الخيام غصّت بالمعزّين بالمرحوم حسين محمد نجيب عبدالله في بيروت

الوزير علي حسن خليل متوسطاً الحاج خنجر شعيب وفضيلة الشيخ محمد باقر عبدالله في دارة الفقيد في الخيام
الوزير علي حسن خليل متوسطاً الحاج خنجر شعيب وفضيلة الشيخ محمد باقر عبدالله في دارة الفقيد في الخيام


حسين بو نجيب.. أثكلت المآقي على رحيلك المُبكر

..

فُجعت الخيام قبيل ظهر يوم السبت (4 شباط 2023) بخبر وفاة المرحوم حسين محمد نجيب الحاج جواد عبدالله، (1963 - 2023) في مستشفى الزهراء الجامعي بمدينة بيروت، أثر تداعيات المرض العضال، بعدما أن أمضى قرابة (3 سنوات) من المعاناة الصارمة والمتابعة الحثيثة في تقلبات مراحل هذه العلة التي يتجنب المرء حتى بالتلفظ باسمها اللعين.

حُسين، سرقت منك الحرب الأهلية التي ألمت بالوطن لبنان أحلى مرحلة من عمر الانسان، ألا وهي مرحلة الفتوة والصبا وما يصاحبها من نشاط عفوي هنا وهناك متلحفة بأحلام دافئة لمستقبل رحب، ولم تحمل منها الا صور المبيت بالملاجئ، والتلطّي من غدر القناص ههنا، وتجنب الحواجز الطائفية والمذهبية البغيضة هنالك! وفجأة جثم على صدر الوطن الاجتياح الصهيوني البغيض محتلا نصف الوطن ولم تسلم منه عاصمته "بيروت". فاختلط الحابل بالنابل، ولم يعد يُعرف الصديق من العدو، وتخلخل عقرب البوصلة، فكنت أنت يا فقيدنا الغالي من الصفوة التي صمدت، ولم تخنع للمقولات التي سادت حينذاك، واخترت بملء ارادتك طريق ذات الشوكة، فكنت بحق اليقين شوكة في أعين أعداء الخارج والداخل على السواء. فالذي يعرف تاريخك في تلك الفترة، يدرك كيف كنت تحمل دمك على كفك غير آبه بأصحاب الفتن الذين ابتليت بهم العاصمة حينذاك، وجميع أقرانك يشهد على مواقف البطولة والشهامة التي خضت عبابها ولم تكن مبالياً بأهوالها او مآزقها، فكانت تنجلي كل ضائقة وأنت أشد عزيمة وأوثق شكيمة.

وبعد أن أذنت تلك المحنة عن الوطن بالانقشاع، حين توقيع اتفاق الطائف، يممت وجهك شطر الاغتراب، فخضت البحار تبحث عن رزقك في الغربة، وإن كانت التجربة الأولى لم تأتي بثمارها المنشودة، فسرعان ما عدت للوطن، وأنت عاقد العزم على المحاولة مرة أخرى، فكان لك ما أردت، ولاحت لك فرصة السفر مرة أخرى، فانتهزتها سريعاً، وتوجهت ثانية الى ديار الغربة، وانت عاقداً للعزم بأنه لا مجال للتراجع هذه المرة مهما كانت الصعاب عظيمة أو الأنواء ثقيلة، وقد استفدت من التجربة السابقة، فكان لك ما أردت، وبدأت تجني ثمرة كفاحك المرير بالغربة، فليس هناك نجاح دون خوض الأهوال، والذي كان لك نصيب منه.

ولم تنسى أهلك وأبناء وطنك، فكنت بحق من اتباع المقولة الايمانية "لا تجعل شمالك تدري بما تنفق يمينك"، فأغلب مآثرك ظهرت بعد رحيلك، ومنها ما هو مُدوّن في المحاضر الرسمية، فكم من سنة دُفعت الأقساط المتوجبة على تلاميذ المدارس سواء الرسمية أو الخاصة، وغيرها من مصاريف تلك المدارس على أنواعها، وكم من مرة جال صهريج توزيع وقود التدفئة على منازل الفقراء والمحتاجين في فصول الشتاء الباردة، ينشر الدفء والحنان بين الأطفال وكبار السن، من دون أن يعرفوا من هو صاحب القلب الكبير الذي يتفقدهم في هذا الزمهرير القارس. كان تفقد الفقراء والمحتاجين ديدنه الدائم وشُغل باله، فكان سؤاله الأبدي أعطوني أسماء ذوي العوز، وتناسوا الأمر، واشتهر دوماً بكلمة (تم) عندما يلتقي بأحد الأشخاص الذي يناولونه أسماء هؤلاء الفقراء.

وكان بعدما شاع الخبر المشؤوم في مسقط رأس الفقيد "الخيام" يوم السبت (4 شباط 2023) حتى هُرع الأهل والمحبين والأصدقاء الى دارة الفقيد في محلة جبلي بالجهة الشمالية من المدينة، يتقدمهم خال الفقيد مفتي مرجعيون وحاصبيا سماحة الشيخ عبدالحسين عبدالله ونجله الشيخ محمد باقر عبدالله، السيد يوسف زلزلة والشيخ يوسف أبو زيد، والعديد من الأقارب والأرحام والفعاليات الخيامية، كما وزار دارة الفقيد في نفس الليلة سعادة نائب مرجعيون حاصبيا الحاج علي حسن خليل، الذي تربطه بالفقيد صداقة عميقة جداً، حيث قدم سعادته العزاء والمواساة لنجل الفقيد وشقيقيه وباقي أفراد الأسرة.





















































تعليقات: