مئة ألف كمبيوتر حديث لطلاب لبنان.. ذهبت للمدارس الكاثوليكية

ستوزع الكمبيوترات على طلاب المتوسط والثانوي لمواجهة الانتقال للتعليم من بعد (علي علّوش)
ستوزع الكمبيوترات على طلاب المتوسط والثانوي لمواجهة الانتقال للتعليم من بعد (علي علّوش)


في زيارته الأخيرة إلى لبنان أبلغ راعي أبرشية مار مارون في أستراليا المطران أنطوان طربيه من التقاهم عن مبادرة لتقديم 50 ألف جهاز كومبيوتر محمول لتوزّعيها مجاناً على الطلاب، لمواجهة تحديات التعليم من بعد. ووصلت هذه الأجهزة إلى لبنان في شهر آب المنصرم. علماً أن المطران طربيه وعد حينها بأن ثمة دفعة ثانية من هذه الأجهزة تصل لاحقاً، بمبادرة من جهات لبنانية وأجنبية في أستراليا. وبعد وصول الدفعة الأولى إلى لبنان باتت في عهدة الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في لبنان.

مدارس وكمبيوترات

المدارس الكاثوليكية اعتبرت أن هذه الهبة مقدمة لطلابها، بينما من زار المطران في بلدته تنورين للاستفسار عنها، أكدوا أنه أبلغهم أن الأجهزة لطلاب لبنان من دون تمييز. وهو أكد لهم أنه أحضر 50 ألف كمبيوتر لطلاب المدارس في لبنان، وتليها دفعة ثانية بنفس العدد تصل في الأسابيع المقبلة. حتى أن وفداً من أهالي البترون طالب بحصة قوامها 5 آلاف كمبيوتر، لتوزيعها على طلاب قضاء البترون، فوعدهم المطران خيراً. لكن لم يعرف أحد كيف باتت هذه الكمبيوترات في عهدة المدارس الكاثوليكية. وعندما استفسروا اين أصبحت هذه الأجهزة، ابلغوا أنها ستوزع على طلاب المدارس الكاثوليكية حصراً.

أحد أعضاء اللجان التي تعمل على إحصاء طلاب المدارس الكاثوليكية أكد لـ"المدن" أن هذه الأجهزة لطلاب مدراسهم، بينما أكد أحد الذين زاروا المطران أنها لكل الطلاب. لكن قبل ذلك، هل يحتاج طلاب المدارس الكاثوليكية إلى نحو مئة ألف كمبيوتر لمواجهة تحديات التعليم من بعد، والذي عانى منه معظم الطلاب اللبنانيين العام الفائت؟ وهل يحتاج طلاب تلك المدارس إلى تلك الدفعة الأولى (50 ألف جهاز) التي وصلت إلى لبنان الشهر الفائت؟

المدارس الكاثوليكية

يصل عدد طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية في كل لبنان إلى نحو 350 ألف طالب. أما عدد كل طلاب المدارس الكاثوليكية في المراحل كلها فكان السنة الفائتة نحو 150 ألف طالب، موزعين على نحو 350 مدرسة كاثوليكية. فيما لا يتجاوز عدد طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية في تلك المدارس 30 ألف طالب.

وبما أن هذه الكمبيوترات ستوزع على طلاب صفوف المتوسط والثانوي لمواجهة تحديات الانتقال إلى التعليم من بعد، في حال تفشي موجة جديدة من الوباء، فما حاجة طلاب تلك المدارس لنحو مئة ألف جهاز، تكفي كل طلاب لبنان في المرحلتين المتوسطة والثانوية؟ تسأل مصادر متابعة لهذا الملف؟ فأكثر من نصف طلاب لبنان كانت لديهم أجهزة كمبيوتر في العام الفائت. وهناك جزء كبير من طلاب هاتين المرحلتين ليسوا بحاجة لأي مساعدة مادية لشراء الأجهزة. فلماذا استحوذت المدارس الكاثوليكية على تلك الأجهزة لتوزيعها على طلابها، فيما هي تكفي طلاب لبنان جميعاً؟ تسأل المصادر، وتؤكد أن أكثر من نصف الكمية التي وصلت ستنتهي في إدارات المدارس الكاثوليكية لتوزع على المكاتب والأساتذة، ويحرم منها الطلاب المحتاجون فعلاً إليها.

ومن ناحيته أكد عضو في اللجان التي شكلتها المدارس الكاثوليكية أن الجمعية المسيحية التي أرسلت تلك الأجهزة على علم تام بقضية الفساد التي طالت آلاف الكومبيوترات التي أتت لطلاب المدارس الرسمية سابقاً، وقررت أن تخصص تلك الأجهزة المتطورة لطلاب المدارس الكاثوليكية، نافياً أن يكون المطران طربيه أكد لأي وفد أو لأي زائر أن الأجهزة لكل الطلاب في لبنان.

وشرح أن اللجان تعمل على هذا الملف كي لا تشوبه أي شبهة فساد يتفشى في لبنان. وأضاف أن اللجان تعمل على إحصاء عدد الطلاب في المدارس الكاثوليكية، ولن تنتهي هذه المرحلة قبل ثلاثة أسابيع لمعرفة العدد النهائي للمسجلين. وبعدها يصار إلى توزيعها على الطلاب المسلمين والمسيحيين في مرحلتي المتوسط والثانوي في تلك المدارس. وستخصص للطلاب المحتاجين حصراً. أي لن توزع على العائلات الميسورة. ولضمان عدم أي شائبة فساد وحصول العائلات الميسورة تقوم المراكز الإقليمية لجمعية كارتياس بوضع لوائح حول أوضاع أهالي الطلاب.

تعليقات: