أمن الجنوب: عصابات المخدرات والسطو تجنّد السوريين

تنفذ القوى الأمنية حملة لمكافحة عصابات تصنيع المخدرات (Getty)
تنفذ القوى الأمنية حملة لمكافحة عصابات تصنيع المخدرات (Getty)


يقول وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام المولوي "إنّ نصف سكان لبنان أصبحوا سوريين، وأن أكثر من نصف السجناء القصّر سوريو الجنسية، وثلث السجناء البالغين سوريون أيضاً". كلام يفتح الباب حول العلاقات المتردية بين النازحين واللبنانيين، والتي بدأت تصل حدّ الصدامات في بعض المناطق، ولو أن الحقيقة أحياناً لا تُنقل كاملة، كما حصل في بلدة تول الجنوبية.


نازحون مسلحون؟

في الجنوب ينتشر النازحون السوريون بكثرة، وبعضهم لا يمكن اعتباره نازحاً، بل مهاجر، كونه ترك سوريا قبل أكثر من عقدين من الزمن، من أجل العمل في لبنان.

منذ أيام وقع إشكال في بلدة تول الجنوبية تخلله إطلاق نار، فانتشرت شائعات في الجنوب، في محافظة النبطية تحديداً، تقول بأن إشكالاً مسلحاً وقع في البلدة بين لبنانيين ونازحين سوريين يحملون السلاح، وهو ما أثار حفيظة سكان هذه المناطق الذين باتوا يضيقون ذرعاً من ممارسات بعض المجموعات من النازحين التي تمتهن السرقات بشكل أساسي.


لكن هذا لا يعني اتّهام النازحين "بكل شيء سيء".


حسب مصدر أمني رفيع يعمل في محافظة النبطية، فإن "النازحين" ليسوا مسلحين على الإطلاق، وإطلاق النار خلال إشكال تول كان من قبل لبناني، يرتبط بعلاقة قرابة مع السوري الذي وقع الإشكال بينه وبين لبناني آخر يعمل في مجال النجارة بسبب خلافات مالية. وقد سلّم نفسه إلى قوى الأمن الداخلي"، مشيراً عبر "المدن" إلى أن نشر الشائعات حول "تسلّح النازحين" يؤدي إلى احتقان كبير في المنطقة، قد لا يتأخر انفجاره كثيراً بظل الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب الذي يعيشه المواطنون والمقيمون.


البطالة تشجع على السرقات

لا ينفي المصدر الأمني وجود تجاوزات قانونية كثيرة يقوم بها سوريون في محافظة النبطية، منها تشكيل عصابات سطو وسرقة، تم كشف واحدة منها الأسبوع الماضي في بلدة كفر رمان، خلال محاولة أفرادها السبعة السطو على محل خرضوات في البلدة، حيث تبين خلال التحقيق معهم أنهم يعملون في هذا المجال منذ فترة، وقد سرقوا أكثر من منزل ومحل تجاري في الفترة الماضية، كذلك تورط سوريون في ترويج المخدرات، وتشكيل عصابات ترويج مع لبنانيين، أو سرقات بسيطة في القرى، كمحاولة أحد النواطير في بلدة حومين الفوقا سرقة "الحديد" الخردة لبيعه.

في هذا السياق يكشف المصدر عبر "المدن"، عن حملة واسعة تقوم بها مخابرات الجيش اللبناني وجهاز أمن الدولة وفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، لمكافحة هذه الآفة في الجنوب، وتُسفر هذه الحملة عن توقيفات يومية، آخرها كان في صيدا لرجل يستغل عمله على عربة خضار لترويج حبوب الكبتاغون، وقبلها في كفرجوز. مشدداً على أن عصابات الترويج التي عادة ما يرأسها لبنانيون يستغلون الفقر والعوز لتشغيل المروجين، الذين عادة ما يكونون سوريين لسهولة "السيطرة" عليهم من جهة، والتخلي عنهم بحال تم ضبطهم، من جهة ثانية. لذلك نجد أن النازحين السوريين يعملون في مجال ترويج المخدرات أكثر من اللبنانيين في عدد من المناطق.

وحسب المصدر الأمني، فإن أغلب التحقيقات التي تجري مع الموقوفين بجرم السرقات، لبنانيين وسوريين، تؤدي إلى مكان واحد، وهو أن البطالة سبب اللجوء إلى السرقة. لذلك هناك ارتباط وثيق بين الوضع الاقتصادي وارتفاع أعداد جرائم السرقة بشكل أساسي. ومن هنا يجب معالجة أسباب الأزمة، قبل ارتفاع حدّتها وانتقالها إلى مرحلة أخرى.


الحذر من الشائعات

نهاية العام الماضي، في بلدة عقتنيت الجنوبية، قتل سوريان المراهق إبن الـ17 عاماً إيلي متى، بعد ضبطه لهما يحاولان السرقة، فتأزّمت الأوضاع في البلدة، وكادت تنفجر. واليوم تتكرر يومياً الإشكالات بين لبنانيين وسوريين في قرى الجنوب، والخوف من أن تنفلت الأمور عن السيطرة. لكن يجب -حسب المصدر الأمني- الحذر من بث الشائعات، وتأجيج الأوضاع، لأن أي انفجار يحصل سيكون له أضرار كبيرة على الجميع.

تعليقات: