نواب التغيير عند قائد الجيش.. لماذا؟

نواب التغيير يزورون قائد الجيش في مكتبه (مديرية التوجيه)
نواب التغيير يزورون قائد الجيش في مكتبه (مديرية التوجيه)


منذ انتهاء الانتخابات النيابية وحتى اليوم، لا يكاد يمر يوم واحد أو حدث لبناني واحد، لا يتعرض خلاله ما اتفق على تسميتهم "النواب التغييريين" للانتقاد. فقد انتخبهم اللبنانيون كردّ فعل على ممارسات السلطة على مدى عقود من الزمن، وتأملوا منهم أن يكون أسلوبهم في التعاطي مع موقع المسؤولية مختلفاً عن سابقيه، إلا أن ناخبيهم يقولون في مواقع التواصل، إنهم باتوا يشعرون بخيبة أمل.

من زيارة النائب الياس جرادة الى دمشق، الى انقساماتهم حول الملفات والاستحقاقات الدستورية، وصولاً الى زيارة بعضهم لقائد الجيش العماد جوزيف عون. وجد بعض جمهور التغييريين إن هذه الزيارة تحمل معاني وقراءات أثارت ردود أفعال غاضبة على النواب الذين ارتأى البعض تسميتهم "نواب الصدفة".

ومع أن الزيارة حملت عناوين تفصيلية أعلن عنها النائب ملحم خلف في بيانه، يرى ناشطون أن زيارة النواب لقائد الجيش غير مناسِبة، حيث أن النائب منتخب من الشعب، بينما قائد الجيش معين من قبل السلطة التنفيذية في دولة مدنية لا عسكرية، ويجدر به المجيء إلى المجلس النيابي في حال أراد النواب الاجتماع به عبر اللجان النيابية المختصة، مثل لجنة الدفاع والأمن.

ورغم أن زيارة النواب لقائد الجيش باتت أمراً معتاداً لبنانياً، حيث يستقبل العماد جوزيف عون، كل يوم، وفوداً من نواب مختلف المناطق لعرض مطالبهم، إلا أن البعض رأى أن الدولة والنواب يحددون استراتيجية أمنية ودفاعية يلتزم بها الجيش اللبناني.

هناك من يرى أيضاً أن النواب ينقصهم بُعد النظر السياسي، فرغم أن الزيارة، كما صرح البعض، هدفها التأكيد على حقوق لبنان البحرية والطلب من قائد الجيش التمسك بالخط 29 في ترسيم الحدود بين لبنان والعدو الإسرائيلي، إلا أن الحقيقة هي أن الجيش ليس هو المقرر، بل الدولة اللبنانية والنواب الذين سيصوتون على مشاريع القوانين.

كما نسي مَن زاروا قائد الجيش أن البلد مقبل على انتخابات رئاسية خلال الشهور المقبلة، ولطالما كان قائد الجيش أحد أبرز المرشحين للرئاسة، وزيارة النواب له ستُفهم كما لو أنها دعم لترشحه أو قد يذهب البعض إلى الظن بأن هناك صفقة ما يتم عقدها.

هفوات بالجملة يرتكبها من عوّل عليهم اللبنانيون ليكون "تغييريين"، من دعم البعض للسلطة الدينية بوجه حقوق فئة من اللبنانيين، إلى دعم البعض الآخر إنشاء صندوق سيادي يحرم المواطنين ثرواتهم، إلى استخدام المناصب لمجرد الاستعراض والشعبوية التي لا تقدم ولا تؤخر.

تعليقات: