مجزرة التليل العكارية: 28 ضحية و80 مصاباً حتى الآن بانفجار خزان بنزين

مأساة الجيش والوطن، المشهد من مستشفى الجعيتاوي (حسن عسل)
مأساة الجيش والوطن، المشهد من مستشفى الجعيتاوي (حسن عسل)


تتفاقم مصائب الشعب اللبناني، وتتعاظم. الموت في كلّ مكان، وافتقار للحدّ الأدنى من مقوّمات العيش. وبعدما خُنِق المواطن لأيام جرّاء أزمة ال#محروقات، وقعت الكارثة في #عكار، بسبب الاحتكار والتخزين. فاجعة منتصف الليل في #التليل العكارية أعادت إلى الأذهان جحيم المرفأ الذي لم يبرد جرحه إلى اليوم بعد عام كامل.

المشهد في عكار صباح اليوم مأسوياً، مع سقوط 28 ضحية ونحو الـ80 جريحاً في انفجار خزان #بنزين ليلاً، حتى الآن، وفق آخر حصيلة رسمية ل#وزارة الصحة العامة.

وإزاء الكارثة العكارية، وجّه وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، صباح اليوم، "نداءً لإجلاء الجرحى إلى خارج لبنان"، معلناً وقتذاك إحصاء "22 ضحية وأكثر من 79 جريحاً بانفجار خزان البزين في التليل".

كما دعا رئيس الجمهورية ميشال عون إلى اجتماع استثنائي للمجلس الأعلى للدفاع، ظهر اليوم، في قصر بعبدا، للبحث في تداعيات انفجار مستودع المحروقات في بلدة التليل في عكار.

بيان للجيش حول انفجار عكار

أوقفت مديرية المخابرات قيد التحقيق المدعو ر .أ. ابن صاحب قطعة الأرض التي انفجر فيها خزان الوقود بتاريخه في بلدة التليل-عكار، وأدّى إلى سقوط عدد من الإصابات بين مدنيين وعسكريين.

وأعلنت قيادة #الجيش ـــ مديرية التوجيه، في بيان، أنّه "بتاريخ 15 / 8 /2021 قرابة الساعة الثانية فجراً، انفجر خزان وقود داخل قطعة أرض تستخدم لتخزين البحص في بلدة التليل- عكار كان قد صادره الجيش لتوزيع ما بداخله على المواطنين، ممّا أدّى إلى سقوط عدد من الإصابات بين مدنيين وعسكريين"، لافتة إلى أنّ "التحقيقات بوشرت بإشراف القضاء المختص لمعرفة ملابسات الانفجار".

أهالي التليل يقتحمون منزل صاحب مستودع البنزين

تسود حال من الغضب الشديد في محيط موقع انفجار خزان البنزين وعند مدخلي بلدة التليل، وسط تهديدات يطلقها أهالبي المنطقة عن ضرورة احراق منزل صاحب موقع الانفجار حيث عُثِر على خزان البنزين. ودهم عناصر الجيش منزل صاحب الأرض التي انفجر فيها خزان المحروقات، وأوقفت مخابرات الجيش قيد التحقيق المدعو ر .أ. ابن صاحب قطعة الأرض التي انفجر فيها خزان الوقود بتاريخه في بلدة التليل- عكار، وأدّى إلى سقوط عدد من الإصابات بين مدنيين وعسكريين.

واقتحم الأهالي منزل صاحب الأرض في بلدة التليل الذي لا يوجد أحد قيه، وقاموا بتحطيم الآليات في محيطه ورشق نوافذه بالحجارة، وحاول الجيش إبعادهم، تلاها عمليات كرّ وفرّ بين الأهالي والجيش في محيط المنزل، وسط إصرار من قبل الأهالي على اقتحامه.

كما أضرم الأهالي النيران بسيارة وشاحنة مركونتان أمام المنزل، وسط انتشار للجيش.

رواية رئيس البلدية

روى رئيس بلدية التليل العكارية جوزف منصور التفاصيل التي شهدها قبل حصول مجزرة خزان البنزين وبعدها.

20 ضحية وعشرات الجرحى سقطوا اثر انفجار خزان بنزين جرت مصادرته عصر السبت. وقرابة الساعة الثانية والنصف من فجر الأحد، تمجهر عدد كبير من الناس، معظمهم من أهالي البلدة، بالقرب من الخزان للحصول على المادة الحيوية التي فقدت في اليومين الماضيين بعد امتناع معظم محطات الوقود عن تلبية الناس، فعمد الجيش الى دهم المحطات الممتنعة وأماكن التخزين لتسهيل حصول الناس على المحروقات.

قال منصور أنه تواجد في مكان الحادثة "على بعد عشرين متراً" خلال الحادثة، نافياً ما يشاع عن إطلاق نار أدى الى الانفجار. وأشار الى أن صاحب الخزان هو من خارج البلدة، وبعد مصادرته عصر السبت من الأهالي، حضر الجيش وبدأت مفاوضات على أن يحصل اتفاق بتفريغ المحروقات وتزويد الأهالي بها. وهنا حصل تجمهر كبير من الأشخاص، وحصل الانفجار بعد إشعال أحدهم ولاعته.

وصف منصور ما حصل بـ"الكارثة" على الأهالي، ووجه نداء عبر "النهار" لمساعدة الجرحى المصابين بحروق، لاسيما ألاّ مستشفيات متخصصة في المنطقة، "مستشفيات عكار أشبه بمستوصفات، والجرحى يتم تبريد حروقهم بالماء في انتظار نقلهم الى مراكز متخصصة، منهم من يعالج في "السلام"، ونأمل بنقل المزيد منهم الى مستشفى الجعيتاوي"، علماً أنه لا يمكن إحصاء الجرحى بشكل دقيق حتى اللحظة، لكن رئيس البلدية تحدث عن أكثر من 200 جريح.

اللواء خير من طرابلس

أكد الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير أنّ "هذه كارثة حقيقية مثل انفجار بيروت"، موجّهاً "نداء للمستشفيات المختصّة بالحرائق لمساعدة الجرحى".

وأكد خير، خلال جولة تفقدية لجرحى انفجار خزان البنزين في التليل العكارية، في مستشفى السلام في طرابلس، أنّ "هناك اتصالات مع تركيا وسنحاول التواصل مع مصر لنقل الحالات الخطرة إلى الخارج".

وناشد "وزير الطاقة لتزويد المستشفيات ومراكز الصليب الأحمر في الشمال بالكهرباء،"، متمنّياً على "وزير الصحة إعادة فتح المستشفى التركي في صيدا المتخصّص بمعالجة الحرائق".

وكان خير ناشد جميع الجمعيات والمنظمات الدولية العاملة في لبنان، تسليم ما توافر لديها من أدوية وأمصال ومستلزمات طبية خاصة بمعالجة الحروق من الدرجة الثانية والثالثة إلى مستشفيات عكار وطرابلس والتنسيق مع الهيئة العليا للإغاثة بهذا الخصوص على رقم الهاتف 70242363.

المشهد من مستشفى الجعيتاوي

يعجّ مستشفى الجعيتاوي في الأشرفية بمصابي انفجار خزان البنزين في التليل العكارية، وسط حال من التوتر والصدمة لدى أهاليهم.

وأوضحت إحدى كوادر الطاقم الطبي في المساشفى الأخت هادية أنّ "المستشفى استقبل 8 إصابات من انفجار عكار، 3 منها حروقها بليغة جدّاً في كامل أنحاء الجسد".

ولفتت إلى أنّه "جرى نقل اثنين من الجرحى إلى العناية المركّزة وهما في حالة حرجة جدّاً، في حين يُعالِج والفريق الطبي الإصابات الأخرى".

كما أفادت أنّ "إدارة المستشفى تحاول إخلاء أحد الطوابق لنقل المصابين من الطوارئ".

وتواصل عمليات البحث عن مفقودين في بلدة التليل العكارية. بعدما أُحصي حتى الآن نحو 20 ضحية وعشرات الجرحى خلال المجزرة التي وقعت بسبب انفجار خزان محروقات تجمهر حوله الأهالي للحصول على المادة الحيوية التي باتت نادرة بفعل السياسات الفاسدة.

وأظهرت صور في ساعات الصباح الأولى المشهد من مكان الانفجار، حيث عمليات الإنقاذ مستمرة.

الكارثة العكارية استدعت تدخّلاً عاجلاً من وزارة الصحة. إذ طلب وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن من "المستشفيات جميعها في عكار والشمال وصولاً إلى بيروت استقبال جرحى التليل على نفقة وزارة الصحة العامة "من دون تردّد".

وناشد أهالي "التليل وعكار المواطنين التبرّع بالدم من الفئات كافة للمستشفيات التي تستقبل مصابي انفجار خزان"، إذ إنّ أرقام الضحايا مرشّحة للارتفاع مع استمرار عمليات البحث عن مفقودين محتملين في محيط الانفجار.

‏‎وأضاف حسن: "ستفتح الآن مستودعات وزارة الصحة لتوزيع ما يوجد من أدوية حروق ومضادات حيوية وغيرها من مستلزمات لزوم المصابين"، متمنّياً على "الجمعيات التي تمتلك مخزون القيام بالمبادرة لإسعاف المواطنين".

كما ناشد أهالي التليل وعكار المواطنين التبرّع بالدم من الفئات كافة للمستشفيات التي تستقبل مصابي انفجار خزان البنزين، بعدما ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 20 ضحية و79 جريحاً حسبما أعلن الصليب الأحمر اللبناني مطلع الفجر، فيما الأرقام مرشّحة للارتفاع مع استمرار عمليات البحث عن مفقودين محتملين في محيط الانفجار.

الفاجعة أدّت إلى ردّة فعل غاضبة لدى أهالي عكار، إذ تجمّع المئات من الأهالي،منذ ساعات الصباح الأولى في محيط موقع انفجار خزان البنزين في بلدة التليل، حيث ضرب الجيش طوقاً أمنياً حول المكان، ولا تزال عمليات المسح مستمرة من قبل الجيش والصليب الاحمر، بحثاً عن ضحايا ومفقودين محملين.

كما أنّ التحقيقات الجارية لمعرفة مسببات هذا الانفجار الكارثي، الذي أحدث موجة من الغضب لدى الاهالي على هول الفاجعة التي حصلت، واصابت بشظاياها بلدات عكارية عدة فقدت العديد من ابنائها بين ضحايا ومصابين.

واقتحم عدد من أبناء عكار الذين تجمّعوا صباحا موقع حصول انفجار خزان البنزين في التليل، وعمدوا إلى رمي عناصر الجيش بالحجارة في فورة غضب.

في الآتي، قائمة المستشفيات التي تستقبل المصابين، موزّعة حلبا وطرابلس:

- مستشفى اليوسف- حلبا

- مستشفى حلبا الحكومي

- مستشفى رحال

- مستشفى سيدة السلام- القبيات

- مستشفى السلام طرابلس

وليلاً، شارك في عملية إجلاء الضحايا الجيش وقوى الأمن الداخلي والدفاع المدني والأهالي إلى جانب الصليب الأحمر وهناك أكثر من 13 سيارة إسعاف وعشرات المسعفين على الأرض.

كما توجهت فرق الإسعاف في جهاز الطوارئ والإغاثة من طرابلس إلى مكان الانفجار على الفور للمساعدة في عمليات نقل الجرحى والمصابين.

وأشار مراسل "النهار" من عكار، في ساعات الليل المتأخرة، إلى أنّ هناك عدداً من المفقودين في محيط موقع الخزان قذفهم عصف الانفجار، لافتاً إلى أن حالاً من التوتر الكبير وسط هول الفاجعة تسود في المستشفيات ووصول أهالي الضحايا بحثاً عن أبنائهم.

موقف رئاسة الجمهورية

عون رئيس الجمهورية ميشال عون عن "ألمه الشديد على ضحايا انفجار خزان المحروقات، ليل أمس في بلدة التليل في منطقة عكار، والذي أودى بحياة عشرات الضحايا البريئة"، متمنّياً الشفاء العاجل للجرحى.

واعتبر عون، في بيان، أنّ "هذه المأساة التي حلّت بمنطقة عكار العزيزة أدمت قلوب جميع اللبنانيين الذين يقفون اليوم مع أبناء المنطقة في هذه المحنة التي ألمّت بهم".

وطلب "استنفار القوى والأجهزة الأمنية والصحية في المنطقة لمكافحة الحريق والعمل لنقل المصابين الى المستشفيات والمراكز الصحية وتقديم الاسعافات لهم على حساب وزارة الصحة"، كما طلب من "القضاء المختص إجراء التحقيقات اللازمة لكشف الملابسات التي أدت الى وقوع الانفجار، كما وشدد على تكثيف البحث للتأكد من عدم وجود مفقودين".

وتعليقاً على الكارثة، غرّد رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل عبر "تويتر" قائلاً: "قلوبنا في هذه الليلة مع أهالي التليل وعكّار، نصلّي لرحمة الشهداء ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين".

كما غرّد الرئيس سعد الحريري عبر "تويتر" قائلاً: "مجزرة عكار لا تختلف عن مجزرة المرفأ. رحم الله الشهداء وأسكنهم فسيح جناته. شفى الله الجرحى والمصابين".

وأضاف: "ما حصل في الجريمتين لو كانت هناك دولة تحترم الإنسان لاستقال مسؤولوها، بدءاً برئيس الجمهورية إلى آخر مسؤول عن هذا الإهمال. طفح الكيل. حياة اللبنانيين وأمنهم أولوية الأولويات".

ميقاتي

تعليقاً على الكارثة التي حلّت في بلدة التليل العكارية، أكد الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي أنّ "ليل عكار الحزين أدمى قلوبنا جميعاً على أبرياء سقطوا ضحية طمع من استغلّوا أزمة المحروقات ليحققوا أرباحاً غير مشروعة ويحرموا الناس من أبسط حقوقهم".

وأضاف ميقاتي، في بيان، أنّ "ما حصل يستصرخ ضمائر الجميع للتعاون لإنقاذ اللبنانيين مما هم غارقون فيه من ويلات ونكبات واهمال"، مؤكداً "العزم على المضي في العمل الدؤوب كي لا تبقى عكار لقمة سائغة للمحتكرين واصحاب الاطماع".

وختم بالقول: "رحم الله الضحايا ودعاؤنا الى الله أن يشفي الجرحى، ويبعد عن لبنان واللبنانيين المصائب والويلات".

برّي

تعليقاً على الفاجعة التي أصابت عكار وبلدة التليل وسقوط العشرات من الضحايا والجرحى جراء انفجار مستودع للبنزين، قال رئيس مجلس النواب نبيه برّي: "فجرٌ أسود ودامٍ جديد في تاريخ لبنان واللبنانيين، وهذه المرة من عكار الحرمان، من بلدة التليل التي فجعت وفجع معها كل اللبنانيين بسقوط العشرات من خيرة أبنائها وأبناء عكار شهداء والمئات من الجرحى".

وتقدّم برّي، "أمام هذه المأساة الوطنية، من أبناء عكار ومن أهالي بلدة التليل ومن مؤسسة الجيش اللبناني ومن ذوي الشهداء بأحر التعازي و للجرحى الدعاء بالشفاء العاجل".

وختم بالقول: "أما آن لهذا الليل أن ينجلي؟".













تعليقات: