صدام في بياقوت.. لبنان يعوم على أحزاب وطوائف محتقنة

سارعت وحدات الجيش إلى الانتشار في البلدة وفضت الإشكال
سارعت وحدات الجيش إلى الانتشار في البلدة وفضت الإشكال


شهدت منطقة بياقوت في قضاء المتن صداماً فردياً بين شخصين يعملان في صرافة الدولار بالسوق السوداء. وتطور الصدام إلى توتر أخذ بعداً طائفياً، بعدما احتشدت عائلة كل منهما لمناصرة المتخاصمين. وفيما راح البعض يشيع أن الإشكال وقع بين عناصر من الكتائب والقوات اللبنانية من جهة وعناصر من حزب الله وحركة أمل من جهة أخرى، والذين أقدموا على خطف شاب عشريني، أكد رئيس بلدية بياقوت عصام زينون لـ"المدن" أن الإشكال فردي بين صديقين يعملان في مجال الصيرفة، وليس بين أحزاب المنطقة، التي يوجد فيها مناصرون لكل الأحزاب وسكانها من شيعية ومسيحيون.


طوائف وأحزاب مستنفرة

ولأن لبنان كله يعوم على خراب، ويشهد حوادث متنقلة تأخذ أبعاداً طائفية، وفي ظل الفلتان الأمني، أشيع أن الصدام وقع بين حزب الكتائب والقوات ومناصرين لحركة أمل وحزب الله. لكن الإشكال فردي وليس حزبياً، وحشد كل شخص من الشصين المختلفين على قضايا مالية، عائلته فحصلت صدامات وإطلاق نار، نجم عنه ثلاثة جرحى. علماً أن الشخصين اللذين تصادما بداية، أحدهما شيعي والآخر مسيحي. وهما صديقان وييعاونان في السوق السوداء لصرف الدولار، كما أكد زينون، مضيفاً أن قيادات من الأحزاب حضرت إلى المكان لضبط عناصرها وتطويق الحادث. وسارعت وحدات الجيش إلى الانتشار في البلدة وفضت الإشكال.


بيان الكتائب

تعليقا على الصدام بياقوت أصدر حزب الكتائب بياناً عن إقليم المتن جاء فيه: "إن معظم الأخبار المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي غير صحيحة، وليس هناك من مخطوف. والإشكال فردي وتم تطويقه قبل أن يتطور أكثر، وليس ذي خلفيات حزبية. وأي ممارسات ناتجة عن شعور بفائض القوة عند البعض، ليست ولن تكون مقبولة، خاصة أن هذه الممارسات باتت متنقلة وتتكرر بوتيرة متسارعة. ويؤيد اقليم المتن الكتائبي مطلب رئيس بلدية بياقوت بوضع قوة ثابتة للجيش اللبناني في هذه النقطة. ويبقى الجيش ضمانة اللبنانيين والمسؤول الوحيد عن أمنهم وحمايتهم".


تنذكر ما تنعاد

مساء اليوم السبت 7 آب في بياقوت، وأمس في شويا وصيدا وعاليه وشبعا.. ويبدو أن الحبل على الغارب ويتنقل من منطقة إلى أخرى. كأن لبنان في ما يشبه ذلك الكابوس الذي عاشه بعد اتفاق القاهرة في العام 1969، وظل يتفشى حتى انفجر حرباً أهلية 13 نيسان 1975. فشاع الخطف القنص والقتل على الهوية في سائر المناطق اللبنانية. ولا نزال في كل 13 نيسان نردد تلك العبارة الفولكلورية "تنذكر ما تنعاد"، فيما يعوم لبنان على احتقانات طائفية ومناطقية. وها هي في اليومين الماضيين تبلغ ذروة غير مسبوقة. إذا يكفي أن يتشاجر صرافان في السوق السوداء، لينفجر إطلاق نار يختلط فيه العائلي بالطائفي بالحزبي، كما حصل في بياقوت.

تعليقات: