كوكبا أحيت عيد مار الياس في ظِلال أجنحة الثقافات


- كوكبا أحيت منذ السبعينات عيد مار الياس بعادات وتقاليد ولغات متعدّدة..

- جمع المهرجان عروضاً فنية ومأكولات من ماليزيا وإسبانيا والهند ولبنان..

في خطوة هي الأولى من نوعها، أراد رئيس بلدية كوكبا انطوان خوري من خلالها، الخروج على النص التقليدي المتعارف عليه في المناسبات الدينية خصوصا في الأرياف، وتحويلها لتكون محطة اجتماعية للتلاقي، تحتضن ما أمكن من حضارات وثقافات مع الحفاظ على العادات والأعراف الدينية.

وبمناسبة عيد مار الياس شفيع بلدة كوكبا نظمت البلدية بالتعاون مع وحدات اليونيفيل العاملة على اراضيها مهرجانا، وأقيم للغاية قداس في كنيسة البلدة ترأسه الأب جريس نهرا بحضور الأهالي وحشد من المدعوين.

وأتت المناسبة لتشكل فرصة جمعت بين الأهالي ووحدات اليونيفيل في مهرجان أطلق عليه مهرجان تبادل الحضارات والثقافات أقيم في باحة البلدية بحضور نحو ألف شخص ومشاركة الوحدات الهندية والماليزية والإسبانية. عملية التحضير والإعداد اللوجستي استغرقت بضعة أيام، سبقها وضع برنامج عمل لتأتي المناسبة متكاملة بهدف إبراز وجه لبنان الحضاري والثقافي والتراثي خصوصاً في المناطق الجنوبية التي عانت كثيراً في ظل الإحتلال وما زالت تعيش نوعاً من التهميش الرسمي يبقيها ضمن دائرة النسيان.

الأول.. منذ السبعينات

ورأى رئيس البلدية انطوان خوري أن المهرجان هو الأول من نوعه في المنطقة وقال:" منذ سبعينات القرن الماضي استضافت بلدة كوكبا على أراضيها وحدات عسكرية تابعة لقوات اليونيفيل، وباتت اليوم جزءا من حياة الأهالي الإجتماعية والأمنية، وهذه الفرصة اردنا من خلالها إشراك هذه القوات في حياتنا وعاداتنا الاجتماعية، ليتعرفوا على تقاليدنا وحضارتنا لأنهم يؤمنون بالبلدة وسكانها. كما أنها فرصة تجمع بين الأهالي واليونيفيل التي تساهم في عملية حفظ السلام وزرع الإستقرار في نفوس الأهالي والسهر على أمنهم بهدف استمرار حياتهم اليومية، لذلك قررت البلدية إقامة هذا المهرجان والمشاركة مع اليونيفيل باعتبارها مقيمة في البلدة".

تعرّف حضاري

ورأى مسؤول العلاقات المدنية في الكتيبة الهندية الرائد راكيش: أن الإحتفال فرصة للتلاقي عن قرب والتعارف بين الجميع وقال:" نشكر رئيس بلدية كوكبا على خطوته الإيجابية التي تتيح لنا التعرف على الأهالي وحضارات لبنان المتعددة، والإطلاع على التقاليد اللبنانية والماليزية والإسبانية والكتيبة الهندية شاركت من خلال تقديمها برنامج ترفيهي الى جانب الفرقة الموسيقية، كما قدم المطعم الهندي مجموعة وجبات هندية تراثية. ومشاركتنا في المهرجان أتت بناء على طلب البلدية والأهالي الذين أحبوا التعرف على تقاليدنا وعاداتنا وهذا نتيجة حسن العلاقة والمودة التي تجمع بين الأهالي والجنود، كما أنها فرصة مميزة لتمتين قواعد التفاهم والتعاطي مع بعضنا البعض".

عروض ونشاطات فنية

وأوضحت النقيب الماليزي سورياتي: أن الكتيبة الماليزية قدمت تشكيلة من المأكولات الماليزية القديمة وقدمت عروضا فنية من صميم المجتمع الماليزي، وهذه المشاركة هي الأولى من نوعها ونشكر رئيس البلدية على نشاطه الإجتماعي لجهة توطيد العلاقة بين اليونيفيل والسكان.

واعتبر الملازم أول الإسباني رودريك أن مشاركة الكتيبة الإسبانية يأتي في اطار تشجيع البلدية على مثل هذه النشاطات، وتمتين قواعد التعاطي بين الأهالي واليونيفيل، والكتيبة قدمة من خلال المطبخ الإسباني سلسلة مأكولات تراثية اضافة الى الفرقة الموسيقية.

وقد لاقى مهرجان كوكبا ترحيبا وارتياحا لدى الأهالي والجنود والضباط المشاركين، فكانت باحة البلدية عبارة عن معرض يضم يضم اربع اجنحة لكل خاصته السياحية والتراثية والأثرية.

المطبخ اللبناني

في الجناح اللبناني كانت منشورات وزارة السياحة حاضرة كدليل للأماكن السياحية اللبنانية، والمطبخ اللبناني كان عامرا بالمأكولات التراثية القديمة التي تم تحضيرها خصيصا من قبل الأهالي، حيث سجل تهافت دولي على الخبز المرقوق والفطائر على انواعها، فيما سجلت وجبة المجدرة حضورا وتهافتا مميزين، وينطبق واقع الحال هذا على بقية الأجنحة الهندية والماليزية والإسبانية، حيث قدم كل جانب ما لديه اضافة الى افلام وثائقية تظهر ميزة كل بلد مع الإشارة الى المواقع السياحية والأثرية والدينية.

مهرجان كوكبا استمر حتى ساعات الفجر الأولى وكان خليطا جمع حضارات وثقافات مخلفة عاشت لساعات معا وشاركت بعضها البعض على أمل تكرار النشاط في مناسبات أخرى.

وفي الختام قدم رئيس البلدية دروعا تكريمية لقادة الوحدات العسكرية المشاركة.


تعليقات: