كلوديا .. إحترقت وحدها في مكتبها لإنهماكها بالإعداد لإجتماع اليوم التالي!

كلوديا اللقيس، الأمّ والزوجة التي تفيض جمالاً وسحراً.. المهندسة الخلوقة التي تفانت في عملها حتّى الرمق الأخير
كلوديا اللقيس، الأمّ والزوجة التي تفيض جمالاً وسحراً.. المهندسة الخلوقة التي تفانت في عملها حتّى الرمق الأخير


لنحكي قصصهم، كي لا تندثر كما يصيب كل شيء في هذه البلاد، قثقبها الأسود يبتلع كل شيء بما فيه الحقيقة التي ينتظرها كثر، لنحكي قصصهم علّنا لا ننسى أن أسوء إنفجار هزّ مدينتنا، لنحكي قصصهم لكي لا يكونوا مجرّد أرقام نعدّها حصائل ونختمها بزّف النعوش أبداً..

نتابع اليوم سرد قصص ضحايا اليوم المشؤوم، والذي كرّمهم موقع beirut607.org، بإستذكار قصص حياة ابرياء تحولوا الى كلمات تحكى بضربة قدر.

كلوديا اللقيس، الأمّ والزوجة التي تفيض جمالاً وسحراً، إحترقت في الحضن الأسود لدولة كان حكّامها نياماً تحت أشعة شمس ذلك النهار فيما إحترقت بيروت بلهب الإنفجار الوحشي..

45 عاماً طويت بلمحة بصر،بعد أن أجّلت موعدها مع زوجها للذهاب الى السوبرماكت لإنهماكها بالتحضر لإجتماع مهم في اليوم التالي في شركة كهرباء لبنان، فبقيت وحدها في المكتب عشية الفاجعة.

هي التي طاردتها أفكار الرحيل لبلد آخر جزعاً على مستقبل إبنتيها، لتقترح على زوجها فكرة الرحيل لبلد آخر قبل شهرين من الفاجعة..

عند السادسة والدقائق السبع، إنفجر مستودع الموت، وأطبقت كلوديا عيناها الى الأبد، لم تجب على مكالمات زوجها هنري لأن الهاتف أصلاً لم يرنّ، الذي هرع الى مكتب زوجته التي غطّاها الركام، لم يكن في المكان سوى رائحة الموت التي تفوح في المكان، وكتاب سحره الذي مزّقه الإنفجار.. كلوديا إحترقت وأٌحرقت معها قلوب من عرف تلك السيدة المميزة بعملها، المهندسة الخلوقة التي تفانت في عملها حتّى الرمق الأخير، وآخر المشوار كان ضمن طاقم في شركة لتحديث قطاع الكهرباء في لبنان.

حمل هنري زوجته كالوليد مغمضاً عينيه حيث إنتهت الحكاية...

* المصدر: beirut607.org

تعليقات: