وقوع طائرتَي سيسنا في أقلّ من سنة… قراءة خبيرين

من عمليات البحث في البحر بمنطقة حالات بعد سقوط الطائرة المدنية (حسام شبارو).
من عمليات البحث في البحر بمنطقة حالات بعد سقوط الطائرة المدنية (حسام شبارو).


سقطت طائرة تدريب تابعة لنادي الطيران اللبنانيّ، من طراز "سيسنا 172"، في البحر مقابل معمل سانيتا في منطقة #حالات. وباشرت فرق الجيش و#الدفاع المدنيّ عمليّة الإنقاذ والبحث عن راكبين كانا على متنها، القائد وإحدى المتدربات.

حادثة #سقوط طائرة حالات اليوم، قد تشبه في الشكل سقوط طائرة غوسطا في تموز الماضي، التي كانت طائرة تدريب أيضاً وتحمل على متنها شابّاً وشابّة قضيا في المأساة.

تكرار الحادثة يطرح أسئلة كثيرة عن الأسباب والاحتمالات التي يمكن أن تسبّب سقوط هذا النوع من الطائرات، خصوصاً وأنّ الفاصل الزمنيّ في ما بينها لا يتعدّى الأشهر، وخلال أقلّ من سنة.

يؤكّد رئيس جمعية الطيّارين الخاصّين في لبنان، الكابتن مازن سمّاك، في حديث لـ"النهار"، أنّ "ما هو مستغرَب أنّ عمر الطيران في لبنان يفوق الأربعين عاماً، ولم نشهد حوادث مماثلة بهذه الوتيرة باستثناء هذا العام، حيث توالى هذان الحادثان، فاحتمال الحوادث وارد بشكل عام".

وعن تكرار الحوادث بنوع الطائرة نفسه، يورد سمّاك أنّ "الأمر لا يعني أنّ هذه الطائرات ليست جيّدة، لا بل جميع مدارس الطيران في العالم تعتمد هذه الطائرات كخيار أوّل، وشركة "سيسنا" هي أهمّ صانعة طائرات تدريب ورحلات جويّة سياحيّة، وهي مرغوبة لأنّها تحقّق هذه الأغراض، حيث تكون أجنحتها عالية للسماح بالرؤية من السماء". لذلك، هي طائرات متينة جدّاً، وسمعتها تاريخيّاً مرموقة، ونسبة الحوادث فيها قليلة جدّاً، لكن للأسف الحوادث تحصل، بحسب الكابتن.

وعن ترجيحات أسباب وقوع هكذا طائرات، يلفت سمّاك إلى أنّ "جميع الاحتمالات واردة"، مؤكّداً أنّ "سبب عدم خبرة الكابتن المدرِّب غير وارد بتاتاً، لأنّ الكابتن علي الحاج يُعتبر مرجعيّة في الطيران في لبنان، وهو من أهمّ الأساتذة، ولديه أكثر من 3 آلاف ساعة طيران، ويتمتّع بخبرة عالية، وهو شخصيّة متّزنة ورزينة".

في السياق، أوضحت رئيسة مركز الشرق الأوسط لبحوث الطيران، نادين عيتاني، في حديث لـ"النهار"، أنّ أسباب حوادث الطيران مختلفة، وهناك عوامل لها علاقة بالعنصر البشريّ، وأخرى فنيّة تقنيّة، وأسباب لها علاقة بالمهابط والمطارات، وبعضها يعود إلى سوء الأحوال الجويّة وإلى صعوبة التواصل مع برج المراقبة.

أمّا عن الرحلات التدريبيّة، فأسباب حوادثها تكاد تنحصر في أغلبها بالعنصر البشريّ، وفق عيتاني. فأكثر من 80% من حوادث التدريب ناجمة عن أخطاء بشريّة، وتثبت الدراسات في أيّ مرحلة من الرحلة تحصل هذه الحوادث، ويظهر أنّ النسبة الأكبر من حوادث التدريب تحصل في مرحلة الهبوط، يليها الإقلاع، وهناك بعض الحوادث تحصل خلال الالتفاف، أو عندما يكون التلميذ الطيّار في رحلة وحده.

وقد تكون الأسباب أيضاً سوء إدارة الفيول، وفقدان السيطرة على الطائرة وزاوية الالتفاف، والمحافظة على الارتفاع، والسرعة، لأنّ في النهاية، هذه الرحلات هي تدريبيّة، ويكون التلميذ فيها خاضعاً للتدريب مع مدربٍ مجاز، وفي عديد من الأحيان، على التلميذ أن يقوم برحلة وحده، بحسب عيتاني.

في هذا الإطار، أكثر من 60% من الرحلات التدريبيّة يكون فيها التلميذ في رحلة فرديّة دون مدرّب الطيران، وفق عيتاني. وفِي المبدأ، تخضع الرحلات التدريبية لرقابة مشدَّدة لناحية الإجراءات التي على المدرب اتّخاذها وكذلك التلميذ.

وفي الرحلات التدريبيّة، من المحتمل أن يعود السبب إلى المهابط أو إلى عوامل الطقس قليلة جداً، لأنّ الرحلة تُلغى إذا كانت الأحوال الجويّة غير ملائمة، والتلميذ يحلّق في مناطق يألفها.

وتلفت عيتاني إلى أنّه يجب التنبّه إلى شفافية التحقيقات في ما يتعلّق بحوادث الطيران، فتقارير التحقيقات تكون مُعلنة بحسب المعايير العالميّة للطيران، لكي يطّلع عليها كلّ من له علاقة بالطيران الجوّي، ومنهم التلاميذ والطيارون.

والهدف من علنيّة التحقيقات تعزيز السلامة وتعقّب المسؤولية وتفادي حصول حوادث مستقبليّة. وتختلف قدرة البلد على التحقيق في حوادث الطيران ورفع النتائج، لأنّ ذلك يحتاج إلى محقّقين دوليين ومرخّصين.

سقوط الطائرة صباح اليوم

ومنض الصباج، باشرت فرق الجيش والدفاع المدني عملية الإنقاذ والبحث عن راكبين كانا على متن طائرة تدريب تابعة لنادي الطيران اللبناني من طراز "سيسنا 172" سقطت البحر مقابل معمل سانيتا في حالات.

وبعد تفقّده موقع سقوط الطائرة في البحر، أكّد وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي أنّه "يتابع الحادثة وأعطى توجيهاته للدفاع المدني لتكثيف عمليات البحث والإنقاذ في الموقع بحثاً عن الشابين".

كما أجرى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي اتّصالاً بقيادة الجيش وطلب إرسال طوافة للمساعدة في عملية البحث عن الطائرة التي سقطت، والعمل على البحث عن شابين كانا على متنها كما طلب استنفار القوات البحرية في مهمة البحث والإنقاذ.

إلى ذلك، شاركت طوافة تابعة لسلاح الجوّ في عمليات البحث عن الشابين اللذين كانا على متن الطائرة إلى حانب فرق الإنقاذ البحري التابعة للدفاع المدني.

تعليقات: