كاريكاتير يغضب أساتذة لبنان.. ومطالَبات باعتذار

1\2\2023 المدن

أثار كاريكاتير نشرته جريدة "الجمهورية" اللبنانية، بنسختها الورقية الأربعاء، غضباً عارماً في صفوف أساتذة المدارس والجامعات في لبنان، واعتبروه مسيئاً لهم.

ويتضمن الرسم صورة معلم لبناني يحتضن حماراً ويبكي، ويقول فيه إن ساعة الفلاحة للحمار تناهز الـ300 ألف ليرة، بينما ساعة التدريس تناهز الـ60 ألف ليرة و"كل النهار فلاحة".

والكاريكاتير تجسيد لفكرة انتشرت في مواقع التواصل قبل أيام، تشير الى حجم الاحجاف بالاساتذة اللبنانيين بعد تدهور قيمة رواتبهم، ما دفعهم لتنفيذ اضراب في المدارس الرسمية، احتجاجاً على تدهور مستوى معيشتهم.

وأثار هذا الرسم المؤلم، اعتراض الاساتذة الذين اعتبروه إساءة لرسالتهم في التعليم، وتناقل هؤلاء رسائل في مجموعات "واتسآب" أكدوا فيها احتجاجهم على الاساءة التي تتمثل في عبارة "الفلاحة طوال النهار"، بالنظر الى ان التعليم هو رسالة، ولا يمكن تشبيه هذه المهنة بعمل الدواب.

في ضوء ذلك، أصدرت "الهيئة الإدارية لرابطة معلمي التعليم الأساسي في لبنان"، بياناً جاء فيه: "رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي نمر بها، يبقى المعلم أساس بناء الأوطان ونهضتها وليس مسموحاً أن ينال أحد من كرامة أستاذ أو معلم قدم من ذاته الكثير من التضحيات لتبقى التربية ولتبقى المدرسة الرسمية و ليبقى الوطن".

وأكمل البيان بأن "انهيار رواتب المعلمين لا يعني انهيار كراماتهم بل أن الفقر أعلى مقامهم لأن عطاء الفقير أسمى من عطاء كاتب صحافي متزلف مهما بلغ حجمه"، مضيفاً: "لذا ندين ونستنكر الكاريكاتور الوارد في جريدة الجمهورية والذي يستوجب اعتذاراً عاجلاً من إدارة الجريدة، فكرامة الاستاذ فوق كل اعتبار".

من جهته، استنكر وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، نشر "الجمهورية" للكاريكاتير، وأكد في بيان نشره حسابه الوزارة في "تويتر" بأن "تألق اللبنانيين في كل الميادين يعود إلى مستوى أساتذتهم وعناية مدارسهم وسهر أهاليهم، وان التربية على الحريات العامة التي كرسها الدستور والقوانين وفي مقدمتها حرية التعبير وحرية الصحافة، تقف أمام احترام كرامة الآخرين خصوصا معلمينا الذين علمونا الحرية وسهروا على حسن ممارستها".

ودعا الحلبي الصحيفة "إلى الإعتذار إلى المعلمين الذين يخوضون صراع البقاء والتضحية، للمحافظة على التعليم وعلى السنة الدراسية، والوقوف إلى جانب مطالبهم المحقة بالعيش الكريم، لأن المعلمين هم آخر ركائز بناء الوطن والأمل في إعادة نهوضه".