بيان رقم 1 لـ«القوة الضاربة» في عكار

مصادرة صهاريج المحروقات.. خبر يوميّ يتصدر مواقع التواصل الاجتماعي
مصادرة صهاريج المحروقات.. خبر يوميّ يتصدر مواقع التواصل الاجتماعي


تحوّل خبر قطع الطرق وعمليات مصادرة صهاريج المحروقات إلى خبر يوميّ يتصدر مواقع التواصل الاجتماعي، في مشهد يعكس الواقع المأساوي الذي بلغته محافظة عكار على مختلف الصعد.

تسعى بلديات المحافظة واتحاداتها وأصحاب المؤسسات فيها، إلى تأمين حاجتهم من المحروقات وعلى رأسها مادة المازوت، ويتخلل ذلك عمليات كرّ وفر بينهم وبين قطّاع الطرق، إذ بات الحصول على غالون مازوت صيداً ثميناً لقطّاع الطرق الذين يلجأوون لبيعه علناً وأمام أعين القوى الأمنية في السوق السوداء بـ 250 ألف ليرة.

يمكن القول إن السحر انقلب على الساحر في عكار، ومن عمد على مدار أعوام بالتباهي بوجود مجموعات مسلّحة تعمل بإمرته، بات اليوم في حيرة من أمره مع إعلان هؤلاء الخروج من تحت عباءته السياسية، والتمرد والمجاهرة بما يقومون به من دون أي رادع.

«هي الفوضى الخلّاقة تجتاح الشمال عموماً، إذ يصعب علينا تأمين عبور الصهارج التي تنقل حصة المؤسسات الرسمية في عكار، من مالية وعقارية، ومستشفيات ومؤسسات الرعاية الاجتماعية وبلديات»، يقول أحد فاعليات عكار، لافتاً إلى أن هناك «أكثر من 20 كميناً على الطريق العام من المنشآت وحتى مدينة حلبا مركز المحافظة، ما يدفع السائق إلى تفريغ الحمولة في أقرب محطة لحين التمكن من توزيعها».

ويصف الواقع بـ«الصعب للغاية، وكأن عكار في منطقة معزولة عن لبنان، والكلمة الفصل فيها للأقوى على الأرض، وطبعاً القوى الأمنية خارج المعادلة لأنها غائبة كلياً عن كل ما يجري، والحقيقة المرة أن بعض الزعران يتحكمون بمصير ما يزيد عن 600 ألف نسمة، والنتيجة انقطاع البنزين والمازوت كلياً عن عكار، وحلول الظلام الدامس في مختلف البلدات ساحلاً وجرداً وسط استمرار عمليات التهريب».

الواقع المؤلم عبّر عنه المفتش الديني في دائرة الأوقاف الإسلامية الشيخ خالد اسماعيل، الذي كتب على صفحته على موقع فايسبوك: "فنيدق المحرومة في ظلام دامس، بالرغم من أكبر خط تهريب في شمال لبنان للمواد التفطية والغذائية والدوائية و... يمر من منطقة جرد القيطع، فنسأل الله تعالى أن ينتقم ممن أوصلونا إلى هذا الدرك الأسفل من العيش".

الفَلَتان المستشري بات يهدد حياة المرضى في المستشفيات، وآخر فصوله تمثّل بمصادرة صهريج مخصص لمستشفى عبد الله الراسي الحكومي ـ حلبا، على طريق الحصنية وإفراغ حمولته البالغة 7 آلاف ليتر، ما دفع إدارة المستشفى لإصدار بيان استنكار، مؤكدةً أن «الأجهزة الأمنية كانت على علم بمرور الصهريج وتم التنسيق مع إحداها، ووعدت بتأمين المرافقة على اعتبار أنه من غير المقبول مصادرة شريان الحياة للمستشفى الحكومي تحت أي عذر أو سبب».

من جهته، ناشد دار الأيتام الاسلامية ـ بيت الحوش، المسؤولين تأمين المازوت حتى لا تتلف المواد الغذائية والأدوية، مؤكدةً أن الدفع «كاش» والمطلوب إيصال المازوت للمولدات.

في مقابل ذلك، أعلن شباب مجدلا في بيان، قرارهم بمصادرة أي شاحنة تمرّ عبر قريتهم لصالح المولدات، مبررين ذلك بالقول: «بعد تكرار مرور الشاحنات والآليات ليلاً عبر مجدلا، وبعد توقف مولدات الاشتراك 24/24 بسبب شح مادة المازوت، وفي ظل وجود حالات مرضيّة من غسيل كلى واوكسجين للمرضى، فإننا سنصادر صهاريج المازوت».

وسط الفلتان الأمني غير المسبوق وتقاعس القوى الأمنية عن القيام بأدنى واجباتها وكأن لا وجود لها في عكار، خرج بيان رقم 1، موقّع بإسم «القوة الضاربة في عكار». البيان التحذيري موجّه بحسب ما جاء فيه إلى رؤوساء الأحزاب والنواب والبلديات والأجهزة الأمنية، ويلفت إلى أن «العديد من ضباط المؤسسات العسكرية في الشمال هي التي تغطّي عمليات التهريب وبغطاء سياسي، حيث يتم الدفع للعديد منهم في سبيل تسهيل التهريب، حيث يدير طرقات التهريب نجليّ نائبين من عكار».

وفيما خصّ قطع الطرقات على الصهاريج، اعتبر البيان «أنها تأتي بتوجيهات من رؤساء بلديات محلّية وبتوجيهات مباشرة من نواب، للإيحاء بأن الشركات لن تسلّم عكار، فيتسنّى لهم تهريب هذه الصهاريج الى الداخل السوري».

وأضاف البيان «بعد التثبت وتصوير فيديوهات كثيرة تُظهر نقاط التفتيش التابعه للمؤسسة العسكرية والتي تتم عبرها عمليات تهريب الصهاريج إلى الداخل السوري، ارتأينا أن نأخد دور الدولة في المرحلة المقبلة وأن نضرب بيد من حديد ودون رحمة، فالرؤوس أينعت وقد حان قطافها».

وتوجهت «القوة الضاربة» في بيانها إلى نوّاب المنطقة «الذين امتهنوا التهريب إلى الداخل السوري»، بالقول: «صهاريجكم ومصالحكم سيتمّ استهدافهم بالنار وسيتم استهداف أبنائكم»، داعيةً أبناء عكار إلى مؤازرة وحماية عناصرها.

تعليقات: