حين يتحوّل الهوس بالجمال إلى مرض


لم تعد عمليات التجميل تتوقف عند هدف تحسين المظهر. بعضها تسبّب بتشوّهات نفسية وصلت إلى محاولة الانتحار. الطبيبة النفسية جيهان رحيم أجابت عن أسئلة «الأخبار» حول أسباب تحوّل الراغبين في تحسين مظهرهم الخارجي إلى مرضى


لماذا يلجأ الأشخاص إلى التجميل؟

لأسباب شخصية وعائلية واجتماعية متعلقة ببيئته المحيطة وباللحاق بالموضة السائدة. بالنسبة إلى الأسباب الشخصية، هناك اضطرابات عدة تدفع الشخص إلى إجراء عملية تجميل، منها مدى ارتياحه مع شكله الخارجي.

منذ متى تبدأ تلك الاضطرابات بالظهور؟

قد تبدأ منذ الصغر عندما يتلقى الشخص ملاحظات وانتقادات من عائلته تتعلّق بشكله. هذه الملاحظات تخلق لديه شعوراً بعدم الأمان مع جسمه يزداد مع العمر، ما يجعله يلجأ إلى الجراحة لتحسين صورة جسده. في المقابل، هناك عدد من النساء يلجأن إلى الجراحة نزولاً عند رغبة أزواجهنّ لإرضائهم. وأغلب العمليات تتركز في التنحيف وتكبير الصدر وتجميل الوجه، فضلاً عن مواجهة تقدّم العمر بعمليات تظهرها أصغر سناً.


هل يعدّ الراغب بالتجميل ضحية عائلته ومحيطه فقط أم ضحية نفسه أيضاً؟

هناك فئة من الأشخاص تملك الرغبة الداخلية بتحسين مظهرها، وقد تتطوّر رغبتها إلى اضطرابات هستيرية شخصية، تحرّكها الحاجة بلفت انتباه المحيط. فيصبح شخصاً يهمّه بأن يبدو جميلاً ويركز على شكله الخارجي. هذه الفئة لا يصبح هدفها تحسين شكلها الخارجي، وإنما لفت انتباه الآخرين وجذبهم.


متى يصبح التجميل مرضاً نفسياً؟

عندما يلجأ الشخص إلى إجراء عمليات متكررة، ولا سيما للمنطقة نفسها في الجسم. أولئك الأشخاص يعانون من اضطراب تشوّه الجسم المعروف بـ Dysmorphobie، بحيث لا يتوقف المريض عن التفكير في عيوب أو نقائص يتصوّرها عن مظهره. وقد لا يكون ما يعتبره عيباً لافتاً للآخرين، لكنه مقتنع بأنه موجود وظاهر. ومنهم من لا يكتفي بجراحة واحدة. وبعد خضوعه للتجميل، لا يقتنع بأن العيب قد صُحّح، فيلجأ إلى عمليات إضافية.


ما هو أثر «السوشال ميديا» ووسائل الإعلام في نشر ثقافة التجميل؟

تواجه النساء عنفاً ضدّهن بسبب الصورة النمطية للسيّدة الجميلة التي تروّج لها المجلات منذ عقود والمحصورة بالمرأة النحيفة على وجه الخصوص. ما دفع كثيرات إلى الخضوع للجراحة التي تؤدي الى التنحيف. وبرغم الحملات التي خيضت لكسر تلك الصورة التي تحدّد مقاييس للجمال، لكن لا تزال هي السائدة. وما فعلته «السوشال ميديا» تعميم تلك المقاييس والتأثير على شريحة واسعة تنساق للتجميل حتى لو لم تكن مقتنعات.


ما هي حصة الرجال من الهوس بالتجميل؟

معظم الرجال الراغبين بالتجميل يخشون من تقدّم العمر التي يشترك فيها الرجال والنساء على السواء. وبرغم أن النسبة أكبر لدى النساء، لكن هناك رجال كثر يخضعون لعمليات التنحيف وحقن البوتوكس في الوجه لتبديد معالم الزمن.


إلى أيّ حد يمكن أن يتطوّر الوسواس بالتجميل؟

قصدني أشخاص كثر يعانون من تبعات نفسية لعمليات التجميل أو من التنمّر عليهم بسبب ما يرونه عيباً في شكلهم الخارجي. ومنهم سيدة حاولت الانتحار بعدما اعتبرت أن عمليات تجميل الأنف التي أجرتها فشلت وأدّت إلى تشويهه وأصيبت بحالة عدم رضى عن الذات. إلى جانب حالات لسيدات أجبرهنّ أزواجهن على الخضوع للجراحة، وعانين من اضطرابات نفسية بسبب عدم تقبل الشريك لما هنّ عليه.

تعليقات: