لقي شابان في محافظة السويداء جنوبي سوريا مصرعهما ليل الأحد، في حادثتين غامضتين منفصلتين نتيجة الفلتان الأمني الذي تعيشه جراء انتشار الميلشيات المرتبطة بالأفرع الأمنية.

وقالت شبكة "السويداء 24" إن أقارب الشاب مدين جودية عثروا على جثته مقتولاً بظروف غامضة في مشروع زراعي شمالي المحافظة بعد ساعات على فقدان التواصل معه، موضحة أن أهل الشاب بدأوا رحلة البحث عنه بعد انقطاع التواصل ليعثروا عليه على بعد 3 كيلومترات من مشروعه مقتولاً بطلقة بالرأس من مسافة قريبة.

كما عُثر على جثة الشاب خلدون أبو فخر بالقرب من محطة وقود على طريق دمشق- السويداء مقتولاً بطلق ناري عن مسافة قريبة بحسب الشبكة. ولفتت إلى أن الشاب يعمل كسائق أجرة، موضحة أن القاتلين استدرجوه من المكتب الذي يعمل فيه ليتم قتله وسلبه سيارته.

وتنتشر في السويداء ميلشيات مسلحة مختلفة الانتماءات، إلا أن تلك المرتبطة والمدعومة من الأفرع الأمنية هي الأكبر والأكثر انتشاراً. وتخوض في ما بينها صراعات داخلية بناء على تعليمات من مشغليها من الأفرع الأمنية للسيطرة الجغرافية على مدن وبلدات المحافظة، وخصوصاً فرعيّ الأمن العسكري وأمن الدولة، الأمر الذي سبب فلتاناً أمنياً.

وكنتيجة طبيعية لهذا الفلتان، قتلت السيدة فادية غزالة وأُصيب آخرون بجروح بينهم طفلة على إثر اندلاع خلاف شخصي بين عائلتين في بلدة شرقي السويداء قبل 3 أيام، تطور إلى استخدام السلاح والقنابل اليدوية، بحسب مصادر محلية.

وحمّل الأهالي بدورهم الأجهزة الأمنية المسؤولية التابعة لمخابرات النظام عن الفراغ الأمني الذي سببه انتشار السلاح بشكل غير مسبوق بأيدي المجموعات المرتبطة بها، التي تعيث فساداً دون رقيب أو حسيب، إضافة إلى مسؤوليتها عن انتشار تعاطي وتجارة المخدرات في المحافظة التي يشرف عليها قادة وعناصر من تلك الميلشيا.

وقبل أيام، نجت المحافظة من حرب أهلية داخلية بين النسيج الطائفي المكوّن لها، بعد أن أطلقت مجموعة تابعة لمخابرات النظام السوري العسكرية، سراح 22 مواطناً ينتمون إلى عشائر البدو في المحافظة وآخرين من ضمنهم يتحدرون من محافظة درعا، كانت المجموعة قد اختطفتهم تحت حاجة استرداد سيارة مسروقة لأحد مواطني مدينة السويداء.