إزاحة الستارة في القليعة عن منحوتة جدارية تذكارية للأب حكيّم في ذكراه الأولى


‎أحيت أبرشية صور المارونية، وأهالي بلدة القليعة والجوار، الذكرى السنوية الأولى لرحيل الأب الفاضل النائب الأسقفي في مرجعيون المونسينيور منصور الحكيِّم، كاهن رعية بلدة القليعة الجنوبية، وانتقاله إلى الأخدار السماوية، بقداسٍ إحتفالي لراحة نفسه، ترأسه رئيس أساقفة أبرشية صور المارونية المطران شربل عبدالله، وعاونه رئيس أساقفة أبرشية الأراضي المقدسة المارونية المطران موسى الحاج، بمشاركة الرئيس السابق لأساقفة أبرشية صور المارونية المطران شكر الله نبيل الحاج، الرئيس السابق للرهبنة الأنطونية الأب داوود رعيدي، وكاهن رعية القليعة الأب بيار الراعي، ولفيف من الكهنة والشمامسة بِمُعاوَنَةِ وَحُضورِ أَصْحابِ السيادةِ وَالإِكْليروسَ وَالراهباتِ ، إلى ممثل قائد الجيش العماد جوزيف عون، العقيد علي أبو ديّا، قائد القطاع الشرقي في قوات "اليونيفيل" البريغادير جنرال رامون أرمادا، آمر فصيلة مرجعيون الملازم اول نقولا الحايك، رئيس بلدية القليعة بسام الحاصباني، فاعليات ورؤساء بلديات ومخاتير منطقة مرجعيون، عائلة الفقيد الكبير الذين قدموا من بلدة عرطز البترونية، وحشد غفير من أهالي القليعة والجوار.

‎وألقى المطران عبدالله، عظة تأبينية، رثى فيها الراحل الكبير، الذي خدم رعية القليعة قرابة ستة عقود، منذ انتدابه في صيف العام 1964، وحتى وافته المنيّة في شهر آذار من العام الماضي، "وهو يعتبر رمزاً من رموزها ولطالما اقترن اسمه بالقليعة، التي جاءها من بلدته الأصلية عرطز البترونية، راعياً لمدة شهرين في شهر آب عام 1964، بعد نيله سر الكهنوت، واستمر فيها حتى وفاته أكثر من نصف قرن، لا يكلّ ولا يملّ، بنَّاءاً للإنسان والحجر، ومؤسساً لصروح تربوية وصحية وخدماتية، ومشاريع تنموية".

كما والقى كاهن الرعية الاب بيار الراعي كلمة جاء فيها:

‎سنةٌ مَرَّتْ، وَالوَقْتُ كَأَنَّهُ لَحْظة"

‎إِنْ غِبْتَ، يا مونسينيور منصور، عَنْ عُيونِنا، فَأَنْتَ باقٍ مِن خِلالِ كُلِّ أَعمالِكَ وَمُنْجَزاتِكَ الروحِيَّةِ وَالإِنْسانِيَّةِ وَالعُمْرانِيَّة؛ باقٍ مِن خِلالِ تَعاليمِكَ الحَكيمةِ وَكَلماتِكَ المُؤَثِّرةِ وَرُؤْيَتِكَ الصائِبَة؛ باقٍ مِن خِلالِ تَماهيكَ مَعَ القليعة وَشفيعِها مار جرجسِ الشهيد وَالشاهدُ لِلْمَسيحِ وَلِلْإيمانِ الصَّحيح.

‎وَبَعْدَ مُرورِ سَنَةٍ عَلى انْتِقالِكَ إِلى حِضْنِ الآبِ السماوي، بِالقُرْبِ مِنَ العَذْراءِ وَالقِدّيسين، ها نَحْنُ قَدْ صَلَّيْنا بِفرحٍ مَعَكَ، في هذا القُدّاسِ الإِلهيِّ الذي احْتَفَلَ بِهِ سِيادَةُ راعي أَبْرَشِيَّتِنا المُطْران شربل عبدالله السامي الاحْتِرام، بِمُعاوَنَةِ وَحُضورِ أَصْحابِ السيادةِ وَالإِكْليروسَ وَالراهباتِ وَالعائِلَةِ الصغيرَةِ وَالكَبيرة.

‎قَليلٌ وَنُشاهِدُ المَنْحوتَةَ الجِدارِيَّةَ التَّذْكارِيَّةَ بِعُنوانِ: "الصدّيقُ كالنخلِ يُزهِر وَمِثْلَ أَرْزِ لُبنانَ يَنْمي" التي سَيَقوم سِيادةُ رَئيسِ أَساقِفَتِنا بِإزاحةِ الستارةِ عَنْها، نُؤَكِّدُ أَنَّها لَيْسَتْ سِوى شاهِدٌ عَلى مَحَبَّتِكَ، أَيُّها المونسينيورُ الجليل، لِبَلْدَتِنا وَأَهْلِها وَكَنيسَتِها؛ لِذلِكَ حَمَلَتْ في قِوامِها قِبَّةُ جَرَسِ القليعة الذي طالَما قَرَعْتَهُ وَعَمِلْتَ عَلى تَحْسينِه بِاسْتِمرار

‎".واضاف

‎في المَنْحوتَةِ جانِبٌ مِن حائِطِ الكَنيسةِ الأَبِيَّة، تُذَكِّرُ حِجارَتُهُ بِصَلابَتِكَ وَمَواقِفِكَ، وَبِالمَباني المُتَنَوِّعَةِ التي تَعِبْتَ عَلى إِنْشائِها وَتَجْديدِها وَتَرْميمِها. وَتَلْتَحِفُ المَنْحوتَةُ بِعَلَمِ لُبنان، وَقَدْ كانَ دَوْمًا هَمُّكَ خَلاصَهُ وَازْدِهارَهُ، أَنْتَ الذي صَلَّيْتَ في خِتامِ كُلِّ قُدّاسِ عيدٍ لِأَجْلِ السلامِ فيه؛ لِذلِكَ عانَقَتْ أَرْزَةُ العَلَمِ كَتِفَ الشَّخْصِ الذي يُمَثِّلُكَ في المَنْحوتَةِ، وَغُرِسَتْ جُذورُها في قَلْبِهِ، فَأَضحَيْتَ وَالْأَرْزَةُ كَيانًا واحِدًا، تَغرَقانِ في نَهرٍ مِن أُمْنِيات؛ وَامْتَزَجَ شُموخُها بِشُموخِكَ، لِيَسْمو الجَنوبُ وَيَسْمو لُبنان.

‎وَأَنْتَ واقِفٌ هُناكَ في عُمقِ المَنْحوتَةِ مُطِلٌّ بِكَتِفِكَ الذي حَمَلَ مَعَ الآلاتِ وَالمَعاوِلِ هُمومَ الناسِ وَأَبناءِ الرَّعايا الكثيرةِ التي خَدَمْتَها عَلى مَرِّ السنين. وَفي يَدِكَ اليُمْنى عصا الرِّعايَةِ التي تَقَلَّدْتَها عَنِ اسْتِحْقاقٍ مِنَ المُؤْمِنين قَبْلَ أَنْ تَتَقَلَّدَها يَوْم رُقّيتَ إِلى دَرَجَةِ البَرْدْيوط في يوبيل كَهَنوتِكَ الخَمْسين. وَفي نَظَراتِكَ رُؤْيَةٌ، وَفي تَحْديقِكَ إِصرارٌ وَعُنْفُوان.

‎واختتم شاكرًا كل مَن ساهَمَ في تَحْقيقِ هذِهِ المَنْحوتَةِ الجِدارِيَّةِ، مِنْ شُبّانِ البَلْدَةِ المُقيمينَ وَالمُغتَرِبينَ الذينَ تَضافَرَتْ جُهودُهُم وَتَسانَدوا مَعَ المُحِبّينَ وَالفَنّانينَ الشُّجْعان، فَقَدَّموا هذا التَّذْكارَ البَسيطَ تَخليدًا لِذِكْراكَ الطيِّبِ الشذا.

‎إِنْضَمَمْتَ، يا مونسينيور، إِلى قافِلَةِ مَنْ سَبَقونا إِلى المَلَكوتِ السماوي، فَاشْفَعْ بِعَرْطِز وَبِالقليعة وَبِسردا وَبِالمِنْطَقَة وَبِلُبنان.

‎في نهاية القداس، أزاح المطارنة والآباء الأجلاء، الستارة عن منحوتة جدارية تذكارية للمونسينيور منصور الحكيّم، توجت بما ورد في الكتاب المقدس: "الصدّيق كالنخل يُزهر، ومثل أرز لبنان ينمو"، في ذكرى سنة على وفاته.

يذكر ان التمثال تصميم ابن البلد: المهندس مارك ابو حمد والنحات المبدع السيد نايف علوان وأخيه ريمون من ايطو - زغرتا





تعليقات: