إزالة صُور رئيس القوات في طرابلس..السنّة ليسوا بندقية جعجع


رُفعت صورة جعجع في طرابلس لمدة ساعة قبل إزالتها

لم تصمد صورة رئيس حزب "القوات اللبنانية"، سمير جعجع، مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، أكثر من ساعة في شوارع مدينة طرابلس لتتمّ إزالتها بعد وقت قصير من تعليقها، أمس الثلاثاء، في محلّة باب الرمل إحدى المناطق الشعبية في المدينة.

وأثارت الصورة بلبلة في الشارع الطرابلسي الذي عبّر قسمٌ منه عن رفضه تعليق صورة الشخص المتّهم بقتل الرئيس الراحل رشيد كرامي العام 1987، والذي كان أحد أبرز رؤساء حكومات لبنان، ولو كان هناك تماهٍ في الوقت الحالي في السياسة مع "القوات"، لا سيما في مواجهة "حزب الله".

كان ملفتاً أنّ هناك من ذهب إلى تحميل الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصرالله، المسؤولية عن دفع بعض الشارع الطرابلسي إلى الالتفاف حول جعجع، وذلك نتيجة الخطاب الأخير لنصرالله الذي حذّر فيه رئيس "القوات" من أنّ "حزب الله" يمتلك في هيكليته العسكرية 100 ألف مقاتل، وهو ما أثار، الى حد بعيد، مشاعر البعض وجعله ينظر إلى جعجع بأنّه "المخلّص" من هيمنة "حزب الله".

ورغم أنّ ردود الأفعال الأوّلية أخذت في الظاهر طابع الرفض "انتصاراً لقضية الرئيس الشهيد رشيد كرامي"، إلا أنّ هناك من قرأ مؤشرات ودلالات أخرى أبعد من مسألة اتهام جعجع بجريمة اغتيال كرامي.

ويرى هؤلاء، أنّ عبارة "إذا عنده 100 ألف مقاتل، نحن 100 من أهل السنّة قدّن كلّن"، التي تضمنّتها الصورة، دفعت السنّة إلى موقع "بندقية للإيجار" في معارك جعجع السياسية، أو أنّهم طائفة "غبّ الطلب" لخدمة مشاريع الآخرين، وهذا ما لا يمكن أن يقبل به الرأي العام الطرابلسي على اختلاف توجّهاته السياسية.

ومن جهة أخرى، لا ينفي هؤلاء وجود صراع انتخابي داخل البيت الطرابلسي الواحد، لا سيما أنّ تعليق الصورة أتى بعد زيارة قام بها الوزير السابق، أشرف ريفي، إلى معراب، في حين يسعى ريفي إلى خلق حالة شعبية خاصة به، في طرابلس، متمايزة عن باقي القيادات السنية التي يعتقد ريفي أنّها قدّمت التنازلات وعقدت التسويات مع "حزب الله" فيما قرّر هو خوض المواجهة معه.

من هنا، يمكن القول إنّ الرفض الطرابلسي لجعجع، ولو من بوابة قضية الرئيس رشيد كرامي، فهو يدلّ على أنّ عملية تسجيل النقاط الانتخابية بين مكوّنات المدينة قد بدأت، بانتظار أن تتبلور صورة التحالفات النهائية في الاستحقاق الانتخابي المنظر.

تعليقات: