رحيل جراح القلب المرجعيوني العالمي الدكتور مايكل دبغي


رائد جراحة القلب ومنقذ ملايين البشر..

مرجعيون :

مع توقّف قلب عملاق الطب الجراحي، ومايسترو جراحة القلب العالمي الأميركي اللبناني الأصل مايكل دبغي إبن مرجعيون في جنوب لبنان عن مئة عام، الذي ضخ الحياة في قلوب كثيرين طوال ٧٠ سنة، طاوياً سبعة عقود حافلة بالعمليات الجراحية في القلب، فاقت الـ٦٣٠٠٠ عملية، وعالج عدداً لا يحصى من البشر، وقام بابتكارات حديثة وعديدة للطب. يعتبر دبغي رائد طب القلب الحديث من دون منازع، من خلال وضع أسس جراحه القلب المفتوح بمفهومها المعاصر.

وقد توفى في مستشفى »ميثوديست هوسبيتال فاميليز« في هيوستن بولاية تكساس عن عمر يناهز الـ٩٩ عاماً بعد حياة حافلة بالانجازات، كجراحات القلب المفتوح واستبدال الشريان التاجي، حيث اخترع مضخات القلب. وكان رائداً في تطوير أسلوب »الميل« وتطوير سيارة للجراحة في ساحة الحرب، عرفت بالمستشفى الجراحي النقال للجيش، والمعروفة ايضاً باسم »ماش«.

وقد قلّده الرئيس جورج بوش، الميدالية الذهبية للكونغرس، التي أضيفت إلى لائحة طويلة من الميداليات التي نالها عن ابتكاراته. وكان الطبيب الشهير حصل قبل ٤٠ سنة على ميدالية الحرية للكونغرس وقلّده إياها الرئيس الأميركي الراحل ليندون جونسون.

ويذكر انه في عام ١٩٦٩ نال أعلى وسام يمكن لمواطن أميركي ان يحصل عليه، وهو »الميدالية الرئاسية للحرية بامتياز«. كما منحه الرئيس ريغان (١٩٨٧) »الميدالية الوطنية للعلوم«.

ومن الذين عالجهم دبغي، الرؤساء الاميركيون السابقون جون كينيدي، وليندون جونسون، وريتشارد نيكسون، إضافة الى شاه ايران، والعاهل الأردني الراحل الملك حسين والرئيس الروسي بوريس يلتسين. ومُنح أوسمة مختلفة، وعلى الدكتوراة الفخرية من جامعات عالمية مختلفة.

ولد مايكل دبغي عام ١٩٠٨ في ليك تشارلز، بولاية لويزيانا، إبناً لمهاجرين لبنانيين في القرن الماضي إلى العالم الجديد، وهناك تابع دروسه الابتدائية والثانوية في مدارسها المحلية، ثم انتسب إلى كلية الطب في جامعة تولان بمدينة نيو اورلينز في الولاية نفسها. وبعد تخرجه أمضى سنواته التدريبية في المستشفى الخيري في نيو اورلينز، ثم في قسم الجراحة بجامعة ستراسبورغ في باريس وجامعة هيدلبرغ في ألمانيا.

حصل دبغي على شهادة الطب من جامعة تولين في نيو أورلينز ، وتابع دراسته العليا متخصصاً في الجراحة في جامعة ستراسبورج فرنسا، واستكملها في جامعة هايديلبيرج، ألمانيا، وعمل في مستشفيات أوروبية وأميركية. يجيد الانكليزية، الألمانية، العربية والفرنسية.

درب دبغي الآلاف من الجراحين على مستوى العالم، وألقى آلاف المحاضرات. عام ،١٩٧٦ أنشأ طلابه في العالم، »كلية مايكل دبغي الجراحية الدولية« كما أطلق اسمه على عدد كبير من المنظمات ومراكز الأبحاث؛ عمل مستشاراً لكلية بيلور للطب، وأنشأ مركز مايكل دبغي للتعليم المتعلق بالطب الإحيائي. آخر مركز شغله منصب الطبيب الجراح الأول في المستشفى التطبيقي، أكبر أجنحة مركز تكساس الطبي. كما انه عميد معهد بايلور الطبي الرائد في مجال الدراسات والأبحاث الطبية، وعمل كذلك مع وكالة الفضاء الأميركية (ناسا (لتطوير قلب اصطناعي صغير مكثف ذاتياً.

في لبنان ومرجعيون

في خلال زيارته الأخيرة للبنان في أيلول ،٢٠٠٥ التقته »السفير«، وتحدث مطولاً عن الذكريات وحنينه إلى مسقط رأسه مرجعيون، وأعرب عن غبطته بوجوده في بلده لبنان، والحفاوة التي استُقبل بها بين أقاربه وأصدقائه ومحبيه، حيث أمضى خمسة أيام في ربوع الوطن. تذكر فيها جدته التي ربته، وزيارته للبنان حين بلغ الحادية عشرة، بناء لرغبة والده في العام ١٩١٩ بعد نهاية الحرب العالمية الأولى.

وبعد أن طمأنته إلى أن لبنان، يكاد يكون البلد الوحيد بين أقرانه من الدول العربية، الذي يتمتع بمثل هذه المزايا والحقوق إلى حدٍ بعيد، استدرك د. دبغي »وفق ما لمست وقرأت مؤخراً عبر الصحف، وما حصل بشأن الانسحاب السوري من لبنان، أقول هنيئاً لكم فإنكم ربحتم الاستقلال«.

واستقبلت جديدة مرجعيون ابنها البروفسور مايكل دبغي، في السابع من أيلول ،٢٠٠٥ ترافقه زوجته كاثرين وابنته اولغا، الذي يزور مسقط رأسه للمرة الثانية بعد ٨٦ سنة، وأقيم له استقبال حافل ولقاء تعارف مع الأقارب وأبناء العائلة، حضره المتروبوليت الياس كفوري إلى جانب رئيس البلدية ونائبه والأعضاء ومخاتير البلدة، حيث احتُفل بعيد ميلاده السابع والتسعين، واستغرقت زيارته فقط خمس ساعات، قبل ان يغادر عائداً إلى بيروت، وقال احد ابرز أقاربه موريس دبغي، بأن »العالم كله يعتز بك نظراً لعطاءاتك الخيّرة للإنسانية، وأن كل أهالي مرجعيون في الوطن والمهجر، يفخرون بإبن مدينتهم الذي قدم لقلوب الناس ما لم يقدمه شخص آخر«. وألقى دبغي كلمة في الحضور، أعرب فيها عن سروره البالغ وغبطته بزيارة بلدته بعد طول غياب، واعتبر أن هذا اليوم، هو أجمل يوم في حياته.

بعدها زار د. دبغي برفقة الأقارب والأصدقاء وأبناء الجديدة، متفقداً المنزل الوالدي في حي العيون، والتقط الصور التذكارية مع عقيلته وابنته، وللبيت الذي أمضى فيه قرابة ٦ أشهر من طفولته، حين اصطحبه والده والعائلة، في أعقاب الحرب العالمية الأولى وكان له من العمر ١١ سنة، رغبة منه في التعرف إلى مسقط رأسه حيث ولد ونشأ، وتذكر البروفسور دبغي أشياء كثيرة مذ كان طفلاً صغيراً، وهو يفخر بها. وعاد بالذاكرة إلى طفولته في تلك المرحلة في جديدة مرجعيون، واستذكر رفاقه الذين كان يلعب معهم، وقال »إنه لشيء مؤثر أن يعود الإنسان ٨٦ سنة الى الوراء«. وروى كيف علمه أهله طريقة الصلاة، فيما وجدها مختلفة في الغرب، »لكني بقيت أصلي على طريقتي المرجعيونية من أجل الإنسانية«. وأضاف، »يتنازعني حب كبير للجزء المرجعيوني من حياتي، وللجزء الأميركي الذي أعطاني نعمة العطاء للإنسانية«.

وتفقد البروفسير دبغي في زيارته تلك، مستشفى مرجعيون الحكومي، حيث كان في استقباله مدير المستشفى والطاقم الطبي والموظفين والراهبات الشويريات المشرفات على المستشفى، كما تفقد قسم الطوارئ واستمع الى شرح عن سير العمل في المستشفى.

وفي دردشة مع الكادر الطبي، إستغرب دبغي ارتفاع كلفة تدريس الطب في لبنان. وفي ختام جولته في مرجعيون، زار »الكلية الوطنية« واستقبله رئيسها موريس دبغي وافراد الهيئة التعليمية ولجنة الأهل ووجهاء البلدة.

ولاحقاً زار دبغي جامعة البلمند، وافتتح فيها »كرسي مايكل دبغي لأمراض القلب والشرايين« في كلية الطب والعلوم الطبية في الجامعة، ثم ألقى محاضرة في قاعة البتلوني في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي، بعنوان »التقدم في جراحة القلب«.

----------------------

وكتبت اللواء:

بهية الحريري تعلن عن تخليد ذكرى البروفسور مايكل دبغي

بإطلاق اسمه على صرح علمي وجائزة علمية سنوية وبرنامج للتعلم

الوزيرة بهية الحريري تتوسط وفد المهن الحركة في تيار المستقبل في الجنوب

عبرت وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري عن ?ألمها الشديد لفقدان لبنان والعالم، العالِم الكبير اللبناني الأصل البرفسور مايكل دبغي?· معلنة عن ?أن وزارة التربية والتعليم العالي ستقوم بما يلزم لتخليد ذكراه بتكريمه في احتفال عالمي كبير، وبإطلاق اسمه على صرح علمي وطني لبناني، وبإطلاق جائزة علمية سنوية تحمل اسمه، وكذلك بإطلاق برنامج للتعلم مدى الحياة بإسم مايكل دبغي?·

وقالت الوزيرة الحريري في تصريح لها: ان العالِم الراحل دبغي كان مثالاً ونموذجاً للطموح اللبناني، أغنى العالم بعلمه ومعرفته واكتشافاته·· وكان دائماً طالباً للعلم والمعرفة حتى اللحظات الأخيرة من حياته ·

وأضافت: إن لبنان الذي يفتقد العالِم الكبير سيكون أميناً على مسيرته وانجازاته واكتشافاته ليكون مثالاً للأجيال القادمة· وان وزارة التربية والتعليم العالي ستقوم بما يلزم لتخليد ذكرى هذا الراحل الكبير وذلك بتكريمه في احتفال عالمي كبير في لبنان، وبإطلاق اسمه على صرح علمي وطني لبناني، وبإطلاق جائزة علمية سنوية تحمل اسمه ، وكذلك بإطلاق برنامج للتعلم مدى الحياة بإسم مايكل دبغي ·

وخلصت الوزيرة الحريري للقول: ان الجنوب المعطاء، جنوب الصمود والبطولة والوطنية يفتقد اليوم ابنه الكبير، واننا بهذه المناسبة نتقدم من ابناء الجنوب خصوصاً واللبنانيين عموماً ومن الانسانية جمعاء بخالص العزاء بفقيد العلم الكبير البروفسور مايكل دبغي ·

وكانت الحريري استقبلت في دارة العائلة في مجدليون المزيد من الشخصيات والوفود المهنئة من مختلف مناطق صيدا والجنوب واقليم الخروب والبقاع ·

ومن ابرز المهنئين: ممثلا المطران الياس كفوري الأرشمندريت جوزيف الجبيلي والأب جوزيف خوري، مدير عام التعليم المهني والتقني أحمد دياب يرافقه رئيس المصلحة الفنية عبد الرحمن جلول ومدير مدرسة صيدا الفنية العالية أدهم قبرصلي، مدير الادارة المشتركة في وزارة التربية خليل أرزوني، مدير عام ?مؤسسة رفيق الحريري? في لبنان مصطفى الزعتري، الشيخ وليد مزهر، رئيس ?جمعية الإستجابة? الشيخ نديم حجازي، وفد من رابطة الصيداويين المقيمين في بيروت، وفد من رابطة آل البابا في صيدا، وفد من ?نادي روتاري? صيدا، وفد من قطاع المهن الحرة في ?تيار المستقبل? في الجنوب وفد من قطاع الشباب في ?تيار المستقبل? في محافظة جبل لبنان الجنوبي، ووفود بلدية وشعبية من العديد من بلدات وقرى الجنوب واقليم الخروب والبقاع والشمال··

ومن بين المهنئين الطفل علي عباس غريب ابن الأحد عشر ربيعاً الذي أصيب في عدوان تموز من العام 2006 حين كان يحتمي مع عائلته في مقر الدفاع المدني في صور لحظة قصفه بالصواريخ الاسرائيلية?

واطلعت الوزيرة الحريري من والدَي علي على المراحل التي قطعها علاجه حيث كانت نازك رفيق الحريري قد تكفلت بعلاجه في فرنسا وهو يستعد لرحلة جديدة من العلاج لإجراء عملية ترميم لعظام الأنف والعين·

وكانت الوزيرة الحريري قد إستقبلت: النائب ميشال موسى، الأرشمندريت يعقوب خليل ممثلاً رئيس أساقفة صور وصيدا ومرجعيون للروم الأرثوذكس المطران الياس كفوري، أمين سر حركة ?فتح? وفصائل ?منظمة التحرير الفلسطينية? في لبنان اللواء سلطان أبو العينين، رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العقيد عباس إبراهيم، رئيس فرع المعلومات في الجنوب المقدم عبد الله سليم، والمدير الإقليمي لأمن الدولة في الجنوب المقدم مجدي أبو ضرغم، مدير عام وزارة التربية فادي يرق، وفد من منطقة الجنوب التربوية برئاسة رئيسة المنطقة جمال بغدادي، وفد من ?نقابة المعلمين? في لبنان تقدمه النقيب نعمة محفوظ ونائبه وليد جرادي، أمين سر محافظة لبنان الجنوبي نقولا بو ضاهر ورئيسة الدائرة الإدارية رحاب مشورب ورئيسة قسم الشؤون البلدية والقروية الدكتورة هويدا الترك، رئيس ?غرفة التجارة? في الإسكندرية خالد أبو إسماعيل ورئيس ?غرفة التجارة والصناعة والزراعة? في صيدا والجنوب محمد الزعتري، رئيس ?غرفة التجارة اللبنانية ? الكندية? ميشال قزي، وفد من ?

الرابطة الإسلامية السنية? برئاسة الشيخ أحمد نصار، وفد من ?جمعية المقاصد? في صيدا تقدمه رئيسها المهندس محمد راجي البساط ورئيس المجلس الإداري المحامي محيي الدين الجويدي، مدير فرع ?مصرف لبنان? في صيدا فتحي المجذوب، وفد من بلدة المية ومية تقدمه رئيس البلدية رفعت بوسابا، وعدد من رؤساء بلديات المنطقة، وفد من ?جامعة الحريري الكندية? برئاسة

الدكتور عبد الرحمن أرقدان، وفد من موظفي ?مجمع الحريري الإنمائي التربوي?، وفد من ?اللجنة التنظيمية للأيام اللبنانية

? الفلسطينية?، وفد من ?ثانوية رفيق الحريري? وآخر من ?مدرسة الحاج بهاء الدين الحريري? إلى العديد من الوفود من مختلف مناطق صيدا ومنطقتها وجزين وبعض مناطق الجنوب والاقليم وبيروت·

وتلقت الوزيرة الحريري سيلاً من البرقيات والإتصالات الهاتفية المهنئة أبرزها من رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيسين رشيد الصلح ونجيب ميقاتي، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني، رئيس ?مؤسسة الفكر العربي? الأمير خالد الفيصل، ومن عدد من الوزراء والنواب والشخصيات السياسية والرسمية والروحية والتربوية والإقتصادية والإجتماعية والإعلامية··


تعليقات: