خضر علاء الدين استعجل الرحيل

توفي الفنان اللبناني خضر علاء الدين إثر إصابته بأزمة قلبية
توفي الفنان اللبناني خضر علاء الدين إثر إصابته بأزمة قلبية


«دعونا نحلم، لعلّ الحلم يوصلنا إلى مكان ما في ظل كل ما نعانيه». هذا ما قاله خضر علاء الدين في حديث مع «الأخبار» في عام 2017. غير أنّ أحلام نجل مؤسِّس المسرح الشعبي اللبناني حسن علاء الدين (1939 ــ 1975) الشهير بـ «شوشو» الكثيرة أُجهضت برحيله المبكر قبل ساعات بعدما توقّف قلبه عن الخفقان وهو في السابعة والخمسين من العمر.

غادر خضر هذه الدنيا بالطريقة نفسها التي رحل فيها والده، وكأنّه «تعجّل اللقاء»، كما قال الكاتب اللبناني فارس يواكيم في رسالة وجهّها إليه عبر الإعلام بُعيد موته.

منذ الصغر، أدمن خضر علاء الدين الحضور إلى مسرح والده الذي كان يواكيم يكتب نصوصه، فعشق الخشبة بكلّ تفاصيلها. ظهر بدور الطفل «سالم» في مسرحية «قمر نيسان الحزين» (إخراج هاني الروماني)، قبل أن يظهر في 1978 في مسلسل «سامي بين الكبار» (كتابة مروان نجار وإخراج نقولا أبو سمح).

حصل على دبلوم في الإخراج من الولايات المتحدة، وعاد إلى بلده محمّلاً بالكثير من الأحلام المرتبطة بالمسرح والمحافظة على إرث والده الاستثنائي.

في مسرح «البيكاديللي»، أعاد تقديم مسرحية «آخ يا بلدنا» (إخراج جوزيف بو نصّار) في 1990، متقمّصاً شخصية والده.

وفي إطار محاولته الخروج من جلباب أبيه، كتب فارس يواكيم له نصّ «كرمبول» (سينوغرافيا غازي قهوجي) الذي أخرجه روجيه عساف وتشارك علاء الدين بطولته مع فائق حميصي.

في رمضان 2017، قدّم عبر شاشة nbn برنامجاً كوميدياً بعنوان «شوشو بالقرن الـ 21» أخرجه أكرم قاووق. أعادت هذه التجربة الفنان الذي توفي قبل أشهر من اشتعال شرارة الحرب الأهلية اللبنانية، إلى بلده راهناً وكأنّه يستفيق من نوم عميق لم يشهد خلاله على أي من الأحداث والتطوّرات التي طرأت على الساحة المحلية على صعيد السياسة، والاقتصاد، والمجتمع، والثقافة، والفن، والعمران، والتكنولوجيا...

كثيرون تحدّثوا عن موهبة خضر علاء الدين وقدراته الحركية، خصوصاً على المسرح، غير أنّه ربّما كان ضحية شهرة والده، فحمل عبء اسمه الكبير وظلّ أسيره من دون أن يتمكّن من إيجاد هوية فنية خاصة.

تعليقات: