معاناة اللبنانيين بين النافعة ومراكز المعاينة.. مشكلات متراكمة والآتي أسوأ!

مركز المعاينة المكيانيكية
مركز المعاينة المكيانيكية


بين صرخات مرتفعة وأنين لم يصل إلى العلن، يعيش اللبنانيّون مأساة ظاهرة ومستترة في آن، هذه المرّة الأزمة تتعلّق بمصلحة #تسجيل السيارات التي توقف حركة بيع وشراء المركبات.

في الأمس سلّطت الأضواء ولو بشكل محدود على الاعتصام الذي نفّذه أصحاب مكاتب قيادة السيارات ومعقّبي المعاملات، أمام مصلحة تسجيل السيارات، #النافعة، في #صيدا الذين قطعوا الطريق في المكان احتجاجًا على إغلاق مكاتب النافعة، بعد إضراب الموظّفين التزامًا بقرار موظّفي الإدارات العامة في كلّ لبنان، ومن جهة ثانية شبّ حريق في مبنى "النافعة" في الدكوانة، وزاد الطين بلّة اقتحام عدد من المحتجّين مركز المعاينة الميكانيكية في الفوار - قضاء زغرتا وحطّموا أجهزة الكومبيوتر فيه، وذلك احتجاجاً على توقيف أحد السماسرة من قبل مخابرات الجيش اللبنانيّ.

والشهر الماضي ارتفعت صرخة المواطنين بسبب الزحمة الخانقة على مدخل مصلحة تسجيل السيارات في النافعة - الدكوانة ليظهر أنّ السبب استحداث نظام جديد، لا يلمّ الموظّفون بكيفية استخدامه، ممّا استدعى إقفال المصلحة ودعوة المواطنين إلى مغادرة المكان، ما يعني أنّه كان عليهم الانتظار لأسبوع آخر لاجراء محاولة جديدة لإنجاز معاملاتهم، كون النافعة يقتصر فتح أبوابها، في ظلّ الظروف التي يمرّ بها لبنان، على يوم واحد فقط، لكنّ الأمر لم يتوقّف هنا، ولم يتمّ حلّ المشكلة حتى الآن، لأنّه كما شرحت رئيسة هيئة إدارة السير هدى سلّوم لـ"النهار": "نواجه بعض المشكلات نتيجة الانتقال من نظام إلكترونيّ قديم إلى آخر جديد، وفي كلّ مرة نعتقد أنّنا انتهينا من هذه الخطوة تظهر مشكلة جديدة يجري العمل على حلّها".

مشكلات متعدّدة... ومعاملات متراكمة

لكنّ المسألة كما قال رئيس مصلحة تسجيل السيارات أيمن عبد الغفور، لا تتعلّق فقط بالنظام الإلكتروني المستحدث، بل تتعدّى ذلك إلى الأزمة التي يواجهها القطاع العام ككلّ، وعلى رأسها عدم انتظام العمل، وشرح: "لو كنّا نعمل 5 أيام في الأسبوع لما واجهنا هذه الأزمة، لكن عندما يضطرّ الموظف إلى إنجاز كمّ كبير من المعاملات الأسبوعية في يوم واحد، فيعني أنّه يواجه عبئاً كبيراً". وعن النظام المستحدث قال "تشغيله يحتاج إلى تدريب الموظفين عليه على مدى ستّة أيام متواصلة، ومن خلال ذلك يتمّ اكتشاف الثغرات. وكون الموظفين يداومون يوماً واحداً في الأسبوع، فهذا يعني أنّهم سيستغرقون مدّة أطول للتعلّم، إضافة الى ترحيل المشكلات من أسبوع إلى آخر"، لافتاً إلى أنّ "الموظفين يتمردون رافضين القدوم إلى العمل أكثر من يوم في الأسبوع، وهذا حقّهم كون رواتبهم باتت تعادل ثمن أربع صفائح بنزين، فكيف ستطلب الإدارة منهم العمل في وقت فقدوا فيه كلّ مقوّمات الصمود، إضافة الى عجزنا عن تأمين الموارد الأوليّة للإدارة ومنها المازوت والإيصالات المالية والورق، حيث لا إمكانية مادية لشرائها، فبدلاً من أن يكون همّنا تأمين الخدمات للمواطنين أصبح كيفية تأمين مسلتزمات الإدارة الضرورية"، وعن مدى انعكاس تأخير العمل على المواطنين أجاب عبد الغفور "بالتأكيد ينعكس بشكل سلبي كبير، فالمعاملات تتراكم بالآلاف، ولم يعد هناك إمكانية لإنجازها نظراً إلى الظروف التي تحدّثنا عنها".

توقّع زحمة كبيرة على مراكز "المعاينة"

كما تطرّق عبد الغفور إلى تحطيم أجهزة الكمبيوتر في مركز معاينة الفوار شارحاً: "مراكز المعاينة منفصلة عن إدارة المصلحة، ومع ذلك أقول لدينا أزمة في المعاينة بعد إغلاق استغرق أشهراً بسبب جائحة كورونا ثمّ التوقّف القسريّ نتيجة إقفال المراكز من قبل اتّحاد النقل البرّي، وبعدها بسبب الإضراب الذي نفّذه موظّفو المعاينة، لينطلق العمل جدّياً ابتداء من شهر تموز الماضي، ما يعني أنّ هناك تراكمات كبيرة، يضاف إليها قرار تقليص أيّام العمل الى ثلاثة في الأسبوع كحدّ أقصى، نتيجة عدم قدرة الموظف على التنقّل، ما يعني أنّنا سنشهد ضغطاً كبيراً على مراكز المعاينة الميكانيكية في الأيّام القادمة".

تعليقات: