فشل تسوية الدعم بين الطاقة والمركزي.. وطوابير البنزين مستمرة

الخلاف بين وزارة الطاقة والمصرف المركزي مستمر، والبطاقة التمويلية مؤجلة (مصطفى جمال الدين)
الخلاف بين وزارة الطاقة والمصرف المركزي مستمر، والبطاقة التمويلية مؤجلة (مصطفى جمال الدين)


إذا كانت أزمة المازوت قد أرجأت بموافقة مصرف لبنان على فتح اعتمادات جديدة لشحنتي مازوت مدعوم وفق سعر صرف 3900 ليرة للدولار، فإن أزمة البنزين لا تزال على حالها، ومن المحتمل أن تتفاقم في الساعات المقبلة ما لم يصل مصرف لبنان ووزارة الطاقة إلى حل وسطي يقضي بفتح اعتمادات جديدة للبنزين.


تفاوض على السعر

أعطى مصرف لبنان الموافقة على فتح اعتمادات لإدخال شحنتي المازوت بهدف حل أزمة المستشفيات والأفران، يقول مصدر مطلع من مصرف لبنان. ومن المستبعد أن يستمر بفتح اعتمادات جديدة للمازوت في المرحلة المقبلة، باستثناء كميات محددة تسد حاجة الأفران والمستشفيات فقط. أما في ما خص البنزين، فيؤكد المصدر في حديثه إلى "المدن" أن مصرف لبنان لا يزال مصراً على وقف الدعم عن المحروقات، خصوصاً البنزين، وعلى فتح اعتمادات للاستيراد وفق سعر صرف السوق السوداء.

ووفق المعلومات فإن مصرف لبنان يقدم طروحات عدة لوزارة الطاقة، ويجري التفاوض بشأنها اليوم. وتدور جميعها حول وقف الدعم، لكن مع فتح اعتمادات وفق سعر صرف وسطي بين 3900 ليرة وسعر السوق السوداء. ومن المحتمل أن تتجه الحلول، حسب مصادر مصرف لبنان، إلى ربط عملية فتح اعتمادات للمحروقات بسعر صرف الدولار المعمول به في المنصة الإلكترونية والمتغير دائماً، شرط أن يتم العمل بها مؤقتاً كمرحلة ثانية من الدعم، تمهيداً لرفعه كلياً عن المحروقات مطلع أيلول، أي بعد أقل من أسبوعين.


البطاقة التمويلية

على الجانب الآخر من الازمة، تتمسك وزارة الطاقة برفض تسعير المحروقات وفق سعر صرف السوق السوداء، أي من دون دعم. وهي ترفض، وفق المصادر، الطروحات المقدمة اليوم حول اعتماد سعر صرف المنصة الإلكترونية لفتح اعتمادات للبنزين. وتبني أصرارها على كون قرار حكومة تصريف الأعمال يقتضي باستمرار الدعم إلى حين إطلاق البطاقة التمويلية، وهذا يستلزم قرابة أسبوعين.

وإصرار وزارة الطاقة على ربط تسعير المحروقات وفق سعر صرف السوق السوداء حسب توجه مصرف لبنان مع بدء العمل بالبطاقة التمويلية، قد لا يستغرق أسبوعين كما هو مقدّر، بل أكثر من ذلك. وخصوصاً في ظل غياب أي آلية لتمويل البطاقة حتى اللحظة، وغياب الأسس التي يجب أن يتم وفقها اختيار العائلات المستحقة للبطاقة.


طوابير البنزين مستمرة

وإلى حين توصل وزراة الطاقة ومصرف لبنان إلى حل وسطي لتمرير الأسابيع القليلة المقبلة، ريثما تتضح الصورة بشأن البطاقة التمويلية، أو آي آلية أخرى للدعم المباشر، يمكن الاستعاضة بها عن آلية الدعم القائمة حالياً من قبل مصرف لبنان، تبقى أزمة البنزين قائمة وطوابير السيارات ستطول أكثر، وفق ما يؤكد عضو نقابة أصحاب المحروقات جورج البراكس في حديثه إلى "المدن". لكن لا بد من التوصل إلى حلول وسطية مشتركة للتخفيف من حدة النقص إلى حين بلورة مصير البطاقة التمويلية.

أما على مستوى محطات المحروقات فمنها من تستمر بتسليم البنزين، في ظل إقبال كبير من المواطنين حسب مشاهد الطوابير الهائلة أمام المحطات، فيما ترفع عشرات المحطات خراطيمها لنفاد البنزين لديها على ما تدّعي.

وبحسب رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط جورج فياض فإن المحطات ستبقى مقفلة ما لم تتوفر مادة البنزين، عازياً أسباب إقفال العديد من المحطات لأسباب أمنية، داعياً وزارة الطاقة ومصرف لبنان إلى ضرورة التوصل لمرحلة وسطية تمهيداً لرفع الدعم كلياً وإطلاق البطاقة التمويلية.

الأزمة لا تزال قائمة وقد تتجه إلى مزيد من التازم إن على صعيد المازوت، الذي لن تكفي كمياته المستوردة أمس، لأكثر من 5 أيام، أو على صعيد البنزين الذي نفد من معظم محطات المحروقات. والأزمة مفتوحة حالياً على عدة احتمالات، إما أن ترضخ وزارة الطاقة لمصرف لبنان وتُصدر جدولاً لتركيب أسعار المحروقات بناء على إدخال البنزين من دون دعم مطلقاً، أو أن تصل إلى حل وسطي مع مصرف لبنان يقضي بفتح اعتمادات وفق سعر صرف المنصة تماشياً مع أحد طروحات مصرف لبنان، أو أن تتمكن الحكومة من إصدارا البطاقة التمويلية كخطوة نهائية جازمة لوقف الدعم نهائياً.

تعليقات: