أنظمة الطاقة الشمسية تنشط.. ماذا عن مشكلاتها وعملها في الشتاء؟

ألواح الطاقة الشمسية في بيروت (تصوير حسن عسل)
ألواح الطاقة الشمسية في بيروت (تصوير حسن عسل)


وسط #أزمة المحروقات وال#كهرباء التي تتواصل منذ أشهر، من المعلوم أنّ الناس تقاطروا لشراء البدائل الكفيلة بتأمين إنارة منازلهم ومؤسّساتهم بأساليب مختلفة. لكن خيار أنظمة الطاقة الشمسيّة تصدّر خيارات المواطنين، وإن كانت تكلفة هذه الأنظمة أعلى.

"النهار" التي ألقت الضوء سابقاً على توجّه النّاس إلى تجهيز منازلهم بهذه الأنظمة، ونتابع في هذا التحقيق الاطلاع على تجارب أشخاصٍ استخدموه، لنسأل عن مشكلاتها وفاعليتها في فصل الشتاء، ونحن على أبوابه.

تروي نايلة لـ "النهار" تجربتها مع نظام الطاقة الشمسيّة، فتقول بحماس: "الفرق من الأرض حتى السماء. وكما وعدتنا الشركة التي تعاملنا معها بأنّ حياتي ستتغيّر لدى وضعي هذا النظام، تغيّرت حياتي فعلاً، وأصبحت أعيش في الجنة على الأرض؛ فكلّ الضغط والتوتر، الذي كنت أعيشه بسبب انقطاع التيار الكهربائي وتعديل حياتنا بتفاصيلها اليومية على مواقيت كهرباء المولّد، تغيّر إلى غير رجعة".

وضعت السيدة هذا النظام في منزلها، منذ أسبوع، بعد شعورها بالضغط الكبير بسبب انقطاع التيار الكهربائي؛ فهي تسكن في فرنسا معظم الوقت، وتنصح كلّ شخص بأن يعتمد هذا النظام في منزله، "لكن للأسف، ليس كل الناس قادرين على اعتماده لتكلفته".

وواجهت نايلة صعوبة في وضع ال#بطاريات على سطح المبنى حيث تسكن لأن السطح مساحة مشتركة، فأعدّت غرفة في منزلها لوضع هذه البطاريات من دون أن تستغني عن المولّد. وتشير إلى أنّ لديها كهرباء بشكلٍ متواصل بفعل هذا النظام وكهرباء المولد. وفي الوقت الذي تغيب كهرباء الدولة عن إمداد المواطنين بالتيار، تحيا المرأة على ضوء المولّد في الوقت الذي تخزّن فيه البطاريات الطاقةَ من الشمس، وتخزّن البطاريات بذلك الكهرباء من الشّمس ومن كهرباء الدولة.

تجربة أخرى يعيشها زهير مع نظام الطاقة الشمسية، مؤكّداً أنّها "أكثر راحة بالتأكيد لأنّها توفّر الكهرباء بشكلٍ متواصل طوال اليوم". الرجل الذي وضع هذا النظام منذ حوالَي 10 أيام، اختار نظام العشرين أمبير، واستغنى مبدئياً عن كهرباء المولّد. وفي حين يرى أنّه يجب الانتباه إلى الاستهلاك، يورد أنّ "امتلاك هذا النظام يُعتبر استثماراً جيّداً على المدى الطويل مقابل فاتورة الكهرباء التي سترتفع بعد رفع الدعم"، لافتاً إلى أنّه لم يكن يفكّر في اعتماد هذا النظام لولا أزمة المحروقات.


الطلب لا يزال كبيراً على #أنظمة الطاقة الشمسية

الطلب يزداد على أنظمة الطاقة الشمسيّة، والآن يتواصل الزبائن معنا لتركيب هذه الأنظمة فوراً، والمبيعات لم تتراجع، هذا ما تورده مديرة مؤسسة "Dawtec" لأنظمة الطاقة الشمسية، ساندرا ضو. وتوضح أنّ "هناك بعض المشكلات التي تتعلّق بمساحة سطح المبنى الذي لا يساعد أحياناً، لكن شطارة الشركة هي بتصميم النظام وتركيب المرايا بشكل يُمكّنها من التخزين أكبر كميّة في الشتاء، ويسمح بإدارة سليمة للاستهلاك من الزبون في هذا الفصل، وعلى الشركة أن توضح للزبون ما الذي ينتظره".


كيف يضمن الزبون شراء النوعية الجيدة من ال#ألواح والبطاريات؟

تقول ضو إنّ نوعية المرايا الرديئة لن تنتج المطلوب خلال فصل الشتاء، والزبون سيواجه مشكلة. وتنصح بـ"أن يبحث عن الشركة الجديرة التي تعمل منذ وقت طويل في هذا المجال، وألا يتورّط مع الشركات المستجدّة التي لا خبرة لديها. فالسوق يعاني الإغراق بالأنظمة، حيث الجيد والرديء وغير المعروف. ومرجعيّة الزبون يجب أن تكون وزارة الطاقة، وجميع شركات الطاقة الشمسية المعروفة والعريقة لديها ملف في وزارة الطاقة، وهذا بمثابة كفالة بأنّ الشركة معتمَدة من وزارة الطاقة".

في السياق نفسه، يفيد مدير المبيعات في شركة Asaco لأنظمة الطاقة الشمسية، رامي أبي سعيد، بأنّهم ما كانوا يتوقّعون "بيع بطاريات الليتيوم الباهظة بالحجم الذي بعناه، و كان إقبال الناس وقدرتهم على تسديد ثمن أنظمة الطاقة الشمسية، غير متوقَّعة، وفعلاً لا يمكن فهم سلوك الاستهلاك لدى الشعب اللبناني؛ فالأمر يدعو للاستغراب".

ومن حيث المشكلات التي قد تواجه هذه الأنظمة، يُفيد أبي سعيد بألّا مشكلات تقنيّة في هذا الإطار، إنّما المشكلة مع ثقافة الناس وتوقّعاتهم العالية من هذه الأنظمة. أحياناً، يظن الناس أنّهم من خلال وضعهم هذه الأنظمة سيحظون بشركة كهرباء في المنزل، خصوصاً مَن يدفع بالدولار الـ fresh؛ فهو يعتقد بأنّه مقابل هذا المال سيحظى بما يُغنيه عن كهرباء الدولة والمولّد. لذا، "علينا توعية الزبائن على ما سيحصلون عليه من هذه الأنظمة، وعلى عدم الإسراف في استهلاك هذه الطاقة المخزَّنة، كيلا يتوقّف النظام عن العمل".


ما هي مشكلات هذه الأنظمة، وما الذي يجب معرفته عن عملها خلال الشتاء؟

يشرح الباحث في مجال الطاقة في معهد عصام فارس في الجامعة الأميركية في بيروت، المهندس مارك أيوب، لـ "النهار"، أنّ المشكلة - من ناحية التركيب - تتمثّل بتأمين مساحة مناسبة، وبضرورة وجود هذه الألواح في مكان تصل إليه الشمس.

ومن الناحية التقنيّة والعمليّة، أولى المشكلات التي قد تواجه مستخدمي هذا الأنظمة هي نوعيّة المعدّات والتجهيزات المستخدَمة من ألواح ومحوِّلات وبطاريات، فهي تعمل جميعها في نظام واحد، ويكفي أن تكون واحدة من هذه المعدّات غير ملائمة لتؤثّر سلباً على عمل النظام كلّه.

ويكمل أيوب عن جودة المعدات التي يجب أن تكون ذات جودة وكفاءة عالية، وأن تكون مكفولة وذات نوعية معروفة. أمّا بالنسبة إلى البطاريات، فمن المهمّ معرفة مدى ملاءمتها للمحوِّل. فمثلاً: ست ساعات تخزين تحتاج إلى ثماني بطّاريات لا أربع. لذلك، عدد البطاريات مع جودة المعدّات يجب أن يكون مدروساً ليؤمّن ست ساعات من الكهرباء المتواصلة.

وهناك نقطة مهمّة، وهي ضرورة معرفة كيفية استخدام هذه الأنظمة لناحية الاستهلاك، وإدارته، تفادياً لتقصير عمر البطاريات وتلف النظام.

أمّا لناحية عمل هذه الأنظمة في الشتاء، فيوضح أيوب أنّ ماء الشتاء لا يؤثر بتاتاً على عمل النظام.

وفي لبنان حوالَي 60 إلى 65 يوماً في السنة، تشهد عواصف وضباب، لكن تتخلّلها الشمسُ أحياناً، ما يؤدّي إلى بعض الصعوبات بسبب عجز نظام الطاقة الشمسية عن الحصول على طاقة كافية من الشمس للتخزين في البطاريات. وكذلك، يستغرق تخزينها وقتاً أطول، بالرغم من أن النظام يستطيع أن يخزّن الطاقة طالما هناك ضوء من الشمس يسطع، وإن لم يكن بالقوّة المعتادة.

هل يُمكن الاستعاضة عن المولّد بنظام الطاقة الشمسية؟ "كلا" يجيب أيوب، "إلّا إذا كان للشخص منزل جبليّ، ويحتوي على مساحة خارجيّة واسعة، يُمكنه بذلك الاستعاضة كليّاً عن المولد، لأنّه سيتمكّن من التخزين بشكل أكبر". أمّا الاستخدام الرائج حالياً في المباني في المدن، فهو لتأمين كهرباء في غياب المولد.




تعليقات: