المحامي فراس حمدان: مرشّح التغيير يلاكم غولاً مصرفياً

شاب مفعم بالنشاط، أشبه برياضي يخوض المعركة الانتخابية كأنها \
شاب مفعم بالنشاط، أشبه برياضي يخوض المعركة الانتخابية كأنها \"ماتش\" كرة قدم (علي علّوش)


هو من أصغر المرشحين سناً القلائل في لبنان، الذين يعدون على أصابع اليد، من بلدة الكفير الجنوبية، حيث ولد العام 1987. اندفاعه وحماسته، قد تكون مغامرة ومقامرة، دفعتاه إلى الترشح عن مقعد في دائرة معقدة، وبوجه مرشح قوي بماله والمدعوم من حزب يسيطر على السلطة كلها في لبنان.

هو المرشح الشاب فراس حمدان، عن المقعد الدرزي في حاصبيا (دائرة الجنوب الثالثة) على لائحة المعارضة "معاً نحو التغيير"، الطامحة إلى تحقيق خرق في لائحة الثنائي الشيعي، التي رشحت بوجهه المصرفي الذائع الصيت مروان خير الدين، صاحب بنك الموارد، الذي يعد من أبرز منظّري جمعيّة المصارف والمدافعين عنها، معرقلاً خطط التعافي، لصالح تدفيع المودعين واللبنانيين كلهم ثمن الانهيار المالي، الذي تسبب به مصرفه وباقي المصارف أجمعين.


رياضي في معركة

وحمدان شاب مفعم بالنشاط والحيوية، أشبه برياضي يخوض المعركة الانتخابية كأنها "ماتش" كرة قدم أو كرة سلة، المهارة الجسدية فيها كفيلة بتسديد هدف في مرمى الخصم. ورغم أنه يكثر في الحديث عن نفسه ومسيرته وسيرته الذاتية، ناشطاً طلابياً وسياسياً واجتماعياً وبيئياً، وحقوقياً للدفاع عن المظلومين، يجعلك تظن أنه لم يدرك أن معركته بوجه خصمه تدور في حقل لا تكافؤ فيه للفرص أو النجاح.

لكنه يعاجلك في سيل كلامه، ومن دون طرح أي السؤال عليه، أن الخصم شرس ويملك كل مقدرات الدولة من أجهزة أمنية وقضاء وعسكر وسلطة وسلاح وإعلام وكل وسائل القوة. ورغم ذلك يعتبر أن المواجهة مع هذه الجهات التي أوصلت البلد إلى وضعه الكارثي الحالي ليس مستحيلاً. فمن دمر العدالة ونهب أموال الناس يفترض به ألا يتجرأ ويترشح للانتخابات النيابية. هذا هو منطقه كشخص رياضي يظن أن رأيه راجح وسليم. وهو محق بذلك.


مصارعة حوت المال

في جعبته علم ومعرفة وشهادة ماجستير بالحقوق وخبرة محام بالقانون الجزائي والقضايا المدنية، وناشط سياسي ومدني ورياضي وبيئي واجتماعي وثقافي، منذ كان طالباً في الجامعة اللبنانية، مناصراً لـ"جامعة الفقراء" ولطلابها لتحصيل حقوقهم وتحسين شروط عيشهم فيها، حرية وجودة بالتعليم.

وفي جعبته أيضاً نشاطه الحقوقي إلى جانب لجنة المحامين للدفاع عن حقوق المتظاهرين خلال انتفاصة 17 تشرين للدفاع عنهم، ومنع التعسف والتعذيب بحقهم، وحمايتهم من البطش والعنف الأمني، الذي مارسته الأجهزة الأمنية ضد المتظاهرين. لكن توثيقه للانتهاكات التي كانوا يعرضون لها خلال تظاهرة ما بعد انفجار المرفأ في الثامن من آب، أدت إلى تعرضه للإصابة بقلبه، بعدما أطلق على المتظاهرين قنابل "خردق". وخضع لعملية قلب مفتوح لانتزاع الشظايا من جسده.

هي جعبة لا يتوهم أنها كافية لمصارعة حيتان الأموال. فلا تكافؤ بالفرص، بينه وبين غريمه، لكن العين تقاوم المخرز بقوة المنطق كما يقول. فهو يحمل هموم وأوجاع الناس، هو الخارج من معاناتهم غير المسقط عليهم، كما يردد ويقول.


ابن الأرض وناسها

بإمكان الجنوب إبراز أشخاص منحازين للناس ومصالحهم، ولديهم ما يكفي من الشفافية والوضوح السياسي، للفوز على مصرفي، يمول السياسيين واللوائح لإنجاح كتلة نيابية تشرّع لهم نهب المزيد والمزيد، كما يقول.

"لست صاحب ثروات وأموال ولا أنفق أي قرش لشراء الذمم، بل أكسب ثقة الناس من خلال الدخول إلى قلوبهم وعقولهم، أنا ابن عائلة من سبعة أفراد، كانت أوضاعها المادية مقبولة ومتواضعة، وباتت فقيرة، بعدما أصبح راتب والدي العميد المتقاعد نحو سبعين دولاراً".

هو ابن الأرض وناسها، جمع إلى جانبه شباناً وشابات من مختلف المناطق ورجال وسيدات منطقته حاصبيا، الذين تطوعوا معه ليكونوا عينه الساهرة في أقلام الاقتراع من دون أن يدفع لهم أي قرش، كما يفعل الآخرون. أما "غيري فيمكنه شراء الأصوات والمندوبين والذمم، في وقت بات المواطن يعلم أن الملايين الثلاثة التي يشترى بها اليوم، سيعيدها أضعافاً وأضعافاً بعد انتهاء الانتخابات. وهذا ما يدفعهم للتصويت للبديل النابع منهم، لمصلحة مستقبل أولادهم".

معركته في الجنوب للقول إنه يوجد صوت معترض وحر ضد الهيمنة، وقادر أن يكون بديلاً جدياً عن المنظومة الحالية. صوت بوجه صاحب المصرف، ونائب رئيس جمعية المصارف، التي حملت الخسائر للمودعين. صوت بوجه ممارسات غريمه، التي أدت إلى الانهيار الحالي وأفلست البلد، ورغم ذلك يريد من الجنوبيين اختياره ليكون ممثلاً عنهم في المجلس النيابي. مصرفي أفلس البلد، ويريد تكريس نفسه بأصوات مشكوك بشرعيتها في ظل القانون الانتخابي الحالي، كما يقول.

ورغم ذلك أمله كبير بالفوز كما يتلمس من اللقاءات التي يعقدها في كل القرى. فالناس يريدون ممثلين عنهم يكونون من صلبها ويصعدون من "تحت إلى فوق"، لا شخصيات تُسقط عليهم بتحالفات سياسية دمرت البلد وجعلت اللبنانيين يعيشون على صناديق الإعاشات، التي تقدم لهم في موسم الانتخابات.

تعليقات: