تركيا:جدل حول ترحيل لاجئين سوريين بسبب قضية الموز


لا تزال "قضية الموز" تتفاعل في تركيا، وذلك بعد إعلان وزارة الداخلية التركية عن اعتقال سوريين واعتزامها ترحيلهم إلى خارج البلاد، بعد نشرهم مقاطع مصورة وصفت ب"الاستفزازية" على منصات التواصل الاجتماعي، ضمن ما بات يُعرف بـ"قضية الموز".

وحسب وسائل إعلام تركية، ارتفع عدد المعتقلين السوريين على خلفية "قضية الموز" إلى 11 شخصاً، بعد تأكيد الداخلية التركية الأربعاء، اعتقال 7 سوريين. وأكدت صحيفة "حريات" التركية أن الشرطة تلاحق كذلك 11 سورياً، بتهم "التحريض على الكراهية".

وفي آخر المواقف المسجلة، هاجم حزب "الشعوب الجمهوري" المعارض قرار الترحيل، ووصفه ب"العنصري"، مضيفاً في بيان أنه "لا يمكن لذريعة فيديو أكل الموز أن تكون كافية لدفع اللاجئين إلى الموت".

ودعا البيان إدارة الهجرة إلى وضع حد فوري لهذا الترحيل غير القانوني. وقال: "من الواضح أن هذا الفعل يشكل جريمة، وسنعمل مع المدافعين عن حقوق الإنسان والمنظمات القانونية ضد هذه الممارسة التي تتجاهل الحق في الحياة"

وأضاف "الشعوب الجمهوري" أنه منذ الأحداث الأخيرة في أنقرة ، "بدأ موقف الدولة تجاه المهاجرين يتشدد بشكل كبير، حيث ترتكب السلطات جرائم باحتجاز المهاجرين دون سبب، وحبسهم في مراكز الإبعاد وإخضاعهم لممارسات ترقى إلى التعذيب، وهذه الممارسات تتجاهل الاتفاقيات الدولية وحقوق الإنسان، وتلغي بشكل تعسفي الحقوق القانونية للمهاجرين".

وفي السياق ذاته، انتقد أتراك قرار الترحيل، وغرد الصحافي التركي والي ساشيليك قائلاً: "من الواضح أن إدارة الهجرة ترتكب جريمة، لا يمكنك أن تسيء معاملة أي شخص، ولا يمكنك إعادة أي شخص إلى بلد تشتد فيه الحرب".

ويقول مدير تجمع المحامين السوريين في تركيا المحامي غزوان قرنفل إنه بالرغم من أن بعض الصور والفيديوهات كانت مسيئة لبعض الرموز التي تكتسي قداسة في الضمير الجمعي التركي كالعلم والعملة الوطنية واللغة، وتستوجب المساءلة وفق القانون، "لكن تصعيد الإجراء للترحيل يتضمن مبالغة في الرد، ذلك لأن القانون أداة للإصلاح لا للانتقام".

ويضيف ل"المدن"، أن السوريين الذين انخرطوا ب"ترند الموز" "كانوا يروحون عن غضب مكتوم من حملات متواصلة لسياسيين وقادة رأي تجيّش المجتمع التركي عليهم، وأرادوا تنفيس كل ذلك بحملة ساخرة".

ويُفسر قرنفل "المبالغة" في رد الفعل الحكومي، إلى الحسابات الانتخابية التركية، التي يريد الجميع توظيف ملف اللجوء السوري فيها.

وتسبب مقطع مصور لمقابلة مع مواطن تركي قال فيه إن اللاجئين السوريين يأكلون الموز بينما لا يستطيع هو شراؤه بسبب ظروفه الاقتصادية الصعبة، بموجة سخرية تطورت إلى احتقان.

تعليقات: