محاولة اغتيال الكاظمي.. mtv «تستثمر» الحدث!

تحدث سامي نادر عن سلسلة إغتيالات في لبنان مشابهة للتي حصلت في العراق
تحدث سامي نادر عن سلسلة إغتيالات في لبنان مشابهة للتي حصلت في العراق


استحوذت حادثة محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، على مساحات واسعة في الإعلام المحلي، إلى درجة يخال المرء نفسه أمام وسائل إعلام عراقية بحت. لم ينبع ذلك من اهتمام بالشأن العراقي، واطلاع اللبنانيين على ما يحدث في بلاد الرافدين، بل كنا أمس، أمام سيناريو يربط حادثة محاولة الاغتيال بـ «حزب الله»، وبالتالي يأخذنا الى دمغه بأعمال «إرهابية». هكذا، جرى الربط سريعاً بين ما حصل في العراق، وتقاذف الاتهامات حول مسؤولية محاولة الاغتيال في «المنطقة الخضراء». قناة mtv، كانت رأس حربة في هذا السياق، مع تخصيص أكثر من نصف مساحتها لتناول قضية الكاظمي، والبحث في الأسباب السياسية خلف محاولة اغتياله. هكذا، أوردت في مقدمة نشرة أخبارها، بأن المشهد الذي حصل في العراق «يذّكر» بالمشهد اللبناني، من خلال اتهام «كتائب حزب الله»، التي «تتماهى مع صورة حزب الله في لبنان» بحسب المقدّمة! ولفتت الى أن استعمال المسيّرات في العراق، تقف خلفه ايران. وفي الاستديو، حضر خبير الشؤون الاقتصادية والسياسية في المحطة، سامي نادر ليرد على سؤال حول «موجة اغتيالات في العراق وفي لبنان»، ويضع أوجه التشابه بين لبنان والعراق من خلال «تنامي النفوذ الإيراني»، و«نظام المحاصصة» الموجود في البلدين، إضافة الى ما أسماه «تقويض المؤسسات» القضائية وغيرها، و«الانتفاضة» التي حصلت في البلدين. هكذا، جمع نادر بين العراق ولبنان، في مشهدية واحدة، وذكّر برفيق الحريري في معرض سؤاله عن احتمال اغتيال «كاظمي لبناني» هنا. على مقلب lbci، لم يكن الأمر مختلفاً. فالمحطة التي خصصت بدورها مساحة إخبارية لافتة لحادثة محاولة الإغتيال، أشارت في أحد تقاريرها الى الطائرات المسيّرة واستخدام ايران لها «في عملياتها». وفي تقرير آخر عن الكباش السعودي-الإيراني في المنطقة، جالت المحطة على العراق واليمن، وحطّت في بيروت، لتتحدث عن ضرب «الدول الخليجية بيد من حديد» حيال لبنان، بسبب «هيمنة حزب الله» عليه. وفي مساحة تقريرية أخرى، ركزت المحطة على ما نشرته «السياسة الكويتية» من اتهام لـ«حزب الله» بتشكيله خلية داخل الكويت وتدريبه شباباً هناك للقتال. هكذا، سعت هذه المنصات الإعلامية الى ربط الأوضاع المتوترة في العراق بلبنان، ومحاولة استخدام السيناريو العراقي هنا، في سبيل ضخّ مزيد من التخويف، والتحريض أيضاً ضد «حزب الله»، وإخراجه من عباءة المقاومة ووضعه في خانة «الإرهابي» الذي يمارس عمليات تصفية عبر الطائرات المسيّرة، وينشئ خلايا في دول الخليج للتدريب على القتال.

تعليقات: