«النهار» تقضم متأخرات موظفيها


لم يكن موظفو جريدة «النهار» في وسط بيروت، يتوقعون أن تكون خيبة أملهم كبيرة جراء قرار الادارة بدفع متأخراتهم بالعملة اللبنانية على سعر صرف 1500. فقد كان العاملون في الصحيفة اليومية التي أسسها الصحافي الراحل غسان تويني (1926/2012) عام 1933، ينتظرون دفع مستحقاتهم المكسورة عن 25 شهراً بعد تسوية مع الادارة لحفظ حقوقهم وعدم قضمها. وتعود متأخرات «النهار» لما قبل التظاهرات التي عاشتها البلاد في تشرين الأول (أكتوبر) عام 2019، وسببها المشكلة المادية التي عانت منها الصحيفة وأدت إلى عدم دفع الرواتب أشهراً طويلة. يومها، عانى الموظفون الأمرّين من الأزمة التي أدت إلى تقسيم رواتبهم إلى فتات. في هذا الإطار، قرّرت إدارة الجريدة التي تتمثل بالنائبة السابقة نايلة تويني، دفع المستحقات المتراكمة، ولكن على سعر صرف الدولار 1500، متناسية إرتفاع السعر الجنوني للدولار الذي تخطى الـ 20 ألفاً. هذا الأمر لم يعجب بعض الموظفين الذين رفضوا الحصول على تلك المتأخرات التي خسرت قيمتها بنحو 90 في المئة اليوم. ولفتت المصادر إلى أن «النهار» قررت إقفال ملف المتأخرات لتقديم جدول «نظيف» إلى «وزارة العمل» يبرِِّئها من الرواتب المكسورة. لكن هذه الخطوة لم تتمّ كما قرّرت الإدارة، بعد تعنّت مجموعة من الموظفين الذين رفضوا الحصول على تلك المبالغ، إلا بتسوية مع الإدارة تتمثّل في دفع جزء منها بالدولار أو على سعر الصرف. وتلفت المصادر إلى أن الموظفين أوضحوا لإدارة «النهار» أن تلك المتأخرات سبقت الإنهيار الاقتصادي الحاصل، وبأن قيمتها كانت كبيرة وقتها، بينما حالياً لا قيمة فعلية لها، لذلك يجب إيجاد تسوية بين الطرفين. وتوضح المعلومات أن مجموعة من الموظفين القدامى للجريدة رفضوا التسوية، معتبرين أن «النهار» تتقاضى تمويلاً بالدولار الاميركي من إحدى الدول الخليجية، بعد إفتتاح موقع «النهار العربي» قبل عام تقريباً.

تعليقات: