«هالسّيارة مش عم تمشي»: جبيل تحيي النقل المشترك «ByBus»


لطالما حلم اللبنانيون بمشروع نقل مشترك، ينقذهم من ساعات «السفر» التي يمضونها داخل سياراتهم للتنقّل بين المناطق اللبنانية، نتيجة ازدحام السير والخلل في الطرقات.

غير أن جبيل لم تنتظر الدولة. فبمسعى من النائب زياد حواط وفاعليات قضاء جبيل، انطلق مشروع النقل المشترك: «ByBus»، على مستوى القضاء، للتخفيف من أعباء تكاليف التنقل عن كاهل الجبيْليّين خصوصاً، واللّبنانيين عموماً، في ظل الأزمة الاقتصادية الحادّة وارتفاع أسعار المحروقات.

وبدءاً من اليوم الاثنين، انطلقت المرحلة التجريبيّة للمشروع الذي بدأ العمل على تنفيذه منذ عام 2019. إنما الظروف العامة والاقتصادية التي استجدّت في العامين الماضيين، حالت دون إطلاقه في وقت سابق.

وستمتدّ المرحلة التجريبية لأسبوعين: الأسبوع الأول سيكون تجريبياً لفريق العمل، بينما الأسبوع الثاني سيُتيح لكل المواطنين فرصة الاستفادة من خدمات النّقل التي يوفّرها مجاناً.

ويتضمّن المشروع خطة تنظيمية واضحة لمسارات الباصات ومواعيد عملها. وضمن المرحلة الأولى، ستعمل ثمانية باصات حديثة ومكيّفة ومجهّزة بإنترنت وكاميرات مراقبة، على ثمانية خطوط محدّدة. وستتوقّف عند خمس وخمسين محطّة مخصّصة لها، موزّعة على قرى وبلدات قضاء جبيل، وفق جدول زمني معيّن. وستتبع المرحلة الأولى مراحل لاحقة أكثر توسعاً في الخطوط.


وتمرّ الخطوط المحددة في البلدات التالية:

الخط الأوّل: من قرطبا إلى نهر ابراهيم، على أن يصل لاحقاً إلى المجدل والبلدات المحيطة.

الخط الثاني: إهمج - عنّايا - جبيل، على أن يشمل لاحقاً العاقورة.

الخط الثالث: بنتاعل - إدة - جبيل، على أن يمتدّ لاحقاً إلى بشتليدا وفدار.

الخط الرابع: جاج - لحفد - حاقل - عمشيت - جبيل.

الخط الخامس: ترتج - ميفوق - بجّة - غلبون - عمشيت – جبيل.

الخط السادس: معاد - جدّايل - جبيل، على أن يمتدّ لاحقاً إلى عين كفاع، شموت والبربارة.

الخط السابع: هو خطّ داخليّ في مدينة جبيل وضواحيها، يجول وفقه الباص بين جبيل، مستيتا، بلاط وحبوب، من دون التوقف عند محطات محدّدة.

الخط الثامن: من جبيل وصولاً إلى بيروت، وتحديداً إلى وسط العاصمة، قرب مبنى جريدة النهار، على أن يتوقّف الباص عند نقاط محدّدة على الأوتوستراد.

كما سيُضاف في المراحل المقبلة خطّان: الأول ينطلق من مشمش، ليمرّ بعنّايا وصولاً إلى جبيل، والثاني من الحصون، فرحت، زبدين حتى جبيل.

من جهته، شدّد النائب الحواط، على أن المشروع ليس مشروعاً انتخابياً، داعياً إلى عدم تسييسه، فهو ليس لفريق سياسي معيّن أو شخصية معيّنة، إنما لكل اللبنانيين.

وأكد الحواط أن المشروع يُنفَّذ بإمكانات متواضعة، مشيراً لـ«الأخبار» إلى أن شركة خاصة يديرها يوسف القصيفي، وهو مدير المشروع، ساهمت في تأمين التمويل، مشدداً على العمل مستقبلاً على تطويره وتوسيعه.

أما بالنسبة إلى طريقة الدفع للتنقل عبر هذه الباصات، فأوضح القصيفي أن العمليّة تتم من خلال بطاقات مسبقة الدفع، حُدد المبلغ في كل منها إما بـ50 أو 150 أو 300 ألف ليرة، معلناً أنه يمكن شراء هذه البطاقات من دكاكين قرب المحطات المخصّصة لوقوف الباصات، داخل قرى وبلدات القضاء، أو من المحطة الرئيسة قرب بلديّة جبيل، أو مباشرةً من سائقي الباصات التابعة للمشروع. كما يمكن لمن تبقّى في بطاقته مبلغ من المال، أن يطلب نقل المبلغ إلى البطاقة الجديدة التي قد يشتريها.

كما كشف القصيفي عن إطلاق بطاقة ذكية شهرية، في رصيدها مبلغ 800 ألف ليرة، يمكن لصاحبها تجديدها شهرياً، وتخوّله استعمال الباص متى شاء.

وأعلن القصيفي لـ«الأخبار» أيضاً، أن تعرفة النقل ستراوح بين 10 آلاف و20 ألف ليرة للاتجاه الواحد، وذلك يشمل أيضاً الخطّ المتّجه من جبيل إلى بيروت.

أما عمّا إذا كانت مواعيد الرحلات تأخذ في الاعتبار توجّه التلاميذ إلى المدارس، فلفت القصّيفي إلى أنه من بين المواعيد المحددة، هناك توقيت لوصول الباصات من القرى والبلدات في القضاء إلى مدينة جبيل، عند السادسة والنصف صباحاً، إضافةً إلى توقيت آخر محدد عند الثالثة من بعد الظهر، تنطلق وفقه الباصات باتجاه معاكس، أي من جبيل إلى القرى والبلدات.

يشار إلى أن الموعد الصباحي الأول، حُدد أيضاً بناءً على حاجة البعض إلى الانطلاق من مدينة جبيل باتجاه بيروت، عند السادسة والنصف صباحاً، للوصول إلى أعمالهم في العاصمة. وفي هذا الإطار، أوضح القصّيفي أن الموعد الأخير المحدد لوصول الباصات إلى جبيل هو عند السادسة والنصف مساءً، معتبراً أن هذا التوقيت يسهّل على الموظفين، الذين يغادرون أماكن عملهم في بيروت عند الخامسة عصراً، العودة إلى جبيل.

وتسهيلاً للوصول إلى المعلومات المتعلّقة بمسارات الباصات وغيرها من التفاصيل، سيُطلَق، خلال أسبوعين، تطبيق هاتفي خاص بالمشروع.

بُشرى انطلاق «ByBus» أعادت بعض الأمل للجبيْليّين. فقد رأى عدد من سكان القضاء، أن إيجابيات هذا المشروع لا تقتصر على ما يوفّره من خفض في تكاليف النقل فحسب، بل كونه يساعد في تعارف أبناء القضاء والتقائهم عبر الخطوط التي يقصدونها يومياً. كما اعتبروا أن البرمجة المعتمدة للرحلات تحفّز المواطن على تنظيم برنامج يومه، بما يتناسب مع مواعيد الرحلات.

تعليقات: