معملا دير عمار والزهراني خارج الخدمة.. ماذا عن الكهرباء؟

وحده توفير المال لمؤسسة كهرباء لبنان لاستيراد الفيول قد يغير واقع الإنتاج (علي علوش)
وحده توفير المال لمؤسسة كهرباء لبنان لاستيراد الفيول قد يغير واقع الإنتاج (علي علوش)


بعد توقف معمل دير عمار أمس الجمعة 8 تشرين الأول عن العمل بسبب نفاد مادة الفيول من خزاناته، أطفأ معمل الزهراني محركاته ظهر اليوم السبت، لتدخل بذلك الغالبية الساحقة من مناطق لبنان في عتمة شبه تامة.

ووفق المعلومات تكون عملية إنتاج الطاقة في المرحلة الراهنة محصورة بمعمل الذوق الذي تدنت قدرته الإنتاجية من 350 ميغاواط إلى نحو 200 ميغاواط. وهذا لا يمكن أن يجنب المناطق خطر العتمة، وإضافة إلى معمل الذوق يقوم معمل الجية بالإنتاج، لكن بقدرة تقل عن طاقته القصوى.

ووفق مصدر في مؤسسة كهرباء لبنان يعتبر معملا دير عمار والزهراني العمود الفقري لإنتاج الكهرباء في لبنان، ومن المتوقع أن يصل فيول المرحلة الثانية من اتفاقية التبادل العراقية بعد منتصف شهر تشرين الأول الحالي. وعليه من غير المتوقع أن يرتفع إنتاج الكهرباء قبل النصف الثاني من الشهر الحالي. ويوضح المصدر أن الاعتماد حالياً على معملي الذوق والجية فقط، إضافة إلى مصادر إنتاج أخرى متواضعة.


الذوق والجية

أما الاعتماد في إنتاج الطاقة وتغذية المناطق حالياً بالكهرباء على معملي الذوق والجية فقط، فلن يُحدث تقدماً ملحوظاً في رفع القدرة الإنتاجية، حسب المصدر في حديثه إلى "المدن"، إنما قد يجنب المناطق العتمة التامة. فالمعملان المذكوران أًفرغت في خزاناتهما خلال الأسبوع الفائت شحنة محملة بمادة الفيول أويل (Grade B)، وهي من الشحنة الثانية للمرحلة الأولى من اتفاقية التبادل العراقية.

لكن إنتاج الكهرباء في الأيام المقبلة عبر معملي المحركات العكسية في الذوق والجية، لن يؤمن أكثر من نحو 200 ميغاواط من الذوق ونحو 80 ميغاواط من معمل الجية بالحد الأقصى. وهي وإن أضيفت إلى كميات إنتاج من مصادر أخرى، حسبما يؤكد المصدر، فلن تتمكن من تأمين التغذية الكهربائية لأكثر من ساعات قليلة يومياً، ما يعني ان العتمة شبه التامة باتت واقعاً في المرحلة الراهنة.


بين ساعتين و4 ساعات

أما المقصود بالعتمة شبه التامة فهو أن تقوم شركة كهرباء لبنان بتغذية المناطق اللبنانية بما لا يزيد عن 4 ساعات يومياً، فيما عدد كبير من المناطق لن ينالها أكثر من ساعتي تغذية يومياً. هذا بالنسبة إلى توجه الشركة. غير أن الواقع مغاير. فالتغذية الكهربائية في الكثير من المناطق ومن بينها بيروت الإدارية، لم تكن تتجاوز، في المرحلة الماضية، أكثر من ساعتينن إلى 3 ساعات يومياً. بمعنى أن خفض الإنتاج حالياً ومعه خفض التغذية إلى نحو ساعتين و4 ساعات، كما تشير الشركة، قد لا يغير شيئاً بالنسبة إلى العديد من المناطق اللبنانية. أما المناطق التي كانت تحصل على تغذية كهربائية تفوق الـ4 ساعات يومياً، فإن خفض الإنتاج حالياً ينعكس عليها خفضاً في التغذية.


أزمة إنتاج الطاقة

الجدير بالذكر ان لبنان يسعى حالياً إلى اعتماد آلية استجرار الكهرباء من الأردن، بموازاة العمل على إتمام عملية استجرار الغاز من مصر. إلا أن الخيار الأردني يبقى الأقرب زمناً للتنفيذ. فبحسب ما أعلنت وزيرة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية هالة زواتي مؤخراً، فإنه من المتوقع أن يتم استجرار الكهرباء الأرنية إلى لبنان بحلول نهاية العام الجاري. وذلك بناء على بحثها "الجدول الزمني لإعادة تشغيل خط الربط الكهربائي بين الأردن وسوريا، لتوصيل الكهرباء لبنان".

وإلى ذلك الحين يستمر لبنان في اعتماده على الفيول العراقي، وفق ما تنص عليه الإتفاقية بين البلدين. إلا في حال تم توفير المال لمؤسسة كهرباء لبنان وفتح اعتمادات لها لاستيراد الفيول، ومد معامل الإنتاج من مصادر أخرى. وهذا فقط قد يغير واقع الإنتاج.

تعليقات: