قطر في مونديالها: استدراك غفوة التصفيات

المنتخب القطري أعد العدة ليتجنب الخروج من الدور الأول (Getty)
المنتخب القطري أعد العدة ليتجنب الخروج من الدور الأول (Getty)


بدأ العد التنازلي لمائة يوم قبل افتتاح مونديال قطر 2022، استبقه السويسري جوفاني إنفانتينو رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بجائزة تقديرية للبلد المنظم، حين أعلن بحماسة لافتة أن "قطر ستقدّم لنا أعظم مونديال على الإطلاق"!!

ومع استدراك هفوة تنظيمية اعادت الاعتبار للبلد المضيف، وحافظت على التقليد بأن يكون البلد المنظم طرفاً في المباراة الافتتاحية، وذلك بتقديم بدء المونديال يوماً فيكون في 20 تشرين الثاني/نوفمبر بدلاً من 21، مع هذا التصحيح، ولو جاء متأخراً ضمنت قطر ميدالية أولى عملت لها مدى 12 عاماً، وهي ميدالية التنظيم.

خيبة المرحلة الحاسمة في المشاركات الثمان

ولكن الاستدراك الأهم سيكون ايقاظ المنتخب الوطني من غفوة الاستبعاد الدائم عن نهائيات كأس العالم، وخاصة المونديال الأخير في روسيا 2018 حيث تصدر "العنابي" مجموعته في المرحلة الأولى خلال تصفيات قارة آسيا بسبعة انتصارات وخسارة واحدة مسجلاً 29 هدفاً مقابل 4 فقط في مرماه، ولكن الآية انعكست في المرحلة الثالثة الحاسمة بسبع هزائم وفوزين وتعادل مكتفياً بتسجيل 8 أهداف في مقابل 15 في مرماه ليخرج متذيلاً مجموعته!!

ودرج المنتخب القطري على تحقيق النتائج الجيدة في التصفيات الاولى ثم يخرج خائباً في المرحلة الحاسمة وهذا ما حصل في مونديال 2014، بالخروج متذيلاً مجموعته في المرحلة الحاسمة بعد وصافة المرحلة الأولى، وكان الوضع كذلك في تصفيات مونديالات 2010 و2006 و2002 و1998 و1994 و1990.

وعلينا مراعاة حداثة كرة القدم القطرية في كأس العالم، فقد تأسس الاتحاد القطري عام 1960 وانضم للفيفا في 1970، وكان يفترض أن تكون مشاركته الأولى في التصفيات في 1974 ولكنه انسحب. وقد اقتصرت المشاركات في تصفيات كأس العالم على ثماني فقط.

هذه الغفوة لا بد أن تمحيها صحوة في المشاركة الأولى بالنهائيات، وثمة عاملان مساعدان، فالأرض تلعب عادة مع اصحابها، والمنتخب أعد العدة ليتجنب على الأقل الكأس المرة التي تجرعها منتخب جنوب إفريقيا بخروج البلد المنظم من الدور الأوّل.

وفي اعتقادي أن "العنابي" لديه ما يقدمه ليفرح جمهوره ويشرّف بلده، وهو في جهوزية تامة لخوض المونديال الاوّل، فكان أول المنتخبات المتأهلة لكأس آسيا المقبلة متصدراً مجموعته بلا خسارة، وقد شارك في 2021 في تصفيات قارة أوروبا المؤهلة للمونديال كأوّل منتخب عربي يحظى بهذا التميز، كما انه شارك بدعوة في الكأس الذهبية لأميركا الشمالية في 2021 أيضاً، وذلك بعدما شارك في كوبا أميركا في البرازيل 2019.

من لاماسيا برشلونة إلى اسباير الدوحة

ويمر المنتخب القطري في فترة الاستقرار الفني منذ 2019 ، حيث توج ببطولة آسيا بصيغتها الجديدة ، وقد اكتسح لاعبوه الألقاب الفردية فالمهاجم المعز علي كان هداف البطولة بتسعة أهداف متخطياً الرقم القياسي للإيراني علي دائي، ونال أيضاً جائزة أفضل لاعب في البطولة، فيما حصد سعد الشيب جائزة أفضل حارس برقم قياسي أيضاً فلم يدخل مرماه سوى هدف وحافظ على نظافة شباكه في ست مباريات متتالية.

وفي الموسم الماضي حقق "العنابي" المركز الثالث في كأس العرب على حساب المنتخب المصري، بعد فوز تاريخي على الإماراتي بخمسة أهداف نظيفة في ربع النهائي.

الاستقرار الفني لمنتخب قطر يهيئه المدرب الاسباني فيليكس سانشيز (43 عاماً) الذي يعتبر اختصاصياً في صقل الخامات من خلال عمله في أكاديمية برشلونة (لاماسيا) منجم المواهب الكروية، وقد عمل مع الفئات العمرية 19 و20 و23 سنة إلى الفريق الاوّل، واشرف على جيل مميز في الكرة القطرية منذ العام 2006 وحمل كأس آسيا للشباب 2014 والتأهل لمونديال الشباب في نيوزيلندا 2015، وقاد "العنابي" للانجاز الأكبر بكأس آسيا 2019.

انخرط المنتخب القطري بمعسكر بالنمسا وخاض 10 مباريات ودية تجريبية، وتعادل مع فيورنتينا الإيطالي ومواطنه لاتسيو والاسباني ريال مايوركا.

نجوم في آسيا ومواهب من أوروبا

ويعوّل القطريون على مجموعة من اللاعبين المخضرمين إلى جانب مجموعة من خريجي أكاديمية اسباير في الدوحة التي اشرف عليها الاسباني سانشيز بعد انتهاء عمله في برشلونة، وقد اكتسب عدد منهم الخبرات من خلال المشاركة في أندية أوروبية، علاوة على مجموعة لاعبين مجنسين رسمياً اكتسبوا مهاراتهم من تكوينهم في فرق أوروبية.

عبد الكريم حسن من أعمدة المنتخب، مدافع السد يعطي حلولاً في الوسط والجناح الأيسر وقلب الدفاع، يسمونه قاذف اللهب، المدفعجي، المدافع الهداف، البلدوزر، كارلوس قطر، اعاره السد إلى يوبين البلجيكي في 2017، صاحب تسديدات صاروخية ويمتاز بالركلات الحرة المباشرة، أفضل لاعب في آسيا 2018 وأفضل صاعد آسيوي تحت 21 سنة عام 2013 وأفضل صاعد آسيوي 2016.

ويشكّل عبد الكريم حسن مع أكرم عفيف أخطر أسلحة قطر في المونديال، أفضل لاعب في بطولة آسيا 2019، أول لاعب قطري وخليجي يلعب في الدوري الإسباني (مع فياريال في 2016 ـــ 2020) وانتقل بالاعارة إلى سبورتنغ خيخون ويوبين، وهو من خريجي اسباير.

ومن أبرز المهاجمين حسن الهيدوس كابتن السد الذي لعب مع المنتخب منذ 2008 وسجل 33 هدفاً في 163 مباراة، وزميله في السد خوخي بو علام لاعب الوسط ولعب أكثر من 100 مباراة مع المنتخب منذ 2013، وهو هداف غرب آسيا.

وإلى جانب بو علام، يلعب كريم بو ضياف نجم الدحيل الذي لعب في بداياته مع لوريان الفرنسي وقبل ذلك مع نانت ونانسي، من الدحيل أيضاً المهاجم المعز علي ومن خريجي اسباير واطلق عليه "جوهرة قطر في آسيا" سجل سوبر هاتريك في كوريا الشمالية 2019، وهو أوّل لاعب في التاريخ يسجل في 3 بطولات في 3 قارات. هو هداف الكأس الذهبية 4 أهداف، وسجل في مسابقة كوبا أميركا وفي آمم آسيا (9).

في الخطوط الخلفية يحمي العرين سعد الشيب (السد) أفضل حارس في بطولة آسيا 2019 بشباك نظيفة خلال 6 مباريات ولم يدخل مرماه سوى هدف، وأمامه طارق سلمان (السد) الذي لعب مع ريال سوسييداد وديبورتيفو ألافيس وديبورتيفو ليونيسيا وأتلتيكو استورغا وجوبيتر ليونيس. ويكتمل الدفاع بلاعب السد أيضاً بيدرو ميغيل الذي امضى مع بنفيكا خمسة مواسم.

تعليقات: