عدنان سمور: بين نهضة شعبين في اليمن والعراق

المهندس عدنان سمور
المهندس عدنان سمور


لا شك أن إجراء دراسة مقارنة بين تجربتي نهوض عربي في منطقتنا الأولى في العراق والثانية في اليمن ، سيتضح ويظهر جليا سبب الإخفاقات المتتالية في العراق والناتجة عن التدخل الأميركي الغربي المباشر في صياغة مشروع نهوض غريب عن تاريخ ومكونات المجتمع العراقي وغريب ومتنكر للأصالة ولتحديد الأعداء والأصدقاء بدقة ومسؤلية وإنصاف، الأمر الذي اعاق مشروع النهوض ونشر التباين والخلافات الداخلية في العراق وبقي العراق ضعيفا اقتصاديا وعسكريا وخدماتيا وممزق سياسيا رغم ثروته التي لا تعد ولا تحصى ،بينما في اليمن فإن تجربة التحرر والنهوض هي ابنة بيئتها بالكامل لأنه في اليمن حصل الفصل الجغرافي بين الأعداء والحلفاء بالكامل ومنذ البداية وصدر قرار مركزي التزمت به القاعدة بمعظمها ان مستقبل اليمن لا يشارك في صناعته الا ابناء اليمن الحفاة، الفقراء، المستضعفون، المخلصون، الصادقون، المضحون ، وهكذا تقدم مشروع النهضة اليمنية بخطى ثابتة وبأمل كبير بالمستقبل وبعثرات لا تكاد تذكر فصار له حضوره السياسي الفاعل والمؤثر وصار يتمتع بترسانة عسكرية يحسب لها الحساب وبخبرات محلية وفيه روح تعاون بين ابنائه قل نظيرها في العالم واقتصاده رغم ضعفه متماسك ومتوازن ويحتاج الى فترة امن ليرتقي ويتقدم .

وهكذا على شعوب منطقتنا ان تنظر نظرة اعتبار واقتباس وتأثر ايجابي الى تجربة النهوض اليمنية التي تشبه الى حد بعيد تجربة النهوض الإسلامية الأولى على يد الرسول الخاتم واهل بيته وصحبه المخلصين وتشبه أيضا تجربة الثورة الإسلامية في الجمهورية الإسلامية المظفرة والحامية والمؤسسة لمشروع النهضة في المنطقة.

وسيأتي يوم وبجهود احرار منطقتنا نرى فيه فلسطين محررة وعزيزة ومنتصرة وإن غدا لناظره قريب.

عدنان إبراهيم سمور.

باحث عن الحقيقة.

21/10/2021

تعليقات: