بعضهم اغتصبته امرأة.. الاعترافات الجنسية للنجوم

بديعة مصابني
بديعة مصابني


عرفت الصحافة المصرية وربما العربية قالب المذكرات الشخصية لنجوم الفن في فترة مبكرة نسبياً، إذ نشرت مجلة "الاثنين" التي كانت تصدرها دار الهلال المصرية، أول مذكرات شخصية لفنان في الثالث والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر 1936 حينما بدأت في نشر مذكرات ممثل الكوميديا نجيب الريحاني على مدى سبعة وخمسين أسبوعا، أعقبتها بمذكرات كل من محمد عبد الوهاب وبديعة مصابني، وإن كانت صحيفة الأهرام قد نشرت على استحياء في العام 1915 تقريبا موضوعات تحمل سيرة حياة الممثلة مريم سماط..


على أية حال فقد شاعت بعد ذلك مذكرات الفنانين في الصحافة العربية وتحوّل بعضها إلى كتب، ذاع صيتها وباتت مصدراً مهماً للتأريخ الفني، وعلى كثرة ما قرأت من مذكرات وحوارات مطولة للنجوم استرعى انتباهي مساحة البوح التي تحلّوا بها، وحالة الشفافية التي تمتعوا بها وهم يعترفون بأدق هفواتهم وأخطائهم وخاصة الجنسية منها، نجيب الريحاني مثلا يعترف في مذكراته أنه فقد وظيفته بشركة السكر بسبب علاقته الجنسية بزوجة الباشكاتب، ويحكي أن خادمة زوجة الباشكاتب ضبطته وهو يتسلق شباك سيدتها، وأنه تعرّض لكثير من الحرج بسبب علاقته بالممثلة صالحة قاصين، واعترفت بديعة مصابني في المرتين التي كتبت فيهما مذكراتها أواخر الثلاثينيات لمجلة "الاثنين" وأواخر الستينيات للكاتبة نازك باسيلا وبأدق التفاصيل أنها تعرضت للاغتصاب وهي طفلة، وأنها أقامت كثيرا من العلاقات أثناء وجودها في القاهرة حتى وهي زوجة لنجيب الريحاني.



(نجيب الريحاني)

وقال الفنان فريد شوقي في مذكراته "ملك الترسو"، وفي الندوة التي أقامتها له مجلة "الكواكب" عام 1995 أنه تعرّف على قدراته الجنسية لأول مرة وهو ابن السابعة عشرة حينما كان يصعد إلى جبل المقطم في منطقة قلعة الكبش في القاهرة لإقامة علاقات مع بنات الهوى، وذلك أغضب والده أكثر من مرة، وتعرّف جيدا على هذا العالم واستعان بتلك الخلفية وهو يؤدي دوره في فيلم "سلطان" سنة 1958، كما تحدث الموسيقار محمد عبد الوهاب مطولاً عن جارته في منطقة باب الشعرية التي استفزت رجولته وهو في السابعة من عمره وعن مغامراته في "وش البركة" حي البغاء القديم في القاهرة، وعرف هو وأمير الشعراء أحمد شوقي طريقهما إلى علب الليل في أوروبا أثناء رحلاتهما المشتركة نهايات العشرينيات من القرن الماضي. كذلك تحدّث المخرج الراحل حسن الإمام، الذي تخصص في أفلام الراقصات والغانيات، أنه خبر هذا العالم جيدا في صباه، وأقام علاقات عديدة مع بعضهن وربما هذا هو الذي دعا فريد شوقي إلى وصفه بأنه مخرج "داعر". أيضا نقلت مجلة "الكواكب" العام 1956 عن المخرج صلاح أبو سيف أنه قال في المؤتمر الصحافي الذي أعقب عرض فيلمه الشهير "شباب امرأة" أن الفيلم يحكي جانباً من تجربته الشخصية مع إحدى جاراته التي استنفذته جنسياً في فترة شبابه الباكر.



(يوسف وهبي)

وأظن أن ذروة تلك الاعترافات وأكثرها جرأة تلك التي جاءت على لسان كل من يوسف وهبي ورشدي أباظة. يحكي يوسف وهبي في مذكراته "عشت ألف عام" عن "تانت نفيسة" صديقة والدته، التي اضطرتها ظروفها للإقامة مع أسرته حينما كان في الثانية عشرة من عمره، وشاركته غرفته حيث كانت تنام على سريره فيما يكتفي هو بالنوم على الكنبة، وبعد محاولات للفت انتباهه إلى أنوثتها الطاغية وقع المحظور، يقول وهبي: "عدت من مشاهدة التمثيل بعد منصف الليل وانسللت إلى غرفتي على أطراف قدمي خشية أن يشعر بي والدي، وكان الوقت شتاء، سارعت إلى خلع ملابسي في الظلام، ولما ارتميت على الكنبة اصطدمت بجسد، ففزعت وصحت:

- مين؟

- اسم النبي حارسك.. أنا يا حبيبي

- الله! انتي ليه ما نمتيش في السرير؟

- نام انت في السرير، الليلة برد أوى

- ده مش ممكن، ما يصحش يا تانت

- وحياتك أنا مرتاحة كده

- لا ودي تيجي برضو؟

- وبعدين معاك يا سوسو، طيب إذا كنت عاوزني أنام في السرير، تعال ننام فيه إحنا الاتنين ندفي بعض.

وتلمستني في الظلام حتى أمسكت بخاصري، وضمتنى بذراعيها إلى جسدها البض، ودفعتني دفعا إلى الفراش، ثم سمعت صرير قفل مفتاح الباب، أسرعت دقات قلبي وشعرت بها تندس تحت الأغطية وتدثرني وهي تهمس بحنان".

ثم يمضي يوسف وهبي قائلا أنه لا يريد التعمق في سرد التفاصيل ولا وصف ما جرى لكنه سمعها تتمتم: مش ممكن يكون عمرك 12 سنة، ثم يضيف: للمرة الأولى في حياتي علمتنى حواء قضم التفاحة.



(رشدي أباظة)

أما الممثل رشدي أباظة، فقد تحدّث في مذكراته التي نشرتها "الشبكة" اللبنانية العام 1974 عن أول تجاربه الجنسية من خلال علاقته بوالدة صديقه، وهي التجربة التي وصفها بتعرضه للاغتصاب على يد تلك السيدة حيث قال: "كنت أذاكر دروسي مع زميل لي أمه رومية تعمل خياطة للنساء، وكنت أمضي معه الساعات حتى منتصف الليل، وأمه في الغرفة الثانية ساهرة على ماكينتها لا تتركها إلا لتعدّ لنا شاياً أو طعاماً، ذات ليلة قالت لزميلي: اذهب واشتر طعاما، فقام وقمت معه ودست في يده ورقة مالية وهي تقول: هات كبابا من عند الحاتي، خذ الترام رقم 30 ولا تغب، وهممت بالخروج معه عندما قالت لي: الضيف لا يخرج مع صاحب البيت كما أن الدنيا ليل وأنا أفضل أن تبقى معى تونس وحدتي.. أبدا لم أشك في نواياها، ونظر إلى صديقي وهو يقول: رشدي أبق مع أمي وسوف أعود سريعاً، لكنه لم يعد سريعاً، خلته دهراً وأنا اتفصد عرقاً أمام كل ما شاهدت وكل التجربة التي خضت.. إن الأم الصغيرة التي كانت لا تتجاوز الثلاثين من عمرها تجرّدت من ثيابها قطعة قطعة أمامي، وتملكني الخجل بعد البلاهة، فأدرت وجهي، فإذا بها تنقلب إلى لبؤة هائجة وأنا... أنا الحمل البريء"..

ويعلق أباظة على هذه التجربة بأنه شعر في تلك الليلة بلذة لم يعرفها من قبل لكنه كان يشعر بالخجل تجاه صديقه ويسأل نفسه: هل أنا خائن؟ ثم يضيف أن المشكلة أن صديقه كان يذهب ليأتي لهما بالكباب كل ليلة.

على أية حال فقد كانت هذه مجرد نماذج مما اعترف به النجوم من مغامرات جنسية، ويمكن أن نلحظ في شأنها أمرين مهمين: أولهما أن جميع المعترفين من أجيال سابقة، فلا أحد من أبناء الأجيال الحالية يملك الجرأة على البوح أو تعرية نفسه على النحو الذي كان يسمح به المجتمع في زمان ولى وفات، وثانيهما أنه باستثناء بديعة مصابني فإن أمرأة أخرى لم تجرؤ على الحديث عن مغامراتها في ميادين الهوى، وهو أمر بديهي يمكن تفهمه في إطار تقاليد المجتمعات الشرقية.

نجيب الريحاني
نجيب الريحاني


يوسف وهبي
يوسف وهبي


رشدي أباظة
رشدي أباظة


تعليقات: