الحزب الشيوعي ينفي مزاعم جعجع: إليكم ما حصل!


نفى الحزب الشيوعي اللبناني ما ادّعاه رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، بأنّ محازبي القوات «تفاجأوا بشيوعيّين»، ينظّمون مسيرة تمرّ من أمام مركز «قواتيّ» يقع «في زاروب داخلي، وليس على طريق عام».

وفي بيان، وصف الحزب ما حصل بـ«كمين محكم ومخطط له مسبقاً»، مضيفاً: «انقضّت ميليشيات القوات اللبنانية على التظاهرة الشعبية التي دعت إليها لجنة أهالي ضحايا المرفأ، والتي شاركت فيها قوى ومجموعات سياسية ونقابية وطنية وديمقراطية ومدنية من مكونات انتفاضة 17 تشرين، ومن بينها الحزب الشيوعي اللبناني، وكان مسار التظاهرة مقرراً ومعلناً عنه قبل أسبوع كامل، على أن تمر التظاهرة في الشارع الرئيسي من منطقة الجميزة، الذي لا وجود فيه لمركز للقوات اللبنانية، بعكس ما ادّعى سمير جعجع، وكانت هذه التظاهرة واحدة من بين تظاهرات عدة متزامنة تلتقي جميعها أمام مدخل المرفأ».


وحول «ما حصل»، أورد الحزب في بيانه الآتي:

«لقد كانت ميليشيات جعجع متأهبّة ومجهزّة بكامل عتادها الظاهر من عصي ومفرقعات وسكاكين ومسدسات وحجارة للاعتداء على التظاهرة لدى وصولها إلى الكمين، فافتعلت استفزازاً تطوّر إلى اعتداء جبان، دافع خلاله المتظاهرون عن أنفسهم، بكل شجاعة وقوة بالرغم من تدفق مجموعات قواتية ميليشياوية ذات هرمية عسكرية منظمة ومنتشرة خلف وحَول وأمام التظاهرة، وهذا الطوق العسكري، موثق بالفيديو الذي يظهر ميليشيات القوات على آليات كبيرة بلباس عسكري ينتظرون وصول التظاهرة وبعضهم منتشر على أسطح الأبنية.

كل ذلك يفضح أكاذيب جعجع وافتراءاته بالصوت والصورة وبالوقائع التي لم تعد تنطلي على أحد، فالقرار السياسي والعسكري بالاعتداء على التظاهرة هو قرار مسبق ومبيت وأنت يا جعجع المسؤول عنه، في الإساءة أولاً، لقدسية الذكرى الأولى لضحايا انفجار المرفأ الذي تتحمل مسؤوليته المنظومة السياسية الحاكمة وأنت واحد منها، وأنت المسؤول أيضاً عن كل نقطة دم سالت من المتظاهرين والتي وصلت إلى محاولة القتل المتعمد، وهو ما أثبتته الطعنة الجبانة والضرب بالعصي على الرأس الذي تعرّض له المتظاهر مازن أبو زيد الذي كان أحد وجوه انتفاضة 17 تشرين في ساحة النبطية، حيث اخترقت السكّين جسده وصولاً إلى رئته، من دون ذنب ارتكبه سوى مروره في شارع الجميزة ورفعه الصوت عالياً ضد كل قوى السلطة الحاكمة.

أما الجريمة الثانية فكانت اختطاف الشابين القاصرين جوني وجاك بركات، وضربهما وتصويرهما وإجبارهما على قول عبارات هما أبعد ما يكون عنها تحت ضغط التهديد بالقتل، تماماً كما تفعل أجهزة الأنظمة القمعية والاستبدادية، هذا عدا عشرات الاعتداءات الأخرى التي تضمنت طعناً بالسكاكين وضرباً بالعصي. وإذا كان ارتداء الكوفية تعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني و إذا كان أيضاً الانتماء السياسي إلى انتفاضة 17 تشرين، يستدعيان هذا الخطف والترهيب واستعمال أساليب التصوير ونشره التي لم تعد تخيف أحداً، ترى، ألا يصحّ عندها وصف اللبنانيين لسمير جعجع أنّه مجرم فاشي عنصري، وان يعلنوا إدانتهم الشديدة أيضاً للمنظومة الحاكمة التي أفرجت عنه وشرّعت لتاريخه الحافل بالجرائم؟

لقد أظهرت هذه الزمرة أنّها ما زالت مستمرة في ممارسات الحرب الأهلية التي اشتهرت بها من خطف وتعذيب وقتل على الهوية، مع أنّها جرت على يد جيل يفترض أنّه ولد بعد الحرب، لكنّ تربية القوات أشربته فاشيتها وإجرامها، وهو ما ندينه ونرفضه بشدّة، داعين كل اللبنانيين للنضال معاً ضد هذا النهج الفاشي ولإسقاط نظام العنصرية والطائفية الذي تستخدمه منظومته الفاسدة وسيلة لاستغلالها الطبقي عبر خطابها المذهبي بإشاعة الانقسامات والممارسات العدوانية. كما ندعوهم أيضاً للمضي معاً على درب التغيير الحقيقي، درب بناء الدولة المدنية العلمانية الديموقراطية كمشروع إنقاذي بديل لمشاريع الفدرلة والكنتنة. كما نحمّل القوى الأمنية مسؤولية عدم حماية أمن التظاهرة بينما هي تقوم بحماية أطراف المنظومة الحاكمة التي اعتدت على المال العام والأملاك العامة وارتكبت الجرائم وتسببت سياستها بالانهيار الشامل ونهب اللبنانيين وإفقارهم وتهجيرهم وما زالت ترفض رفع الحصانة عن المدعى عليهم، كما نحمّلها أيضاً مسؤولية جلب المعتدين على التظاهرة، الذين وثّقنا صور وجوههم وأسمائهم بوضوح لا لبس فيه، وليتحمل الجميع مسؤولية ما حصل بما فيهم ما تبقى من قضاء قادر على سوق المرتكبين إلى العدالة فوراً.

إن القوات اللبنانية هي جزء لا يتجزأ من التحالف الحاكم ومن السلطة العميقة التي جمعت أمراء الطوائف والاحتكارات وقوى الأمر الواقع، وهي بقيت وتبقى كذلك رغم فشلها في ركوب موجة الانتفاضة. وجعجع هو أحد حراس هذا النظام الطائفي، إلى جانب أطراف السلطة الآخرين. وهو شريك في جريمة إفلاس لبنان وإفقار الشعب وتهجيره. وهو شريك أساسي في الصراع على الحقائب الدسمة والزبائنية والتعيينات والتسويات الرئاسية والحكومية والموازنات التفقيرية. هو المحرّض على المذهبية والانقسامات وعلى تأبيد هذا النظام. هو من جاهر بدفاعه عن المصارف ورؤوس المال، وهو من يدعي السيادة وينام على عتبات السفارات المتآمرة الأميركية وأنظمة التطبيع العربي، ويربط نفسه بمشاريعها في لبنان والمنطقة.

لقد أطلق سمير جعجع العنان لبلطجيته لتفجير الفتنة والانقضاض على انتفاضة 17 تشرين في ذكرى جريمة المرفأ الأليمة، كما فعلت مراراً وتكراراً قوى السلطة الأخرى في ساحات عدة من قبل، وهو ما يعبّر فعلياً عن فشل القوات المزري في الركوب على موجة الانتفاضة وانفضاح دورها السلطوي الأساسي والفرز الواضح من قبل قوى الانتفاضة التي لفظته منها تماماً وكان آخرها في انتخابات نقابة المهندسين، فقررت الانتقام الجبان والعودة إلى خطابها الأساسي القائم على شد العصب الطائفي التقسيمي المناطقي.

إلى سمير جعجع وقواته نقول: إن الشيوعيين والوطنيين اللبنانيين، ليسوا كانتوناً ولا طائفة ولا ميليشيا، بل هم لبنانيون، من كل لبنان ولكل اللبنانيين. هم شرايين وحدته الوطنية الممتدة في كل منطقة ومدينة وقرية وحي وشارع. وهم الذين ناضلوا بقيادة أمينهم العام الرفيق الشهيد فرج الله الحلو ضد أنظمة الاستبداد والتبعية والأحلاف العسكرية واستشهد تحت تعذيبها، وهم الذين لبوا نداء أمينهم العام الشهيد جورج حاوي لمقاومة الاحتلال الصهيوني يوم كانت القوات اللبنانية معه، مطلقين جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية بندائها وبدلالاتها الوطنية الكبرى، وهم الذين واجهوا المنظومة الحاكمة وزرعوا بذور انتفاضة 17 تشرين وكانوا في قلبها منذ البداية، وهم مستمرون اليوم بكل تصميم وإرادة ووحدة لتحويلها إلى ثورة وطنية ديموقراطية تطيح بهذه المنظومة ونظامها السياسي القاتل.

وكما حمينا الانتفاضة من أجندات خارجية لا مصلحة لشعبنا فيها، سنبقى نحميها بأرواحنا وأجسادنا في مواجهة كل أحزاب المنظومة وفي ساحات الانتفاضة في كلّ المناطق.

سنكون لكم بالمرصاد، سنواجهكم في السياسة وفي الإعلام وفي الشارع والقضاء، وسنمنع عصابتكم من تحقيق أهدافها التقسيمية التخريبية الانعزالية.

لبنان لكل اللبنانيين، وكل المناطق مناطقهم وكل الساحات ساحاتهم، ومشروع التغيير الوطني العلماني الديموقراطي سيطيح بمشاريعكم الرجعية المتخلّفة ويحيلها إلى مزبلة التاريخ».

تعليقات: