بلدية العباسية تستخرج المياه الجوفية باستخدام الطاقة الشمسية


أرخت أزمة الكهرباء والمحروقات بثقلها على العديد من النواحي الحياتية في المناطق اللبنانية كافة، وحرمت المواطنين من نعمة استخدام الثروة المائية «المياه الجوفية»، بسبب صعوبة استخراجها في ظل غياب شبه دائم للتيار الكهربائي وانقطاع مادة المازوت. وقد تفاقمت أزمة المازوت في الآونة الأخيرة، مانعةً تشغيل محطات ضخ المياه في القرى والبلدات، فتعذّر على المزارعين ريّ أراضيهم التي تعتمد على الآبار الجوفية.

وفي قرى قضاء صور، تنشط حركة الصهاريج المعبّأة بالمياه بعدما توقفت مضخات الآبار الجوفية الموجودة في القرى عن العمل، نتيجة غياب التيار الكهربائي والمازوت، الذي إن وُجد، فبأسعار تثقل كاهل البلديات مادياً وتستنزف ما تبقى من أموال لديها، ما يجعلها غير قادرة على تأمينه.

وقد اضطرّ ذلك المواطنين للاستعانة بالصهاريج لتأمين المياه إلى منازلهم رغم ارتفاع الكلفة، لا سيما أننا ما زلنا في موسم الصيف، حيث تكثر حاجة المواطنين للمياه في ظل عجز مؤسسة مياه لبنان الجنوبي عن القيام بواجبها، بسبب الأزمة المالية التي تشهدها مؤسسات الدولة كافة.

وبلدة العباسية، وهي إحدى أكبر قرى قضاء صور، تعاني كغيرها من عدم قدرتها على الاستمرار في تشغيل محطتَي المياه لتغذية منازل القرية التي يستفيد منها حوالى 10 آلاف مواطن يعتمدون على ضخ المياه إلى منازلهم عبر الآبار الموجودة في البلدة.

غير أن تفاقم الأزمة فرض على البلدية السعي إلى إيجاد حل جذريّ لمعاناة أبناء البلدة، وكان لا بد من تخطّي أزمة واحدة قابلة للحل على الأقل، فكانت فكرة الطاقة البديلة.

في هذا الشأن، يؤكّد رئيس البلدية علي عز الدين لـ«الأخبار»، أنه «بعدما استنزفنا مبالغ مالية كبيرة على شراء المازوت بأسعار السوق السوداء، بهدف تسيير أمور المواطنين، تواصلنا مع أحد المغتربين من أبناء البلدة لإيجاد طريقة لتشغيل محطات ضخ المياه. وقد أبدى استعداده لإنجاز مشروع الطاقة الشمسية على نفقته الخاصة».

ويتابع: «بعدئذ، قمنا بالإجراءات المطلوبة مع مؤسسة مياه لبنان الجنوبي التي شجعت على إقامة المشروع. وبدأنا بتنفيذه على قطعة أرض قدّمتها البلدية، تبلغ مساحتها 2200 متر مربع، لبناء هيكل توضع عليه الخلايا الشمسية التي تُنتج الطاقة الكهربائية بقدرة 250 أمبيراً، وهي كافية لتشغيل محطتَي استخراج المياه الجوفية وضخّها إلى الخزان الرئيسي للبلدة، ومن ثم إلى المنازل»، لافتاً إلى أنه «بذلك، نكون قادرين في غضون أسبوع على تشغيل المضخات عبر الطاقة البديلة، واستطعنا بفضل المغتربين تجاوز الأزمة ووجدنا حلاً لمشكلة مياه الشفة».

تعليقات: