تاريخ الرياضة في الخيام (ج 3): إطلاق المكتبة العامة

اللجنة التأسيسية للمكتبة العامة، من اليسار وقوفا عدنان عطوي، علي عبود، هاني شعيب (الذي استحصل على العلم والخبر للمكتبة) وحسين خريس ومن اليمين جلوسا رياض قنصور، أبو مروان حسين ضاوي، الشاعر حسن عبدالله، هاني خريش (صديق هاني شعيب)، حسن حميد وحسن غريب
اللجنة التأسيسية للمكتبة العامة، من اليسار وقوفا عدنان عطوي، علي عبود، هاني شعيب (الذي استحصل على العلم والخبر للمكتبة) وحسين خريس ومن اليمين جلوسا رياض قنصور، أبو مروان حسين ضاوي، الشاعر حسن عبدالله، هاني خريش (صديق هاني شعيب)، حسن حميد وحسن غريب


ذات يوم إلتقى فريق الخيام بالأستاذ هاني شعيب في بلدته "الشرقية"، وكان الأستاذ هاني، (صهر عائلة عبد الحسين إسماعيل عبدالله)، موظفا في وزارة الشؤون الإجتماعية، وقد أُعجب بفريق الخيام وشبابه المتحمسين والمندفعين، الذين كانوا حريصين على تحييد النشاط الرياضي عن الصبغة الحزبية والتنظيمية خاصة ان الاحزاب والتنظيمات بدأت تنتشر وتتوسع في تلك الحقبة. وهذا الأداء للشباب الخيامي يومها كانت غايته ابعاد النشاط الرياضي عن اي حساسيات يمكن ان تفرق وتبعث على التنافس الغير إيجابي. وكان هذا التصرف مساعداً في تحصيل علم وخبر لتأسيس جمعية تحت مسمى المكتبة العامة لان اجهزة الدولة الأمنية يومها كانت مناهضة لأي نشاط حزبي وطني.

* تم تحديد إشتراك شهري للمنتسبين قيمته ربع ليرة وبعد مرور مدة على جمع الإشتراكات قام الفريق باستئجار مركز للجمعية في منزل علي محمد عزير قرب مدرسة البركة وقام أيضا بشراء ألواح خشبية على نفقة أعضائه الذين تشاركوا في تأمين المبالغ المتوجبة، وقاموا أيضا بتفصيل الخشب وتصنيع طاولات ورفوف وأثاث،معتمدين على خبراتهم الذاتية وإندفاعهم النابع من القلب،لتحقيق المزيد من الإنجازات المشرفة للخيام والخياميين.وقد تألفت الهيئة التأسيسية للجمعية من (علي حسن عبود - فايز زلزلة - غسان عطوي - حسن غريب - رياض قنصور - حسين خريس - إبراهيم أبو عباس(الدعبول) والمرحوم حسين علي وهبة) وبعد فترة حصلت إنتخابات داخل الجمعية العامة دخل بموجبها عضوين آخرين هما (حسن حميد وكامل صادق).

باشر شباب المكتبة العامة بعد تحقيق هذا الإنجاز المهم بالإتصال بدور النشر في بيروت مستعينين بالأستاذ فايز أبو عباس وعبد الأمير مهنا وآخرين ساهموا في تأمين أعداد كبيرة من الكتب للمكتبة تشجيعا للمطالعة وإشتروا كنزات وبدلات رياضية وصاروا يخططوا عليها (مكتبة الخيام العامة) مستعينين بأصحاب الخط الجميل لهذه المهمة.

بعد تجهيز المكتبة بالرفوف والمكاتب وبعد توفر مبلغ متواضع من إشتراكات الأعضاء، ذهب علي عبود وحسين خريس إلى بيروت وقاموا بجولة على بعض دور النشر،وتمكنوا من إحضار كمية كبيرة من الكتب مقابل مبالغ رمزية،دفعوها لدور النشر وأحضرا الكتب إلى الخيام ورتباها فوق الرفوف حسب الموضوعات ( أدبية - علمية - رياضية - تاريخية - فنية - بوليسية كما أحضروا معهم أيضا قصصاً للأطفال).

مميزات العمل الرياضي ونادي المكتبة العامة.

* لقد لعبت النشاطات الرياضية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي دورا جامعا لكل أبناء الخيام من كل العائلات ومن كافة الطوائف والطبقات الإجتماعية كما إستطاعت أن تذيب وتزيل أحقادا وعداوات متجذرة وعميقة لدرجة صار معها كل خيامي يعتبر نفسه منتميا وشريكاً في حمل الهم الرياضي الخيامي كما كان يشعر الجميع بدون إستثناء بالعزة والفخار كلما حقق فريق الخيام إنجازا جديدا خاصة أن فريق الخيام مثَّل مفخرة عظيمة بإنجازاته في تلك المرحلة،كما كان غزير الإنجازات النوعية وتحقيق الإنتصارات الباهرة.

*إن إنتشار التعليم الرسمي والخاص،اللذان استتبعا بتطور وسائل النقل التي قرَّبت المسافات بين الناس وبين القرى، الأمر الذي ساهم بتطوير وتفعيل التواصل الإجتماعي والتبادل التجاري،وجائت الرياضة في تلك المرحلة بمثابة تتويج لهذا النشاط والحراك الإجتماعي بين القرى والبلدات والمدن اكسبت الحياة العامة حياة وتشاركا ورونقا وحيوية.

* لقد تم نسج علاقة تكاملية جميلة بين المكتبة العامة والبلدية حيث رصدت البلدية مساعدة سنوية للنادي قيمتها 500 ل.ل ولا زال يذكر الأستاذ علي عبود أنه في تلك الحقبة كان القاوقجي هو قائممقام محافظة مرجعيون،حيث تم تنظيم الإحتفال المركزي للمحافظة في ساحة الخيام وكانت منصة الخطباء أمام دكان عبد الأمير عيسى،ومن على تلك المنصة ألقى الدكتور شكرالله كرم كلمة تاريخية،كانت فيها ساحة الخيام أمامه عامرة وممتلئة بالحضور المتحمس والفرح بهذه الروحية العالية من التعاون والحضور الفاعل للخيام في محيطها وعلى مستوى القضاء.

* كان شباب النادي ينظِّموا أسابيع نظافة بالتعاون مع البلدية التي تؤمِّن لهم أدوات النظافة، ويبدأ الشباب والصبايا حملتهم يساعدهم سكان الأحياء التي يمرون بها،من أمام منزل حسن الشيخ علي نزولاً حتى بيت الدكتور شكرالله كرم،وبعدها تحصل عملية تنظيف للشوارع المتفرعة من الخط العام بإتجاه الداخل شرقا وغربا.

* في أحد أيام عيد الإستقلال يذكر الأستاذ علي عبود أنه ركب في سيارة البلدية برفقة زملائه الأستاذ حسين خريس والأستاذ رياض قنصور وكان سائق الآلية يومها أبو محمد حسان حيث حمل الرياضيون الأعلام اللبنانية وطافوا في القرى المجاورة وهم يؤدون التحية للحشود التي كانت تصطف على جانبي الطريق.وكانت بعض القرى تستقبل المسيرة الخيامية السيارة،بفرق عزف كشفية وأحيانا كان الرياضيون الخياميون يترجلون من السيارة، ويصافحوا الناس المحتشدين ويتبادلون الصور معهم،لأن الناس يومها كانوا يعرفون شباب الخيام كرموز رياضية مشهورون ومعروفون على مستوى كافة القرى المجاورة للخيام،وذلك من خلال الدورات الرياضية التي كانت تنظم في تلك المرحلة في معظم البلدات،وكان يقام بعد نهاية هذه الجولة عرض مختصر في الخيام.وفي النهاية تنتقل الوفود من كل قرى القضاء لتشارك في الإحتفال المركزي الذي يقام أمام السرايا في مرجعيون بحضور القائممقام وعدد من رؤساء البلديات وأعضاء المجالس البلدية وحشد غفير من المشاركين.

تطور وإنتشار الفرق الرياضية في المنطقة.

لقد كانت الخيام سبَّاقة في تشكيل فريقها الرياضي قياسا لقرى المنطقة بسبب وجود المدارس الرسمية فيها قبل جاراتها،وبسبب توفر أستاذ رياضة متخصص هو الأستاذ نجيب غلمية من بلدة مرجعيون، والذي بدأ بتدريس الرياضة في الخيام منذ العام1958،الأمر الذي أكسب الخيام إمتيازا في الخبرة والكفاءات عن سواها.لكن بمرور الزمن بدأت تنتشر المدارس في كافة القرى وبدأ يتوفر أساتذة رياضة في تلك المدارس ورويداً رويداً بدأت تنتشر الفرق الرياضية التي غلب عليها طابع كرة الطائرة في كافة القرى والبلدات وبدأ الأداء لهذه الفرق بالتطور والتقدم وصار فريق الخيام يقابل فرقا كفوءة ذات خبرة عالية،وصار كسب المباريات معها ليس بالأمر السهل كما كان في السابق ورغم ذلك حافظت الخيام على تميزها وتألقها في معظم المباريات التي خاضتها.

أهم الفرق الرياضية في محيط الخيام.

1- بما أن مرجعيون هي مركز القضاء وسابقة للخيام بوجود المدارس فيها ووجود المدربين فقد تشكل فيها نادي المرج قبل تشكل فريق في الخيام،ولكن إهتمام إدارة النادي في مرجعيون كان منصباً على الفنون مثل الدبكة والموسيقى والرسم وظل الوضع فيها على هذا المنوال حتى أتى إلى مدرسة مرجعيون المدرب نجيب غلمية الذي علم قبله بخمسة أعوام الأستاذ نجيب غلمية.بعد ان انتقل اليها من الخيام عام 1960 حيث درَّس في مرجعيون سنة واحدة وانتقل الى بيروت،وقد عُيِّن الأستاذ علي الطقش من بلدة النبطية في مرجعيون بتاريخ 14/02/1966 وبدأ بتعليم الرياضة في الكلية الوطنية للأستاذ لبيب غلمية كما درس في مدرسة الراهبات أيضا وفي تلك المرحة عمل على متابعة خطى سلفه نجيب غلمية في تدريب فريق هو (فريق شباب مرجعيون) وبدأ هذا الفريق يتألق بسرعة حيث تم إكتشاف خامات شبابية ممتازة إضافة للمدرب الأستاذ علي الطقش وشفيق الدركي.

2- تمكن الأستاذ حسن الحاج من بلدة عرمتا من تأسيس فريق ممتاز أيضا في مدرسة دبين يتمتع بمهارات وكفاءات رياضية عالية .

3- وعلى نفس المنوال تشكلت فرق رياضية في كل من حاصبيا والقليعة وكفركلا والطيبة وكفررمان والمارية والكفير وبقية القرى.


المصادر:

الأستاذ علي حسن عبود

الأستاذ علي الطقش

الأستاذ نجيب غلمية


الى اللقاء مع حلقة أخرى من تاريخ الرياضة في الخيام. على أمل أن نقوم بإغنائها بكل إضافة يمكن أن تقدم لنا من أهل الخيام الطيبين والذين لديهم معلومات تفيد.

* المهندس عدنان إبراهيم سمور، هاتف & واتس: 03/209981

باحث عن الحقيقة

مقالات الكاتب المهندس عدنان سمور

مواضيع ذات صلة:

عدنان سمور: تاريخ الرياضة في الخيام (ج 1)

من تاريخ الرياضة في الخيام (ج 2).. الكرة الطائرة

من تاريخ الرياضة في الخيام (ج 3).. المكتبة العامة

من تاريخ الرياضة في الخيام (ج 4)..

صورة تذكارية من مباريات في بلدة الماري
صورة تذكارية من مباريات في بلدة الماري


في ساحة السرايا في مرجعيون عام1963 بمناسبة عيد الإستقلال، الفريق الفولكلوري مؤلف من(الاول نجيب ابو جابر من إبل السقي والثاني جعفر نصرالله والثالث فؤاد سويد وبعده علي سويد واكرم عبدالله وعلي عبود وسميح رمضان ويظهر خلف جعفر نصرالله غربيت صلجي) وفي الصف
في ساحة السرايا في مرجعيون عام1963 بمناسبة عيد الإستقلال، الفريق الفولكلوري مؤلف من(الاول نجيب ابو جابر من إبل السقي والثاني جعفر نصرالله والثالث فؤاد سويد وبعده علي سويد واكرم عبدالله وعلي عبود وسميح رمضان ويظهر خلف جعفر نصرالله غربيت صلجي) وفي الصف


نصب الشباك في الملعب
نصب الشباك في الملعب


في المكتبة العامة، من اليمين علي حسن عبود - حسين علي وهبي - خليل ابوعباس وغسان عطوي
في المكتبة العامة، من اليمين علي حسن عبود - حسين علي وهبي - خليل ابوعباس وغسان عطوي


في المكتبة العامة
في المكتبة العامة


في المكتبة العامة
في المكتبة العامة


في المكتبة العامة
في المكتبة العامة


في المكتبة العامة
في المكتبة العامة


إبن بلدة الشرقية، المرحوم الأستاذ هاني شعيب (صهر عائلة عبد الحسين إسماعيل عبدالله)، الذي ساعد في تأمين العلم والخبر لجمعية المكتبة العامة في الخيام رغم صعوبة الأمر يومها
إبن بلدة الشرقية، المرحوم الأستاذ هاني شعيب (صهر عائلة عبد الحسين إسماعيل عبدالله)، الذي ساعد في تأمين العلم والخبر لجمعية المكتبة العامة في الخيام رغم صعوبة الأمر يومها


تعليقات: