لأن القدرة الشرائية للتجار والمواطنين على حد سواء تراجعت بشكل مرعب، وهذا الأمر يؤدي إلى الإحساس بعدم الاستقرار«.

أما زيدان وهو صاحب بسطة لبيع الخضار والفواكه، فقد أكد تحسن حركة البيع خلال اليومين الماضيين، مشيراً إلى أن مبيعات الخضار والفواكه تضاعفت، خصوصاً أن صحون الفتوش والسلطة هي سيدة موائد الإفطار. واعتبر أن ارتفاع أسعار بعض الحشائش والفواكه »يبقى مقبولاً، ولم يخرج عن طوره العادي كما في كل عام«.

لكن حسين الخطيب، وهو رب عائلة مكونة من ثمانية أشخاص، يبدي تذمراً من ارتفاع اسعار الأساسيات الغذائية: »يبدو أن هذا الشهر تحول، عند الكثير من التجار، من مناسبة دينية لأفعال الخير إلى مناسبة لزيادة الأرباح على حساب استقرار العائلات المسحوقة مادياً، ففي حين كنا نشتري كل أربع خسات بألف ليرة، بتنا نشتري الخسّة الواحدة بـ١٥٠٠ ليرة، وكيلو البندورة الذي كان سعره في الأسواق الشعبية ٥٠٠ ليرة صار اليوم بـ١٥٠٠ ليرة، أما اللحوم فقد ارتفع سعرها بما لا تقل نسبته عن ١٥ في المئة«.

والحال إن الاستقرار المعيشي للمواطنين »على كف عفريت«، كما تصفه إسراء حجازي: »الكل يتذمر، والطاقات الشبابية تفتش عن فرصة عمل، ولو في أقاصي الأرض، هرباً من القرف المستشري«. ويسوء إسراء أن »بعض التجار ينتظر مثل هذه المناسبات ليزيد أرباحه، ولو على حساب لقمة عيش الفقراء الذين ينتظرون الحسنات من فاعلي الخير«، متسائلة عن دور مصلحة حماية المستهلك في مراقبة الأسعار، لا سيما أن الغلاء يطاول معظم السلع بلا مبرر مقنع.

أما منذر منذر، صاحب باتيسري للحلويات، فلا ينكر إن حركة »مصلحته« نشطت خلال اليومين الماضيين، »لكن عائلات كثيرة تقوم بتحضير الحلوى في المنازل، بهدف التوفير«.

في المقابل، فإن بعض العائلات الفقيرة تعتبر مثل هذه المناسبات أشبه بالأيام العادية، كما هي حال عائلة مصطفى دقماق الذي لم يغير أسلوب حياته المعتاد. إذ يعتبر أنه بالكاد يؤمن لقمة العيش له ولعائلته، ولا قدرة له على رفع استهلاكه، خصوصاً من اللحوم والحلويات. وتمنى أن تسير الأحوال نحو الأفضل، كي يشعر وأولاده بالفرح، »فهم يسمعون بفرح الأعياد، لكنهم لا يستشعرونه«.

تعليقات: